مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاستكبارية الأميركية وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينة إنشاء الله، وكل الشعوب تتحمّل مسؤولية الوصول لتحقيق هذا الحدث،
طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - في أوّل خطبة صلاة جُمعة له منذ 8 سنوات في مصلّى الإمام الخميني (قده) في طهران، وجه آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئی الخطبة الثانية لصلاة الجمعة الى الشعوب العربية، وقال إن "جريمة أميركا في اغتيال القائدين سليماني والمهندس جرت بصورة جبانة لئيمة"، مضيفًا "القائد سليماني كان ذلك الرجل الذي يقتحم الخطوط الأمامية ويُقاتل بشجاعة نادرة في أخطر المواقع، فكان العامل الفاعل في دحر عناصر "داعش" الإرهابية ونظائره في سوريا والعراق، والأميركيون لم يتجرؤوا على مواجهته بل اغتالوه بنذالة من الجوّ".
ولفت سماحته إلى أن الساحة العراقية شهدت ضخًا إعلاميًا شيطانيًا ضدّ الشعب الإيراني غير أن الشهادة الكبرى للقائد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس أحبطت كل الوساوس الخبيثة، وأريدُ أن أقول لكم أن قدرتنا وقدرتكم تستطيع التغلّب على ما تحيط به القوى المادية من هيبة مادية خادعة".
مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الأميركية
وأضاف: "بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران نزلت في الكيان الصهيوني ضربات سياسية وعسكرية شديدة أعقبها سلسلة من الهزائم للاستكبار وعلى رأسه أميركا، وإعلام العدو اتهم إيران بإثارة حروب بالنيابة وهذا افتراء كبير، لكن شعوب المنطقة استيقظت، ومصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاستكبارية الأميركية وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينة إنشاء الله، وكل الشعوب تتحمّل مسؤولية الوصول لتحقيق هذا الحدث، وعلى العالم الإسلامي إزالة عوامل التفرقة، ووحدة علماء الدين قادرة على ذلك مع تعاون جامعاتنا للارتقاء بالعلم ووضع أساس جديد لحضاراتنا والتنسيق في مسار إعلامنا لإصلاح جذور الثقافة العامة".
وتابع "أميركا تستهدف جعل فلسطين دون قدرة على الدفاع أمام الصهاينة المجرمين وأن تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة، وتُريد العراق وثرواته النفطية باجمعها ملك لها، ولتحقيق هذا الهدف المشؤوم لا تتوانى عن ارتكاب الظلم والعدوان، والامتحان العسير الذي مرّت به سوريا والفتن المتوالية في لبنان والأعمال الاستفزازية والتخريبية في العراق نماذج لذلك، واختيار القائد أبو مهدي المهندس والقائد الكبير قاسم سليماني نماذج للفتن في العراق، وهؤلاء يريدون تحقيق أهدافهم الخبيثة في هذا البلد عن طريق بثّ الفتن لتقسيمه وحذف القوى المؤمنة والمناضلة الوطنية منهن وكنموذج لوقاحتهم فإنهم إذ يلوّحون بأنهم حماة الديمقراطية يلوّحون بصلافة بعدما صادق برلمان العراق على إخراجهم أنهم جاؤوا إلى العراق ليبقوا فيه ولا يغادره".
و فی الخطبة الاولی من صلاة الجمعة اكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، ان الرد الصاروخي الايراني على قاعدة عين الاسد قد كسر شوكة اميركا، وهو أحد ايام الله.
كما اشاد قائد الثورة الاسلامية خلال صلاة الجمعة بالشعب الايراني ووصفه بانه اهل استقامة وصبر وانه يعرف النعمة ويقدر ابعادها ويثمن النعمة ويحس بالمسؤولية تجاه النعمة التي اغدقها عليهم رب العزة.
كما اعتبر آية الله الخامنئي نزول تلك الحشود الى الشوارع في ايران والعراق لتشييع جثامين شهداء الجريمة الاميركية بانها من ايام الله وتساءل سماحته: ما هي هذه القوة التي جاءت بكل تلك الحشود في مراسم التشييع؟ واعتبر سماحته ان القوة الالهية تقف وراء البعد المعنوي في تلك الاحداث.
وشدد آية الله الخامنئي: ان الايام تنتهي لكن آثارها تبقى في حياة الشعوب معتبرا ان الصواريخ الايرانية التي دكت القاعدة الاميركية هي ايضا من أيام الله، كما وصف سماحته ما جرى باراقة دم الشهيد سليماني بانه هو ايضا أحد أيام الله.
کما اعتبر آية الله الخامنئي: ان الشعب الايراني بهذا العشق والوفاء جدد البيعة لنهج الامام الراحل، مؤكدا ان الشعب الايراني يشعر بأن الله معه.
وتابع القائد: ان الاميركان تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة لافتا الى ان الصفعة التي وجهها حرس الثورة الاسلامية لاميركا كانت ضربة لهيبتها واستكبارها مشددا ان : قواتنا المسلحة تدافع عن المقدسات وتفتديها بالارواح اينما ما كانت، واوضح سماحته بأن المنطلقات الفكرية لقواتنا المسلحة هي منطلقات الهية.
كما اكد قائد الثورة الاسلامية، ان الشهيد سليماني كان من اقوى القادة في مكافحة الارهاب وانه كافح الارهاب على مستوى المنطقة برمتها مشيرا الى ان الاعلام الصهيوني والرئيس الاميركي ووزير خارجيته اتهموا القائد سليماني بالارهاب وانهم لم يواجهوه وجها لوجه وانما طعنوه غيلة.
كما لفت سماحته ان الشهيد سليماني افتدى ايران بروحه ودافع عن الشعب، معتبرا ان عشرات الملايين التي شاركت في تشييع الشهيد سليماني ورفاقه كانوا من مختلف التوجهات، كما اعتبر القائد ان الشعب الايراني اثبت انه يدافع عن خط الجهاد بكل شجاعة ويقف الى جانب خط المقاومة.
كما وصف قائد الثورة الاسلامية جريمة أميركا في اغتيال القائدين سليماني والمهندس انها جرت بصورة جبانة ولئيمة وان الأميركيين لم يستطيعوا مواجهة القائد سليماني بل اغتالوه بنذالة من الجو، مشددا ان الشعب الأيراني شيع الشهداء بمسيرات مليونية كما فعل الشعب العراقي في عدة مدن ، مشيرا الى ان صرخات الشعب الايراني بطلب الانتقام كانت وقودا للصواريخ التي دكت القاعدة الاميركية.
كما أوضح سماحته ان "داعش" التي اوجدها الاميركان كان الهدف منها ليس العراق وسوريا لوحدهما وانما ايران كانت الهدف المقصود. مستدركا ان الاميركيين يكذبون بقولهم انهم يقفون الى جانب الشعب الايراني الذي شاركت ملايينه بتشييع الشهيد سليماني.
وبخصوص الطائرة الاوكرانية المنكوبة فقد اعلن قائد الثورة الاسلامية: ان قلوبنا تألمت لحادث سقوط الطائرة المرير، واعرب مجددا عن مواساتي واعتبر نفسي شريكا في العزاء بضحايا حادث الطائرة.
واكد سماحته: ان الاعداء فرحوا بحادث سقوط الطائرة وسعوا لتحميل حرس الثورة الاسلامية المسؤولية، معتبرا ان الاعلام الاميركي اراد ان ينسى الشعب الايراني استشهاد الشهيدين بالتركيز على حادث سقوط الطائرة.
وبخصوص الملف النووي فقد افاد قائد الثورة الاسلامية: ان الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا هددت باحالة الموضوع النووي الايراني الى مجلس الامن مشيرا الى ان هذه الدول الاوروبية هي التي دعمت صدام في الحرب المفروضة على ايران وزودته بالسلاح الكيمياوي، ولفت سماحته الى انه حذر في وقت سابق من هذه الدول الاوروبية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي باعتبارها ذيولا لاميركا وانها في خدمة مصالح أمريكا ولا يمكن الوثوق بها.
وشدد قائد الثورة: ان هذه الدول الاوروبية الثلاث اصغر من ان تركع الشعب الايراني مخاطبا اياهم بقوله: لا يمكنكم تركيع إيران كما لم تستطع أمريكا فعل ذلك.
وخلال الخطبة الثانية لقائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي لصلاة الجمعة اكد القائد اننا لا نعارض التفاوض مع أي أحد إلا أمريكا.
وافاد سماحته، ان القوى الغربية استطاعت ان تهيمن على بلدان المنطقة بالسلاح العسكري والسياسات الماكرة موضحا ان اميركا زرعت الغدة السرطانية في قلب غرب آسيا، وان مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاميركية.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية في خطبته باللغة العربية، أن صفعة حرس الثورة لقاعدة عين الأسد الأميركية في العراق هي ضربة لهيبة امريكا واستكبارها وأنهم تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة.
واضاف إن جريمة أميركا في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جرت بصورة جبانة لئيمة وأن الأميركيين لم يستطيعوا مواجهة القائد سليماني بل اغتالوه بنذالة من الجو.
وأشار آية الله الخامنئي، إلى أن الاغتيال الصريح للقائد الشجاع ابو مهدي والقائد الكبير سليماني نماذج لهذه الفتن في العراق.
واضاف آية الله الخامنئي أن الشعب الأيراني شيع الشهداء بمسيرات ميليونية كما فعل الشعب العراقي في عدة مدن، منوها أن اعلام العدو يتهم ايران باثارة حروب بالنيابة وهي فرية كبرى و أراد الأعلام أن ينسي الشعب الايراني استشهاد الشهيدين بالتركيز على حادث سقوط الطائرة.
وأكد أن مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاميركية وانها زرعت الغدة السرطانية في قلب غرب آسيا، وتابع القول: ان "اعداء ايران والعراق يريدون ابادتنا على ايدينا".
انتهی/
انتهی/