طهران بين الاستعداد للحرب واستبعادها!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۲۶۵۲
تأريخ النشر:  ۲۲:۴۵  - السَّبْت  ۲۵  ‫مایو‬  ۲۰۱۹ 
المسؤولون الايرانيون وفي مقدمتهم قائد الثورة الاسلامية، يؤكدون ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لن يشن بسهولة حربا تكلفه كثيرا ضد ايران، إذ انه بطبعه تاجر، ويبحث عن الربح، وتتمثل استراتيجية في مقدار الربح المادي، في حين ان اي حرب على ايران، ستكون مكلفة وباهظة الثمن بالنسبة لأميركا وحلفائها في المنطقة، وبالطبع فإن هكذا حرب ورغم صعوبة بدئها، الا ان من الاصعب إنهاءها.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -  ومن منطلق رؤيته التجارية، فإن ترامب يستخدم كل ما أتيح لديه من أدوات، ليحلب بعض دول الخليج الفارسي، وخاصة السعودية، التي حلب منها مئات المليارات من الدولارات حتى الآن، ولذلك فإنه لن يتورط بسهولة في حرب باهظة التكاليف، فضلا عن أنها غير معلومة النتائج مع ايران التي اصبحت قوة اقليمية لها وزنها ولديها المزيد من عناصر وأوراق القوة سواء الجغرافية او الاقليمية وحتى الشعبية.

لذلك يسود الاعتقاد لدى ايران، بل وحتى لدى حلفائها في محور المقاومة، بأن التصعيد الذي يستخدمه ترامب، مع ما فيه من تناقضات، إنما يأتي في إطار الحرب النفسية والاعلامية، لتخويف ايران والحصول منها على امتيازات، التي لا يمكن للحرب ان تحققها في الوقت الراهن.
ويرى المحللون والمراقبون ان كل هذا التصعيد والضجيج والتهديدات، انما يهدف لجر ايران الى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات، ولكن ايران لم تتنازل وبقيت متمسكة بمواقفها، مع اتخاذها الاحتياطات اللازمة، رغم ثقتها بعدم وقوع الحرب، وهذا التمسك والصلابة بالمواقف، جعل ترامب يتراجع ويخفض مستوى التصعيد والتهديد.

إذ تبين المواقف الاخيرة لترامب، في ربطه خيار الحرب على ايران بتعرض قوات اميركا او مصالحها في المنطقة الى أي اعتداء، وجاءت بعض تصريحات المسؤولين الاميركيين، ان ارسال القوات الى المنطقة انما هو بهدف توفير الحماية للقوات الاميركية، او ان البنتاغون ليس لديه خطة للهجوم على ايران.

ويبدو ان الحرب الوحيدة التي يؤمن بها ترامب ويرغب بها اكثر من غيرها، هي الحرب الاقتصادية، مثلما اسلفنا بسبب غلبة طبيعة التاجر عليه، وحتى في هذه الحرب فهناك مجال للتراخي حسب الربح والخسارة، مثلما أعفت اميركا العراق من الحظر على ايران. وحتى هذه الحرب، ايضا بإمكان ايران التخفيف من حدتها بل تجاوزها، نظرا لتزامنها مع الحرب التجارية بين أميركا والصين، والتي توفر فرصة كبيرة لإيران، في مقاومة الحرب الاقتصادية الاميركية. إضافة الى توفر خيارات اقتصادية وتجارية امام طهران، تجعلها تخرج متعافية من هذه الحرب مع تحويلها التهديدات الى فرص، لتعزيز اكتفائها الذاتي.

وهناك تحليل آخر، لا يخلو من مصداقية، يرى ان الهدف من ضغوط ترامب على الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو التهيئة لإطلاق ما يسمى "صفقة القرن". فكل هذه الضغوط هدفها إلهاء طهران عن عرقلة هذه الصفقة، لأنها مع جبهة المقاومة تمثل الجانب الوحيد القادر على تعطيل "صفقة القرن".

إذن، الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبما أنها استلهمت الدروس من حرب الثماني سنوات، وخاصة انها عاشت بالأمس الذكرى السنوية لتحرير مدينة خرمشهر، التي كانت قوات صدام قد حولتها الى تحصينات منيعة، تمضي منذ ذلك الحين وحتى الآن، في تعزيز قدراتها العسكرية وصناعاتها الدفاعية وخاصة قدراتها الصاروخية، فضلا عن تقوية محور المقاومة في المنطقة، فهذه القوة الهائلة تهيئ لها ردعا كافيا لكل عدو عليه ان يفكر آلاف المرات قبل مهاجمتها. ولذلك يؤكد قائد الثورة الاسلامية بالضرس القاطع ان لا حرب ولا مفاوضات، مع اميركا، بل هنالك مقاومة.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم