وزادت تدريجيا نبرة النقد الحاد، وكتب أقطاي يقول للملك سلمان: "توليكم خدمة هذين الحرمين يحملكم مسؤولية ثقيلة تشعركم بأنكم مسؤولون عن أي معاناة يعانيها أي مسلم على وجه الأرض. فالنعم والثروات العظيمة التي وهبكم الله إياها توفر لكم الإمكانيات التي تمكنكم من تحمل هذه المسؤولية على أكمل وجه. الجميع يلاحظ بحيرة كبيرة التعارض التراجيدي بين هذه الثروات التي وهبها الله لكم، وبين أوضاع المسلمين الذين يعانون الفقر والجوع في كل مكان حول العالم. وإنّ رب الحرمين اللذين تخدمونهما يقول إن للفقراء نصيبا في الثروات التي بين أيدينا".
وأضاف: "غرضي تحذيركم من خطر عظيم يدنو منكم، خطر سيجر دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية. أرجوك أن تتأكدوا من أنني لا أريد بما سأقوله سوى الخير والسلامة والسعادة لكم. لا أتحدث وبداخلي ولو ذرة من الخصام".
وتابع: "ربما يكون نجلكم ولي العهد لا يحمل مشاعر إيجابية تجاهي بسبب واقعة خاشقجي، ويحاول أن يصورني وكأنني عدو لكم ولبلدكم. لكن أقول لكم بكل إخلاص إننا لم نرد والله أبدا أي سوء لكم، ولم نعتبر أبدا أن المطالبة بالعدل في قضية خاشقجي إساءة لكم".
وتطرق مستشار أردوغان في مقالته الوعظية الحادة إلى ما وصفه بـ"القرار الذي أعلن مؤخرا حول قتل العلماء المسلمين بإعدامهم"، مشددا على أن سجن هؤلاء "ولو لساعة واحدة، ناهيكم أصلا عن إعدامهم، يعتبر ذنبا كفيلا بإضاعة عمر كامل، بل أفظع من ذلك بكثير".
وأضاف: "علماؤكم الرسميون يتهمون تركيا ليلا ونهارا بأنها ترى في أحلامها الخلافة العثمانية وتكن العداء للسعودية، ليسكبوا المزيد من الوقود على نار الفتنة. لكني أقولها لكم صراحة، والله تركيا لا تكن أي عداء للسعودية. ثقوا بتركيا، فلن يأتيكم منها أي ضرر أبدا".
المصدر: وسائل إعلام تركية
انتهی/