منذ بدا أن الأزمة السورية ماضية نحو التدويل صيف العام 2012 فصاعداً، استشعرت العديد من القوى السياسية الكردية إمكان استعادة الوضعية التي أوجدتها معاهدة «سيفر» 1920، ومن ثم راحت تلك القوى تنسج على منوال «هرتزل» عينه الذي قام على «أسطرة» التاريخ و«أدلجة» الأفكار لخدمة أهداف سياسية محددة.
ذكرت صحيفة "غارديان" أن سيطرة ما تسمى بـ"هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" الإرهابية عمودها الفقري على منطقة وقف إطلاق النار في إدلب السورية جلبت تداعيات سلبية من الناحية الإنسانية.
أكدت مصادر محلية أن النظام التركي واصل تسهيل مرور الإرهابيين الأجانب إلى سوريا، مضيفة أن 1500 منهم التحق بصفوف تنظيمي "جبهة النصرة" و"حراس الدين" الإرهابيين في إدلب خلال يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.
في الخارطة الميدانية كل شيء يوحي ان المعركة لحسم مصير ادلب باتت قريبة، وبين ادلب والمنطقة الشرقية الكثير من الملفات التي تتشعب، ما بين الخطط الاميركية القائمة واستمرار الاستنزاف على الساحة السورية وصولا الى الاطماع التركية وبينهما مواقف ودور بعض الدول العربية.
تستمر المجموعات الإرهابية بما فيها "الحزب التركستاني" في خرق اتفاق "المنطقة منزوعة السلاح" في ادلب لتثبت كل يوم أنها غير قادرة على التوقف عن ممارسة أعمالها ونشاطاتها الإرهابية التي خلقت من أجلها، ضاربة بعرض الحائط كل محاولات التهدئة التي تعمل عليها العديد من الأطراف الدولية في الساحة السورية.
في سياق ردها على خروقات التنظيمات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد واعتداءاتها على المناطق الآمنة نفذت وحدات من الجيش العربي السوري صباح اليوم ضربات مكثفة على محاور تحرك وتحصينات المجموعات الإرهابية بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
العمل العسكري في خدمة السياسة، مستخدماً العنف لتحقيق أهداف ترسمها الدولة. هذا هو التعريف القانوني، وينطبق على قصف الجيش السوري لمنطقة إدلب منذ يومين الذي استهدف ظاهراً هيئة تحرير الشام الإرهابية «النصرة»، لكنه أصاب ومن حيث لا يدري الدور التركي في سورية الذي يسيطر على إدلب وعفرين وجيب حدودي كبير. ويريد بناء منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومتراً داخل سورية تمتد من جرابلس الى المالكية المقابلة شرقاً لحدود العراق وقد يكتفي بأقل من ذلك استناداً الى اتفاقية أضنة.
ترسانة عسكريّة سوريّة ضخمة بات يعجّ بها الرّيف الحموي، وأصبحت كافّة صنوف الأسلحة النوعيّة والقوات النخبويّة على تماس مع جبهة "النّصرة"، ويكفي ان تُدّعم براجمات "اوراغان" الى جانب نظيرتها "سميرتش" الصاروخيّة على وقع تجهّز المقاتلات الروسيّة والسورية التي تمّ تذخيرها بقنابل خارقة للدّشم والتحصينات تحت الأرض، "وما خُفي أعظم" للدّلالة على جملة المفاجآت التي ستحملها المعركة الموعودة في ادلب ، رغم الإلتفاف المعادي لمنع تحريرها، عبر "المسرحيّة" الإستعراضيّة التي حُبكت للجبهة القاعديّة لاجتياح المحافظة وكامل ريف حلب الغربي على حساب ميليشيات "اخوة الجهاد" التابعة ايضا لأنقرة، وسط "غضّ نظر" تركي-اميركي لافت، ليبدو واضحا انّ انقرة وواشنطن ادارتا كل تفاصيل هذا الإجتياح من ألفه الى يائه..
تحدث الكاتب والمحلل السياسي السوري الأصل والتركي الجنسية "عادل حنيف داوود"، عن جملة خطيرة تحدث بها وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" دون أن تثير انتباهاً كبيراً رغم أهميتها.
عقب يوم واحد من اجتماع أمني تركي على الحدود السورية من جهة محافظة إدلب، التي عززت فيها "هيئة تحرير الشام" سيطرتها عليها، صعّدت تركيا، اليوم الأحد، إعلامياً ضد التنظيم، مع تنفيذ عملية أمنية اعتقل فيه 13 شخصاً في ولاية أضنة، بتهمة دعم الهيئة.
ذكرت وكالة "سانا" أن الجيش السوري وجه اليوم الجمعة ضربات جديدة إلى المسلحين في ريفي إدلب وحماة أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم ردا على هجومهم على نقاط عسكرية للقوات الحكومية.