شهد قرار الرئيس الأميركي حول الانسحاب من أفغانستان ردود فعل متباينة في الداخل الأميركي، ففي الوقت الذي واصل فيه الجمهوريون هجومهم على قرار الانسحاب بوصفهم إياه بـ"الكارثة"، سادت حالة من الارتياح الشعبي الشارع الأميركي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- بايدن الذي قطع عطلته وعاد إلى العاصمة واشنطن، يوم أمس الاثنين، وجّه خطاباً من البيت الأبيض، مع تسارع التطورات في أفغانستان، واعترف أن "مُهمة القوات الأميركية في أفغانستان لم تكن أبداً بناء الدولة"، في ما يشبه الاعتراف بفشل بلاده بإعداد نظام يستلم السلطة عقب انسحاب القوات الأجنبية.
بداية الانتقادات كانت مع الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي دعا بايدن إلى تقديم استقالته، واصفاً ما حدث في أفغانستان بأنه "عار".
من جهته، عبّر الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، عن "حزن عميق" يتشاركه مع زوجته لورا بشأن تطور الأحداث في أفغانستان.
وأضاف الرئيس الجمهوري السابق الذي شهد عهده هجمات 11 أيلول/سبتمبر وبداية الاحتلال الأميركي لأفغانستان: "قلوبنا مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير ومع الأميركيين والشركاء من حلف شمال الأطلسي الذين ضحوا بالكثير".
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفين مكارثي، وصف طريقة تنفيذ الانسحاب بـ"الخطأ الذي سيخيم علينا لعقود"، منتقداً إعلان بايدن بشكل علني عن موعد الانسحاب، ومشيراً إلى أن توقيته ما كان يجب أن يتزامن مع فترة الصيف "حين تكون حركة طالبان في أوج تحركاتها".
وأضاف زعيم الأقلية أن القوات الأميركية كان يجب أن تدمر كل المعدات العسكرية التي تملكها خلال الانسحاب لتجنب وقوعها بأيدي "طالبان" كما حصل، كما اعتبر أنه كان من الضروري الإبقاء على عدد بسيط من القوات الأميركية للحفاظ على سيطرتها على قاعدة "باغرام" العسكرية.
أما النائب الجمهوري، جيم بانكس، فغرّد قائلاً: "هذه الضربة الأخيرة لمعنويات جيشنا ستتسبّب بانخفاض مأساوي في أعداد التجنيد".
وأضاف: "إن كنتَ تبلغ من العمر 18 عاماً، وتنحدر من بلدة صغيرة في ولاية إنديانا، مثلي، فلماذا تقرّر الانضمام إلى جيش يركّز على تعليمك نظرية العِرق أكثر من تعليمك نظرية الحرب الاستراتيجية؟".
واقترح السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ريك سكوت، عزل الرئيس بايدن من منصبه بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وبسط حركة "طالبان" سيطرتها على البلاد.
واعتبر، في تصريح عبر وسائل التواصل، بأنه "بعد الأحداث الكارثية في أفغانستان، يجب أن نواجه سؤالاً خطيراً: هل جو بايدن قادر على القيام بمهامه؟".
كما أوضح سكوت أنه "وفي الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة أكبر هزيمة مدهشة ومهينة منذ عقود، فإن فشل الرئيس بايدن الذريع في تنفيذ انسحاب استراتيجي للقوات الأميركية من أفغانستان أعادها إلى أيدي نفس المتطرفين الذين حكموها".
عضوة الحزب الجمهوري في الكونغرس، ليز تشيني، قالت إن "الفوضى العارمة التي نراها في أفغانستان بدأت مع المفاوضات التي أجرتها إدارة ترامب مع الإرهابيين، واعتبارهم شركاء سلام، وانتهت مع الاستسلام الأميركي عندما تخلى بايدن عن البلاد للأعداء الإرهابيين".
أما النائب الديمقراطي، سيث مولتون، حمّل الإدارة السابقة مسؤولية الانسحاب، وقال إنه من الواجب "أن لا ننسى أن المأساة التي نراها اليوم بدأت مع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والرئيس ترامب، خلال المفاوضات السرية مع الإرهابيين من حركة (طالبان) العام الماضي".
وفي خلاصة الأحداث الأخيرة، دخل مقاتلو حركة "طالبان"، يوم الأحد، العاصمة الأفغانية كابول دون قتال، متعهدين بتوفير الأمان لجميع العاملين مع الإدارة الأفغانية السابقة.
وقال مسؤول في حركة "طالبان" إنّ الحركة ستعلن قريباً إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في العاصمة كابول.
وبدأت "طالبان"، منذ أيار/مايو الماضي، بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية.
انتهی/