وفي هذا السياق، أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الايراني محمد جواد آذري جهرمي بان ايران والصين في جبهة واحدة لمواجهة التفرد والهيمنة الاميركية في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- واشار الوزير الايراني الى ماضي العلاقات الطيبة جدا بين البلدين، مؤكدا على طاقات تنمية التعاون خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ووصف آذري جهرمي الصين شريكا مهما لايران في مجال الاقتصاد الرقمي واشار الى منهج اميركا في التفرد في قطاع التكنولوجيا في عصر الثورة الصناعية الرابعة واضاف، ان الشركات الرئيسية الكبرى في العالم العاملة في قطاعات انظمة التشغيل والشبكات والبنية التحتية والخدمات، هي شركات اميركية، لذا فاننا نواجه هيمنة من قبل هذه الشركات.
واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية والصين هما في جبهة واحدة في مواجهة نهج التفرد والهيمنة الاميركية في قطاع تكنولوجيا المعلومات حيث يتوجب عليهما تعزيز تعاونهما الاستراتيجي.
واضاف، ان اجراءات الحظر الاميركية الظالمة قد خلقت لنا مصاعب لكننا بالمقابل تعلمنا جيدا طرق مواجهة ذلك.
ولا ينحصر تنامي العلاقات الايرانية الصينية، على قطاع المعلومات والاتصالات، إذ ان الصين تعتبر شريك تجاري مهم لإيران، وهذا ما أكده الدبلوماسي الايراني، مجيد تخت روانجي، ممثل ايران لدى الامم المتحدة، قائلا: ان علاقاتنا السياسية والتجارية مع الصين جيدة وسنستمر بها كما ان الصين لا تعترف باجراءت الحظر الاميركية احادية الجانب وتواصل التجارة معنا.
وهذا ما اكده ايضا الجانب الصيني، حيث أكد فو كونغ، المبعوث الصيني الذي شارك في اجتماع اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي في فيينا، الجمعة (28 حزيران/يونيو 2019) رفض بلاده الحظر الأحادي على إيران وشدد على أهمية ضمان أمن الطاقة.
وعقب الاجتماع صرح المدير العام لإدارة الحد من الأسلحة بوزارة الخارجية الصينية للصحفيين عقب المحادثات: "نحن نرفض فرض عقوبات من جانب واحد وبالنسبة لنا أمن الطاقة أمر مهم".
وعندما سُئل هل ستشتري الصين النفط الإيراني رد قائلا: "نحن لا نقبل سياسة الولايات المتحدة هذه التي تفرض حظرا كاملا على بيع الخام".
وقال: "نحن لا نتبنى سياسة تصفير (واردات النفط الايراني) التي تنتهجها الولايات المتحدة. نرفض الفرض الاحادي للحظر ".
وفي الآونة الاخيرة، شهدنا تقاربا جيدا بين الصين وروسيا، توجت بزيارة الرئيس الصيني الى موسكو، وكان احد اهم محاور لقاء القمة الصينية الروسية، هو السعي للتخلي عن الدولار، وبالفعل، ذكرت صحيفة ايزفستيا الروسية، ان الجانبين وقعا اتفاقا في هذا المجال، وقعه وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف، ورئيس بنك الشعب الصيني، يي هانغ.
وبموجب هذا الاتفاق، قرر العملاقان الاقتصاديان روسيا والصين، الاستغناء عن عملة الدولار، واعتماد العملات الوطنية في الحسابات التجارية بينهما، الامر الذي يمثل ضربة مؤلمة للعملة الاميركية المهيمنة على الحسابات العالمية.
وأوضحت الصحيفة الروسية، أن الجانبين يعملان الآن على تنظيم قنوات للدفع بين الشركات الروسية والصينية، وهذه القنوات ستكون صلة وصل بين منظومتي الدفع الروسية والصينية.
ومن المتوقع أن ترتفع حصة الروبل في التعاملات التجارية بين البلدين من 10% حاليا إلى 50% في السنوات القادمة.
ويبدو ان موسكو وبكين عازمتان على سحب هذا الاتفاق بأثر رجعي على عقود سابقة ابرمها الجانبان بينهما
بالدولار، ليستبدلاها بعملتيهما الوطنية.
وتجاوز التبادل التجاري بين روسيا والصين العام الماضي مستوى الـ100 مليار دولار، منها 56 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى الصين، مقابل واردات بقيمة 52 مليار دولار. في حين ان البلدين يسعيان لرفع التبادل التجاري بينها وصولا الى 200 مليار سنويا في غضون سنوات.
ولا يستبعد الخبراء والمراقبون، ان تنضم الجمهورية الاسلامية الايرانية الى المحور الصيني الروسي في التخلي عن الدولار، الامر الذي من شأنه ان يفقد الحظر الاميركي تأثيره على الاقتصاد الايراني بشكل كبير. بل لا يتسبعد بعض الخبراء ان تنضم دول اخرى الى هذا المحور الاقتصادي. فهل سنشهد في المستقبل القريب انحسار هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي؟ هذا امر مؤكد والمسألة مسألة وقت فقط.
انتهی/