کاتب لبنانی: مشروع تركيا لإقامة منطقة آمنة في سوريا لا مستقبل له

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۸۹۴۱
تأريخ النشر:  ۱۷:۲۲  - السَّبْت  ۰۵  ‫أکتوبر‬  ۲۰۱۹ 
اكد الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني "خليل نصرالله"، أن مشروع تركيا فيما يتعلق بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا لا مستقبل له لاعتبارات عدة.

کاتب لبنانی: مشروع تركيا لإقامة منطقة آمنة في سوريا لا مستقبل لهطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي حوار خاص مع مراسلة "ارنا" في بيروت، أوضح نصرالله أنه في عام 2017 بدأ الحديث عن إقامة تلك المنطقة، نتيجة الاشكالات التركية والامريكية بالدرجة الاولي، بعد منع واشنطن أنقرة من التمدد باتجاه مدينة الرقة في شرق الفرات. وتوجه الجيش السوري نحو ضفة النهر الغربية انطلاقا من ريف حلب الشرقي.

وتعليقا علي فتح معبر القائم- البوكمال بين العراق وسوريا قال الكاتب السياسي اللبناني: إن فتح المعبر له أبعاده الاقتصادية والسياسية والامنية، وفتحه تحقق، بالدرجة الاولى، من خلال التسيق العراقي-السوري العالي المستوي، وبعد دحر الإرهاب، وهذا يزعج الولايات المتحدة الامريكي.

من جهة أخرى، يرى الكاتب اللبناني أن موازين القوى في المنطقة تبدلت بشكل كبير، ليس في سوريا فقط؛ بل في العراق واليمن ولبنان بطبيعة الحال، خاصة بعد تعديل قواعد الإشتباك لمصلحة محور المقاومة، وتثبيت الردع في مواجهة الكيان الإسرائيلي.

وفيما يلي نص الحوار:

بعد عام 2017  وبعد تحرير مدينة حلب، بدأت نقاط التحول في سوريا، وبدأنا نشهد اتضاحا للصورة، تحديدا لجهة ما تريده الولايات المتحدة الامريكية في سوريا والمنطقة بشكل عام.

أواخر عام 2016 أوائل عام 2017، بدأت معارك شرق حلب، وبالتوازي وبفارق مدة زمنية بسيطة، بدأت عمليات "الفجر الكبري" في البادية السورية، عمليات شرق حلب أزعجت الأتراك الاتراك كثيرا، هي تعني هدما لمشروعهم التوسعي, يومها، نذكر، الجيش السوري توجه نحو الضفة الغربية لنهر الفرات. وكانت منبج قد خضعت قبل مدة لسيطرة ما يسمي بالمجلس العسكري المدعوم من أمريكا، وهذا رأى فيه الاتراك فرملة أميركية لمشروعهم التوسعي، خاصة بعد رفض واشنطن تقدم الأتراك عسكريا باتجاه مدينة الرقة، هنا نشير إلى أن المانع السوري وأيضا تناقض التوجهات الاميركية التركية في الشمال السوري أقله، دفع الاتراك لمعرفة حدودهم في العدوان على سوريا.

لا يجب أن نغفل دور الجيش السوري الذي، بدعم من حلفائه، وضع خطوطا حمراء بوجه تقدم القوات التركية والمسلحين المدعومين منها إلى مناطق أكثر عمقا في شمال سوريا.

امام هذا الواقع، كان حدود الاتراك، مدينة الباب الاستراتيجية في الريف الشرقي لمدينة حلب، وطبعا للاتراك مشروع للسيطره الكاملة علي الشريط الحدودي مع سوريا وبعمق كبير جدا.

واکد نصرالله: هنا نبدأ بالمشکلة الكردية، هذه المشكلة جاءت نتيجة السياسات التركية والامريكية في المنطقة، وتحديدا السياسة التركية العدوانية اتجاه سوريا، التي فتحت الباب امام دخول عشرات الالاف من المقاتلين الأجانب الي سوريا، فكان من الطبيعي ان تدافع سوريا عن نفسها. يومها، ساهمت سوريا في تسليح الاكراد، بغض النظر عن النتماءاتهم، هذه حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها بل يجب الاعتراف بها وتسجيل نقطة هامة للدولة السورية التي ما منعت السلاح والدعم عن أي سوري يريد الدفاع عن بلده بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي.

