تشهد محافظة ادلب شمال غرب سوريا اشتباكات عسكرية بين الجيش السوري والجماعات المسلحة منذ حوالي اسبوع بسبب انتهاك التنظيمات الارهابية المستمر لـ"اتفاق خفض التصعيد". وهددت "هيئة تحرير الشام"، القوات الروسية بـ"الحديد والنار" إذا دخلت إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وسط استمرار التصعيد شمال غرب سوريا، تمكن الجيش السوري من تحقيق تقدم في منطقة إدلب والسيطرة على تل عثمان الاستراتيجي، فيما أعلنت تركيا تعزيز قواتها على حدود البلدين.
واستطاعت القوات السورية بسط سيطرتها على مناطق قرى تل عثمان والجنابرة والبانة شمال غرب محافظة حماة، في عملية عسكرية بدأتها صباح اول أمس الاثنين "لتطهير ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي من الإرهابيين، بإسناد ناري كثيف من سلاحي الطيران الحربي والمدفعية".
وتأتي أهمية تل عثمان من كشفه لمساحات كبيرة شمالا وشرقا وأيضا رصده ناريا لطريق كفرنبودة-قلعة المضيق، وتتيح السيطرة عليه شن عمليات مكثفة في منطقة سهل الغاب.
هذا فيما تقدمت القوات الحكومية السورية لأول مرة داخل منطقة إدلب لخفض التصعيد منذ إقامتها، وحاولت الفصائل المسلحة في المنطقة صد هجوم الجيش على مدار يومين، لكنها فشلت وأجبرت على التراجع.
يذكر ان ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، افاد بسقوط 26 قتيلا في معارك عنيفة بين القوات الحكومية السورية والجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام" شمال غرب سوريا.
ولم تكتف "هيئة تحرير الشام" بالمعارك مع الجيش السوري بل هددت القوات الروسية بـ "الحديد والنار" إذا دخلت إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال المتحدث في الجناح العسكري لـ"الهيئة"، أبو خالد الشامي، في تسجيل مصور، اول أمس الاثنين، إن "الهيئة ترفض الابتزاز السياسي عبر الضغط العسكري لتحصيل مكتسبات للمحتل الروسي يدفع ثمنها الشعب السوري"، مضيفا أن "أي محاولة لدخول قوات روسية إلى الأرض الطاهرة المحررة، لن تقابل إلا بالحديد والنار، ولن يخلص محتل لأهلنا وفينا عرق ينبض، ولن يطأ شبرًا من أرضنا إلا على أشلائنا ودمائنا"، بحسب زعمه.
وفي سياق متصل، تقوم التنظيمات الارهابية او على الاصح هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) -وجناحها المدني تحت مسمى "حكومة الإنقاذ" التي تسيطر على المنطقة- بتضيق الخناق أكثر فأكثر على نشاط منظمات الإغاثة الدولية من خلال تهديد طواقمها والتدخل في المشاريع الإنسانية وعرقلة وصول المساعدات، وفق ما يروي عاملون فيها.. بالرغم من ان إدلب ومحيطها يقطن فيها نحو ثلاثة ملايين نسمة، 2,7 منهم يحتاجون الى مساعدات إنسانية ويستند معظمهم بشكل رئيسي على مساعدات تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية بعد إدخالها عبر الحدود التركية.
وحول هذا الموضوع تقول مستشارة السياسات والمدافعة في المجلس النرويجي للاجئين راشيل سايدر، ان محاولات "سلطات الأمر الواقع" في إدلب "للعبث وإعاقة أو إحباط إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تقويض سلامة العاملين الإنسانيين يشكل حقيقة مؤسفة".
وفي غضون ذلك، ذكرت "الأناضول" أن الجيش التركي نفذ عمليات جديدة لتعزيز قواته في المنطقة الحدودية مع سوريا، حيث وصلت إلى ولاية كيليس المحاذية لشمال غرب الأراضي السورية قافلة تضم مجموعة عربات نقل مدرعة وسيارات عسكرية مصفحة.
كما اعلنت تركيا بان حالة هدوء تسود المناطق التي تتواجد فيها بإدلب وريف حلب، وذكرت أن حوالي 42 ألف مهجر سوري عادوا إلى تلك المناطق.
ويرى المحللون انه ورغم تصاعد حدة الاشتباكات في ادلب لكن النتيجة ستكون في صالح الجيش السوري الذي بات مصمما على تطهير ارض سوريا من دنس الارهاب.
انتهى/