في وقت تلاحق فيه سلسلة تحقيقات قضائية رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملفات فساد، يمكن ان تزج به الى السجن، يصعد جيش الاحتلال من تحرشاته واعتداءته على قطاع غزة، في تحرك يراه المحللون محاولة من نتنياهو لخلط الاوراق وصرف الانظار عن فضائح الفساد التي تهدّد مصيره السياسي والتهرب من الملاحقة القضائية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - جددت بحرية الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة قطاع غزة المحاصر بنيران أسلحتها الرشاشة.
وذكرت وكالة معا أن بحرية الاحتلال أطلقت النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية شمال القطاع والشيخ عجلين غربه ما اضطرهم لمغادرة البحر دون وقوع إصابات.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف الصيادين في بحر غزة بإطلاق النار عليهم وملاحقتهم والاستيلاء على مراكبهم لمنعهم من مزاولة مهنة الصيد التي تعد مصدر رزقهم الوحيد في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع.
وقصفت أمس طائرات اسرائيلية من نوع اف 16 في سلسلة غارات ليلية مواقع للمقاومة في شمال قطاع غزة ووسطه.
وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام على "تويتر" ان مجمل الاستهدافات التي ارتكبها العدوان الاسرائيلي على القطاع شملت حتى اللحظة استهداف موقع للمقاومة قرب الواحة شمال غزة وللمقاومة جنوب حي الزيتون، واستهدف الميناء الجديد غرب مدينة خانيونس وارضا زراعية بمنطقة جحر الديك بمحيط مصنع الاعلاف.
وشنت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاث غارات على هدف شمال غرب قطاع غزة وعلى هدف اخر وسط القطاع.
كما قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باقتحام كنيسة المسكوبية في منطقة الجلدة غرب مدينة الخليل.
وايضا اقتحمت قوات الاحتلال "حي الجابريات" في جنين، وبلدة برقين جنوب غرب جنين وسط اطلاق كثيف لقنابل الغاز.
وفي قلقيلية احتجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي شابين من بلدة عزون على مدخل قرية عزبة الطبيب شرق قلقيلية.
و استهدفت آليات الاحتلال العسكرية المتمركزة قرب السياج الفاصل شرقي مدينة غزة، مساء "الخميس" مرصدًا للمقاومة الفلسطينية.
وافادت مصادر فلسطينية في غزة أن مدفعية الاحتلال استهدفت بقذيفتين مرصدًا للمقاومة قرب منطقة "ملكة" شرقي مدينة غزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: "هاجمت دبابة تابعة لاحتلال الإسرائيلي موقعًا عسكريًا لمنظمة حماس في شمال قطاع غزة رداً على إطلاق نار على بنية تحتية تابعة الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من السياج الأمني".
وكان جيش الاحتلال ادعى أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على موقعٍ للجيش قرب السياج الفاصل شمال قطاع غزة، دون وقوع إصابات.
في سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية استشهد مواطنٌ فلسطيني وأصيب أكثر من 50 بالرصاص والاختناق الشديد مساء اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة، والتي انطلقت تحت عنوان جمعة "المرأة الفلسطينية".
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، استشهاد مواطن متأثراً بجراحه الذي أصيب بها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق رفح وجاري التأكد من هويته.
وأوضح القدرة، أن 50 مواطنين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجمعة ال 50 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، بينهم 4 مسعفين.
وتوافدت جماهير غفيرة من مختلف الأعمار سيراً على الأقدام وفي الحافلات والسيارات للتظاهر السلمي قبالة السياج الفاصل شرق قطاع غزة، فيما بدأت قوات الاحتلال بإلقاء القنابل الغازية المسيلة للدموع والرصاص المطاطي تجاه المتظاهرين.
وفي جانب آخر من الاراضي الفلسطينية المحتلة دوت صفارات الإنذار في المجلس الإقليمي "أشكول" الاستيطاني بغلاف غزة، فيما تحدثت مصادر اسرائيلية عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه تجمع "أشكول".
وزعم موقع "والا" العبري أن صاروخًا أُطلق من القطاع سقط جنوبي تجمع "أشكول" دون وقوع إصابات أو أضرار، وهو ما لم يؤكده جيش الاحتلال الإسرائيلي.
من جهة اخرى، زعمت القناة "13" العبرية، الجمعة، بأنّ "إسرائيل" نقلت رسالة تهديد لحركة حماس في قطاع غزّة بواسطة الوفد المصري المتواجد في القطاع منذ الخميس، لبحث ملف التهدئة وسُبل تطبيق تفاهماته.
ووفق ما أوردته القناة، فإنّ الرسالة أكّدت لحركة حماس على أنّه إذا ما توجهت نحو التصعيد، فستقابل "إسرائيل" ذلك بعملية عسكرية واسعة في غزّة، دون النظر إلى أنّها تمر بفترة انتخابات.
وفي السياق ذاته، كشفت قناة "كان العبرية" مساء الخميس، أنّ "إسرائيل" تحاول التوصل إلى تفاهمات مع حماس بوساطة مصرية لتهدئة الحدود، مُشيرةً إلى أنّه حتى اللحظة لم يُكتب لهذه الاتصالات النجاح.
وكان الوفد الأمني المصري قد وصل إلى قطاع غزّة الخميس في زيارة هي الثانية في أقل من أسبوع، وذلك بعد زيارته فلسطين المحتلة ضمن مساعِ تطبيق تفاهمات التهدئة، وإطلاع قيادة حركة حماس على نتائج لقاءاته مع الاحتلال بشأن الملف ذاته.
وتشهد حدود قطاع غزّة حالة غليان منذ 30 مارس 2018 م، أي منذ بدء مسيرات العودة التي انطلقت في ذكرى يوم الأرضواستشهد خلالها نحو 256 فلسطينياً وأصيب نحو 29 ألف آخرين بجراح مختلفة، تأكيداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة، والمطالبة بكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 12 عاماً.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاهتمام والتركيز على الانتخابات والتحقيقات في ملفات الفساد المتورط بها، يحمل محللون إسرائيليون حكومتهم المسؤولية عن التصعيد العسكري على غزة، بسبب تعنت نتنياهو من الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، وتجاهله لتحذيرات جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش، على خلفية الانتخابات العامة للكنيست والملاحقات القضائية التي قد تعصف بمستقبل نتنياهو السياسي في قضايا الفساد.
انتهى/