في مراحل لاحقة، دخلت واشنطن على الخط وبدأت الإستثمار ببعض الفصائل الكردية، ذات النزعة الانفصالية، وللأسف، كثير من هؤلاء انخرطوا في المشروع الأميركية وبدأوا يعملون وفق الاجندية الأميركية المرسومة لسوريا. عام 2017، وبالتوازي مع إطلاق الجيش السوري عمليات الفجر الكبرى في البادية ، بدعم عسكري روسيى إيراني ، ودور كبير لحزب الله. بدأت واشنطن تحريك ما يسمى ب "قسد" شرق النهر والسيطرة على مناطق واسعة، وصولا إلى الجزيرة السورية.

يومها، ما ذكرناه سابقا، منعت امريكا الاتراك من الذهاب باتجاه مدينة الرقة، ويومها بدأ الحديث عما يسمي بالمنطقة الامنة كمطلب تركي، قبله كان يتحدثون عن منطقة "الحظر الجوي"، هذا عام 2011، وأفشل ذلك.

هناك موضوع في غاية الاهمية وهو التواجد الامريكي في سوريا، الذي تعتبره دمشق "غير شرعي" وتعتبر أن القوات الامريكية قوات الاحتلال، حتى لايران وروسيا التوجه نفسه والنظرة نفسها.

اما فيما يتعلق، بالتواجد التركي، اوضح نصر الله : انه ياتي في إطار  اجتماع  أستانا، وفي مناطق محددة، فهو أيضا احتلال. تركيا تنسق مع واشنطن في مناطق الاحتلال الأميركي، تنسق لتقاسم نفوذ وتحصيل اوراق، هذا امر غير شرعي.

اما ما استعرضناه، يمكن ان نستنتج بان المنطقة الآمنة، لامستقبل لها، فهي متعلقة بظروف آنية، حتى لو أقيم شيء من هذا القبيل، فهو سيتنهي بمجرد بدء التفاوض، وربما يسقط حسب التطورات في المنطقة ككل.

حول منطقة جنوب سوريا، هي منطقة حساسة من درعا الى الحدود المشتركة مع العراق، لها حسابات تتعلق بالعدو  الاسرائيلي .. (روسيا وايران لعبتا دورا كبيرا جدا في هذه المنطقة) .. وكان هناك تفاهم روسي - امريكي سقط لاحقا، بعد انهاء الجيش السوري وجود المسلحين عام 2018.

**امريكا منزعجة من نتائج التنسيق عالي المستوي بين العراق وسوريا 

و اضاف نصرالله: لا زالت أمريكا تتواجد في جنوب سوريا، في منطقة "التنف"، وهي تحافظ على  وجود مجموعات مسلحة، تلقى دعما مباشرا، ووجود لداعش تؤمن له شيئا من الغطاء حسب مصالحا. تاتي خطوة  فتح معبر القائم – البوكمال، التي  عارضتها واشنط وعملت على إفشالها، لتزعج الأميركيين، وتوجه ضربة لأحد أهم خطتهم من خلال السيطرة على شمال شرق سوريا والبقاء في التنف، وهي إيجاد فاصل بين دول محور المقاومة، المعبر اليوم أوجد وصلا بين ايران والعراق وسوريا ولبنان. المسألة الثانية، أن المعبر كان مفتوحا قبل عام 2001 ، لكن العراق كان يخضع بشكل كبير إلى سلطة الولايات المتحدة الامريكية، وكان العراق لا زال يرزح تحت الفصل السابع، أي أن التواصل الحر والطبيعي بين دول المنطقة، تحديدا دول محور المقاومة، لم يكن متوفرا، والتنسيق العراقي لسوري كان متواضعا، بل معدوما في بعض الأحيان، اليوم الامور اختلفت، هناك سلطة في العراق، متحررة بشكل كبير من السطوة الأميركية، هناك جرئة عراقية في التعاطي مع كصلحة بغداد، هناك تنسيق عال المستوى، عسكريا وسياسيا بن بغداد ودمشق، لذا لفتح المعبر أهمية سياسية وأمنية واقتصادية، وهذا يزعج الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير جدا.

