زيارة هنغاريا، هل تؤشّر على مقدرة نتنياهو إصلاح ما أفسدته الحرب دولياً!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۹۹۳۳
تأريخ النشر:  ۱۶:۱۸  - الأَحَد  ۰۶  ‫أبریل‬  ۲۰۲۵ 
انتشار دعوة نزع الشرعيّة عن "إسرائيل" وتحوّلها إلى "دولة" منبوذة يدفع بها نحو واقع العزلة الدولية. وكلما طال أمد الحرب، ترسّخت صورة "إسرائيل" كـ "دولة" مصابة بالجذام، وسيكون من الصعب التخلّص من هذه الصورة.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباءمرّةً أخرى، يعود إلى الواجهة الجدل حول مقدرة "إسرائيل" على تجاوز الآثار السلبية التي خلقتها حربها التدميرية في قطاع غزة على "شرعيّتها" في العالم، وإمكانية إفلاتها من عواقبها، وذلك عقب زيارة نتنياهو إلى هنغاريا نهاية الأسبوع الحالي، والتي أثارت غضباً وهجوماً لاذعاً من مؤسسات حقوقية دولية، وصلت إلى دعوة هنغاريا لاعتقال نتنياهو، والتحذير من أنّ "أيّ زيارة يقوم بها إلى دولة عضو في المحكمة من دون اعتقاله، سيمنح إسرائيل مزيداً من الجرأة لارتكاب جرائم أخرى ضدّ الفلسطينيين".

لكنّ الدولة المُضيفة لم تكتفِ باستقبال نتنياهو على أرضها، بل أعلنت فور وصوله عن قرارها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية في تحدٍ سافر للقانون الدولي. وبالتوازي، أعلنت نيكاراغوا كذلك، سحب مشاركتها في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بسبب ارتكابها إبادة جماعية في غزة.

وجدت "إسرائيل" التي تشنّ حرب إبادة جماعية ضدّ قطاع غزة، إضافة إلى عدوان عسكري دموي متواصل على الضفة الغربية، وغارات جوية دموية شبه يومية على سوريا ولبنان، نفسها اليوم على نقيض الدعم المطلق الذي تلقّته من العالم، مباشرة بعد السابع من أكتوبر 2023، إذ فقدت، ليس فقط شرعيّة استمرار الحرب، بل "صورتها وشرعيّتها" التي وصلت ذروتها بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحقّ رئيس وزرائها نتنياهو ووزير حربه السابق غالانت. 

وعلى مستويات أخرى، هناك مقاطعة مستمرة للمستثمرين والأكاديميين الإسرائيليين، بل واتجاه متزايد لمقاطعة "إسرائيل" في المجال الطبي، بما في ذلك عدم دعوتهم إلى المؤتمرات وتجنّب قبول الأطباء الإسرائيليين للتخصّص في الخارج. كما أنّ هناك ضغوطاً على الاتحادات والمنظّمات الرياضية لمنع مشاركة "إسرائيل" في المسابقات المختلفة. وبالإضافة إلى هذه التدابير، يجدّ الإسرائيليون أنفسهم عُرضة لإجراءات قانونية في بلدان مختلفة، في أعقاب مبادرات اتخذتها جهات حكومية أو خاصة في مختلف البلدان لبدء إجراءات قضائية ضدّ جنود إسرائيليين. كما انخفض التصنيف الائتماني لـ "إسرائيل"، وتدهورت أسهمها في مؤشرات الديمقراطية العالمية، ما يشير إلى أنّ صورتها "كدولة ديمقراطية وليبرالية" قد تتقوّض.

ولا يرتبط فقدان "إسرائيل شرعيّتها" بماكينة الحرب التدميرية فحسب، بل بتركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية من اليمين المتطرّف، الذي دعا أعضاؤه إلى "إلقاء قنبلة نووية على غزة" أو "حرق القطاع"، أو "تدمير غزة وإدارة الحرب بطريقة غير منظّمة"، بما عزّز الشعور الدولي بأنّ "إسرائيل" يحكمها يمين متطرّف مسيحاني يسعى إلى الانتقام.

على مدى العقود المقبلة، يبدو أنّ القوة الجيوسياسية عالمياً، ستتحوّل بصورة جوهرية، نحو البلدان التي لديها حكومات أو شعوب تمتلك وجهة نظر غير مُحبّبة لـ "إسرائيل". وفي الغرب، أصبحت الأجيال الشابّة أكثر تعاطفاً على نحو متزايد مع الفلسطينيين، في حين ينحصر معظم الدعم المفتوح لـ "إسرائيل" من عناصر إسرائيلية أو يهودية، يُنظر إليها على أنها متحيّزة، أو من عناصر في أقصى اليمين المسيحي الغربي. 

صحيح أنه لا يزال لدى "إسرائيل" أصدقاء في العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لكنها تبدو بحاجة إلى ما هو أبعد من هذه الصداقة لتتمكّن من استعادة "شرعيّتها" في العالم، ولا شكّ بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عُزلتها، إذ يبدو من تتبّع أنشطة وزارة خارجيتها وحملة "الهسبراه" التي تقودها أنّ لديها رؤية لتجاوز هذه التبعات، تقوم على الآتي:

أولاً: النشاط الاستباقي المنتظم، حيث تعمل "إسرائيل" على مستويين متوازيين: جهود منتظمة على مدى فترة زمنية، على أساس يومي، إلى جانب النشاط الاستباقي الدوري، الذي تواصل في إطاره العمل ضدّ العناصر والجهات التي تحاول فضح "إسرائيل"، لدفعها لوقف أنشطتها عبر ملاحقتها وربما وقف تمويلها.
انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم