محادثة وزير الخارجية مع الصحفيين في الجزائر؛
اكد وزير الخارجية الايراني "عباس عراقجي" على انه وكما أعلن الليلة الماضية، فإن المحادثات ستعقد في سلطنة عُمان يوم السبت،موضحا بأن هذه المفاوضات ستتم بشكل غير مباشر، ولن يتم القبول بأي طريقة أخرى للتفاوض.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي محادثة مع الصحفيين ، اليوم الثلاثاء، اشار وزير الخارجية الايرانية، الذي يزور الجزائر للقاء المسؤولين الجزائريين والتحدث معهم في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، الى ان العلاقات الايرانية-الجزائرية قديمة ومتجذرة وقوية وجذورها عميقة.
واضاف بأن الصداقة بين البلدين لها تاريخ طويل، مشيرا الى ان الجزائر وقفت دائما إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللحظات التاريخية المهمة واتخذت خطوات إيجابية لتحسين الأوضاع في المنطقة، علاوة على ذلك، فإن لدى البلدين مواقف مشتركة بشأن القضايا الإقليمية، وخاصة بشأن فلسطين، وهي مواقف قوية ومهمة للغاية.
وفي السياق عينه ،لفت وزير الخارجية الى ان ايران والجزائر دائما في حالة تشاور بشأن القضايا الإقليمية ، ملمحا الى انه تواصل مع نظيره الجزائري لأكثر من مرة وفي مناسبات عديدة اما شخصيا او عبر الهاتف، مضيفا بأن هذا التعاون الثنائي يتقدم أيضا بمستوى إيجابي نسبيا، ومن الطبيعي أن تتواصل المشاورات بشكل دوري، وستكون هذه الزيارة الحالية في هذا الاتجاه بشكل رئيسي.
المفاوضات ستتم بشكل غير مباشر في سلطنة عُمان
وردا على سؤال بشأن الأخبار المتداولة حول عقد محادثات غير مباشرة بين وفدين رفيعي المستوى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية في سلطنة عُمان، اكد وزير الخارجية على انه وكما أعلن الليلة الماضية، فإن المحادثات ستعقد في سلطنة عُمان يوم السبت،موضحا بأن هذه المفاوضات ستتم بشكل غير مباشر، ولن يتم القبول بأي طريقة أخرى للتفاوض.
و في معرض شرحه لكيفية المفاوضات المقبلة،رأى عراقجي ان كيفية المفاوضات ،سواء مباشرة او غير مباشرة ليست اهمية اساسية ؛ انما ما يهم فعلا، هو ما إذا كانت المفاوضات فعالة أو غير فعالة، ومدى جدية الأطراف ونواياهم، وإرادتهم في التوصل إلى اتفاق.
واضاف عراقجي: وفي هذا السياق، نرى أن شكل التفاوض يخضع لقضايا مختلفة، ولهذا السبب اخترنا المفاوضات غير المباشرة.
واستطرد وزير الخارجية الايراني ،موضحا ان "السبب في هذا الاختيار هو أن المفاوضات التي يفرضون فيها وجهات نظرهم بالضغط والتهديد هي في الواقع إملاءات، ونحن لا نؤمن بهذا الأسلوب، وبالتالي فالتفاوض غير المباشر يمكن أن يضمن محادثة حقيقية وفعالة وسوف نستمر بهذه الطريقة أيضا."
واشار الى ان هذا النوع من المفاوضات ليس بالأمر الغريب،قائلا: لقد حدث هذا النوع من المفاوضات مرات عديدة في تاريخ العلاقات الدولية، بحيث ان هناك دول غير راغبة او غير جاهزة للتفاوض المباشر مع بعضها البعض لأسباب تاريخية وغيرها.
وفي هذا السياق، تابع عراقجي: على سبيل المثال، تجري حاليا مفاوضات غير مباشرة بين روسيا وأوكرانيا عبر الولايات المتحدة؛ وبما أن الجانبين غير راغبين في اللقاء بشكل مباشر لأسباب خاصة بكل منهما، فإن المفاوضات تجري من خلال وسيط معين.
إذا جاء الجانب الأمريكي إلى عمان بارادة حقيقية فسنحقق نتائج
واوضح وزير الخارجية الايرانية انه وفي المفاوضات الايرانية-الامريكية، فإن سلطنة عُمان هي الوسيط، معربا عن ثقته في سلطنة عمان كوسيط لما لها من سجل طيب،ومعربا ايضا عن امله في أن يكون لدى الطرف الآخر إرادة جادة للتوصل إلى حل دبلوماسي وهذا هو المهم في المفاوضات.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الجولة الأولى من المحادثات بين الجانبين ستكون غير مباشرة ثم تتحول إلى محادثات مباشرة، قال وزير الخارجية: "لم نتوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
وبخصوص عما ستتمحور عليه المفاوضات المقبلة بين إيران والولايات المتحدة،قال عراقجي: من الطبيعي أن يعبر أي شخص عن تكهناته أو رغباته الخاصة.فمثلا، ما قالته سلطات الكيان الإسرائيلي عن ان المفاوضات ستكون كنموذج التفاوض الليبي؛ فنحن نعلمها بأن امنيتها هذه لن تتحقق أبداً.
واضاف: نسعى الى ضمان مصالح الشعب الإيراني، وبرنامجنا النووي سلمي ومشروع بالكامل. وقد أكد قرار مجلس الأمن رقم 2231 أيضا على شرعية برنامجنا. ولذلك، ليس هناك شك في هذا البرنامج من منظور دولي.
واعلن عن الاستعداد لتوضيح وتبديد اي غموض في حال وُجد حول هذا الشأن،مؤكدا على الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي وبأنه لا يوجد أي مشكلة في بناء المزيد من الثقة في هذا الصدد، ما لم يشكل ذلك قيدا أو عقبة لايران وأهدافها.
واردف انه وفي مقابل بناء الثقة، فمن الطبيعي أن يتم رفع العقوبات التي فرضت على إيران بشكل غير عادل بسبب اتهامات كاذبة وزائفة.
هذا، ولفت عراقجي الى ان هدف الحكومة الرئيسي في المفاوضات هو احقاق حقوق الشعب الإيراني ورفع العقوبات، مضيفا انه إذا توفرت الإرادة الحقيقية لدى الطرف الآخر، فإن هذا الهدف قابل للتحقيق، بغض النظر عن الطريقة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
واستطرد موضحا ، انه وفي الوقت الحاضر يتم ترجيح إجراء المفاوضات بشكل غير مباشر، وليس هناك اي توجه لتحويلها إلى مباشرة، لاننا لا نعتبر الشكل المباشر مفيد لأغراض المفاوضات.، وبالتالي اذا كان الطرف الآخر لديه الإرادة اللازمة والكافية، فمن الممكن التوصل الى نتائج مرضية.
الكرة في ملعب امريكا
وبناء على ذلك، رأى عراقجي انه وفي نهاية المطاف، وكما تقول العبارة الشهيرة "الكرة في ملعب أمريكا"، فاذا جاء الجانب الآخر إلى عُمان بإرادة حقيقية فإننا بالتأكيد سنحقق نتائج.
وردا على سؤال حول وجود شروط مسبقة في المفاوضات المقبلة، قال وزير الخارجية: "لا توجد شروط مسبقة مقبولة لدينا".
واختتم عراقجي حديثه بالقول: "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن ستيف ويتاكر سيمثل الولايات المتحدة، وسأمثل بلدي إيران في المفاوضات غير المباشرة التي ستجرى في سلطنة عُمان".
انتهى/