كلنا يتذكر كيف افتى القرضاوي بقتل الشيخ الجليل العلامة الشهيد محمد رمضان سعيد البوطي من على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، ولم يمر وقت طويل، حتى طبق احد الممسوخين الفتوى وقتل الشيخ الثمانيني وهو في احد بيوت الله في العاصمة السورية دمشق، لا لشيء الا لانه رفض القراءة المشوهة للدين، التي قدمها مشايخ التكفير، كما رفض الغزو التكفيري لبلاده بهدف تشتيتها وشرذمة شعبها.
طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-رغم ان التيار التكفيري بقيادة شيوخ الفتنة، يتحرك بقوة دفع الدولارات والفضائيات النفطية، ويتحرك في حيز ضيق على مساحة الرأي العام العربي والاسلامي، بسبب شذوذه و تطرفه وانحرافه، الا انه يحمل في داخلة قوة تدميرية هائلة، تأتي على بنيان اي مجتمع عربي او اسلامي، يتمكن من التغلغل فيه في غفلة من الزمن، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن والصومال وافغانستان وباكستان واليوم في مصر.
احد أهم اسباب قوة التيار التكفيري تعود الى مصادر تمويل هذا التيار، التي تمده بكل عناصر القوة للانتشار والاستمرار، ولكن يبقى العنصر الاقوى الذي منح هذا التيار قوته على التدمير، هو سياسة محاربة وحذف كل من يقف في طريقه، اما بالتصفية الجسدية واما بالتسقيط السياسي والحرب النفسية، وهي مهمة تقول بها فضائيات طائفية تخريبية كفضائيتي "الجزيرة” القطرية و "العربية” السعودية واخواتهما، الى جانب منابر مشايخ الفتنة وما اكثرهم.
في سوريا تمت محاربة كل الاراء الدينية والسياسية والثقافية التي وقفت في وجه التكفير، وفي حال فشلت الجبهة التكفيرية على استئصال تلك الاراء من عقول وقلوب الناس، تلجأ الى تصفية اصحاب تلك الاراء جسديا، كما رأينا في جريمة اغتيال الشيخ الجليل البوطي وغيره من علماء الامة في مختلف البلدان العربية والاسلامية.
السيد علي السيستاني
في العراق رأينا كيف شُنت الحرب على المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالسيد السيستاني، بسبب موقفها المبدئي من وحدة العراق والعراقيين، ولما لم تنجح هذه الحرب من النيل من المرجعية فكرا وكيانا، لجأت الجهات التي تحرك التكفيريين في العراق الى حرب من نوع اخر ضد المرجعية ووحدة الشعب العراقي، من خلال استهداف الحشد الشعبي، الذي يعتبر التجسيد العملي لفتوى الجهاد الكفائي الذي اصدره سماحة السيد السيستاني، والذي افشل المخطط الارهابي التكفيري الخطير الذي كان يستهدف العراق كوجود.
يتعرض الحشد الشعبي العراقي الذي يضم خيرة ابناء العراق من مختلف طوائفه وقومياته، لحرب قذرة، لا حدود لقذارتها، رغم ان الحشد قدم الاف الشهداء لانقاذ المواطنين السنة والمسيحيين والايزديين والاكراد والتركمان، والدفاع عن المقدسات و وحدة التراب العراقي، امام "الدواعش” التكفيريين، الا ان الاعلام الخليجي الطائفي، وشيوخ الفتنة، لم يدخروا تهمة او موبقة او كذبة او فيلم مفبرك او خبر ملفق او تقرير مزور، الا والصقوه بالحشد، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك عندما شنوا حربا لا هوادة فيها ضد كل تجرأ من السياسيين والصحفيين والاعلاميين والفنانين والشعراء العرب والمسلمين، ومدح الحشد وتضحياته ضد "الدواعش” المجرمين.
الكارثة التي نزلت على الرأي العام العربي والاسلامي، تكمن في المصادر التي تستند اليها هذه الفضائيات وشيوخ الفتنة، لالصاق تلك التهم والموبقات بالحشد الشعبي، فهي تعتمد على الطائفيين والحاقدين والبعثيين والقتلة والمجرمين الملاحقين من قبل القضاء العراقي، واعتبارهم مصادر موثوقة ويبنون على اكاذيبهم، ويقدمون ما يقولون وكانه وحي منزل، حتى وقع الازهر الشريف في مصر تحت تأثير هذه التقارير الملفقة والمغرضة والكاذبة، عندما أصدر بيانا انتقد فيه الحشد الشعبي، بينما كان الاولى على جهات محترمة مثل الازهر الشريف وغيرها، ان تستقي معلوماتها من العراقيين الاصلاء والشخصيات الدينية والثقافية والسياسية والاعلامية من ابناء الطائفة السنية الكريمة، فهي ادرى بما يجري في العراق واكثر حرصا على ابناء طائفتها.