الان، قد يسعى الأميركيون إلى تحريك خلايا لداعش سواء في البادية السورية او غرب العراق، وقد سيعون إلى محاولة إيجاد موطئ قدم رقابي في المعبر، وهذان الاحتمالات سيطدمان بالمتغرات في العراق وسوريا، واشنطن من المستبعد أن تنجح في تحقيقهما. ايضا في التعبير عن الإنزعاج، لا بد من عدم اغفال انزعاج تل أبيب، هي حاولات سابقا توجيه رسائل امنية عبر غارات شنتها في تلك المنطقة، تحت حدجج استهداف سلاح، والعراق اتهم رسميا الكيان السرائيلي بغارات استهدفت مواقع للحشد الشعبي في الداخل العراقي. عودة توجه هكذا رسائل، والتعبير عن الانزعاج عن خطوة فتح المعبر، ستكون تبعاته خطيرة جدا. أي خطوة إسرائيلية من هذا النوع قد تعني ذهاب الأمور نحو احتمالات، يدفع الإسيرائيليون وربما الاميركيون ثمنها.

**اننا امام واقع جديد في المنطقة 

ما هو المعلوم أن موازين القوى في المنطقة قد تبدلت ليس في سوريا فقط بل في العراق واليمن ولبنان. واقع المنطقة اليوم بالكامل جديد، إسرائيل أكثر ارتداعا، ما حصل في لبنان هو مؤشر، سوريا خرجت من محنتها ومسألة اسقاط النظام أصبحت من الماضي، الجمهورية الاسلامية الايرانية فرضت معادلاتها في المنطقة ومنعت عملية السيطره علي أمن الملاحة البحرية في هرمز واثبتت انها تملك قدرة الردع الكبيرة جدا؛ اليمن إنتقل إلى مرحلة تسديد الضربات الموجهة في مواجهة العدوان السعودي. امام هذه المتغيرات وحجم القوة يمكن ان نقول إن فتح المعبر بين سوريا والعراق أتى ضمن هذا السياق، بعيدا عن أي تفاهمات مع اميركيا التي قد تستخدم أسلوب المشاغبة.

**سوريا – اللجنة الدستورية

في سوريا تم الاتفاق حول تشكيل اللجنة الدستورية من كافة اطياف الشعب السوري؛ ثمانية عشر شهرا والولايات المتحدة الامريكية تعرقل مسار التشكيل، كانت تحاول زج بعض الاسماء التي تتبع لها، في نهاية المطاف تم التوصل الي حل في هذه المسألة، لاحقا ستأتي مسألة الاتفاق على آليات عمل اللجنة، كم يستغرق ذلك من الوقت؟! هذا الامر غير معلوم، فالتدخلات الأميركية أو العراقيل الأميركية قد ترافق هذه المرحلة أيضا.

لا بد من الإشارة إلى أن المبعوث الاممي الي سوريا قال "إن هذه اللجنة لا تشكل ارضية للحل الكامل في سوريا"، يعني أن  اللجنة الدستورية وإن نجحت في وضع دستور جديد، هذا لا يعني التوصل إلى حل وإنهاء الازمة ورفع الحصار عن سوريا و و إلخ .. وهذا يعني أن الحل في مكان اخر و له علاقة بترتيبات في مختلف ملفات المنطقة. امريكا تحاول استخدام ما يجري في سوريا و العراق لاخذ التزامات من دول المنطقة تتعلق بامن اسرائيل والقوة الذاتة لدولة وقوى محور المقاومة، وهي أيضا تحاول تقليص دور روسيا المستجد في المنطقة. عموما هذا كله غير قابل للتفاوض مع دول محور المقاومة وقواه، لذلك الاحتمالات مفتوحة على كل شيء، ومن المبكر الحديث عن حلول، خاصة مع اتساع مساحة اللعب.

انتهی/

رأیکم