لو كان الاعلام الطائفي وشيوخ الفتنة، يطلبون الحق فعلا، لكانوا يصغون الى علماء الدين العراقيين من الطائفة السنية الكريمة، وليس من القرضاوي وبعض العراقيين الفارين من وجه العدالة، ومن حق العراقيين ان يسألوا عن سبب عدم الاصغاء لما تقوله شخصيات علمائية مرموقة في العراق مثل رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم، و رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد عبد الوهاب الملا، ومفتي اهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، وهم خيرة من يمثل الطائفة السنية والاكثر حرصا على مصالحها ومصالح الشعب العراقي؟، ولماذا يصر البعض تجاهل هذه الشخصيات العلمائية الكبيرة، ويتمسك باشخاص باعوا انفسهم بابخس الاثمان، وخانوا طائفتهم وشعبهم ووطنهم؟.
الشيخ عبد اللطيف الهميم
الاعلام الطائفي وشيوخ الفتنة لا يتحملون سماع صوت الحق الذي يصدح بنبرة عراقية اصيلة، كما هي اصوات هذه النخب السنية الرفيعة، فهذا رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم، يقول بحق الحشد الشعبي: "ابارك الانتصارات الكبيرة التي يحققها ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية في جبهات القتال، وأشيد بدورهم في الحفاظ على المدنيين خلال عمليات تحرير المدن وصونهم للأعراض والممتلكات، وأعلن مساندة ديوان الوقف السني لغيارى الحشد الشعبي والقوات الامنية الذين يسطرون اروع الملاحم في جبهات القتال ضد الدواعش التكفيريين”.
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
اما رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد عبد الوهاب الملا، فانه اكد ويؤكد في اكثر من مناسبة من انه :”لولا الحشد والقوات الأمنية لقام تنظيم "داعش” الارهابي التكفيري بهدم مسجد ابي حنيفة في منطقة الاعظمية بالعاصمة العراقية بغداد ونبش قبره”، وان "أمن العراق يتحقق بهذا الثلاثي القوات الأمنية والحشد الشعبي والعشائر في المناطق الساخنة هؤلاء هم من يستطيع أن يدافع عن العراق ويحمي أرضه وعرضه والنداءات التي جاءت من أهل الأنبار ومجلس محافظتها وشيوخ عشائرها بدخول الحشد الشعبي إنعطافة مهمة في طريق كسر أنوف تنظيم داعش ومن يقف خلفه من بعض السياسيين والحكومين الذين هم صورة طبق الأصل من داعش” و "ايها الانباريون أنتم إخواننا وأبناء بلدنا ندافع عنكم بمعيتكم أيها الشباب وندفع شر الدواعش المجرمين عن عراقنا اشكروا الحشد الشعبي أن لبى نداء مجلس محافظة الأنبار وهو بالتالي هذا المجلس يمثل إرادة الجمهور الأنباري أما الأصوات النشاز التي ترفض دخول الحشد الشعبي فهذه لايسمع لها لأنها أبواق فتنة وتقسيم وسرقة أموال ورقص على الدماء عرفهم الشعب العراقي وخاصة أبناء السنة لأنهم بحق اكتشفوا هؤلاء بعد أن نزعوا أقنعتهم وهربوا هم وأولادهم وأزواجهم وتركوا أهل الموصل والأنبار وصلاح الدين بمهب الريح مع تنظيم داعش التكفيري ينتهك حرماتهم ويسبي نسائهم ويدنس مقدساتهم باسم الإسلام والدين !!! وهنا لابد أن أسجل ألف تحية لأبناء قواتنا المسلحة والحشد الشعبي البطل وأبناء العشائر الغيارى في المناطق الساخنة”.
الشيخ مهدي الصميدعي
اما مفتي اهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي فيقول : "ان من صعد على منصات ساحات الاعتصام انفق المليارات لحرق العراق، وستجتمع يد الشيعة مع يد السنة لمحاسبة كل من خان البلد واحرقه” و "ان البعض يزور امريكا المعروفة بفضيحة سجن ابو غريب، لكنه يطعن ويشتم من يزور "ايران الاسلامية” التي تشرف العالم باسمها، والتي ازورها تقاربا مع الشيعة ومحبة بالشيعة وافتخر بذلك”، و "أن السنة والشيعة جميعا أصبحوا ضحية داعش وأن الحشد الشعبي والشيعة قدموا آلاف الشهداء في معاركهم ضد داعش”.
لماذا يا ترى لا نسمع مثل هذا الكلام على فضائيات الفتنة المقيتة، التي لا تريد الخير للعراقيين وعلى رأسهم اهل السنة الكرام؟، لماذا يناصب شيوخ الفتنة هذه الرموز الشامخة من علماء اهل السنة العداء؟، هل لكونهم لا يطبلون كما يطبل من باع نفسه ووطنه بثمن بخس؟، هل لكونهم يريدون ان ينقذوا وطنهم وشعبهم من مخالب الفتنة؟، هل لكونهم يفضحون جيوش الفتنة من اعلاميين ومدعي العلم من شيوخ الفتنة؟، هل لكونهم افشلوا الى جانب المرجعية الدينية العليا في النجف مؤامرة "الدواعش” ومن يقفون وراءهم والرامية تجزئة العراق وشرذمة شعبه؟.
(شفقنا)