تحدّث وزير الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، في مقابلةٍ مع صحيفة “هندسبلات” الألمانية، عن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واتهامات لبلاده بتمويل الإرهاب، ومستقبل الحصار المفروض على الدوحة، بالإضافة الى الإتفاق النووي، وكذلك ملفيْ سوريا واليمن.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وعمّا إذا كان يتعين على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التنحي عن منصبه، بعد الشبهات التي تحوم حول إعطائه أمر اغتيال خاشقجي قال "آل ثاني": "هذا ليس شأننا، لكن على السعوديين أن يبيّنوا للعالم كيف يتعاملون مع المسؤولين عن هذه الجريمة، وعلى المجتمع الدولي أن يتأكّد من تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى المحاكمة".
وذكر الوزير القطري أن "الاستقطاب في منطقتنا وصل إلى حدٍّ مضحك أمام العالم بأَسره"، مشيراً إلى أننا "بحاجة إلى الاستقرار وليس إلى حجج جديدة للصراعات.
واستدرك "آل ثاني" بالقول: "إننا لا نملك السيطرة على بعض الحكّام غير المسؤولين في المنطقة، وهناك إلى جانب قرار فرض حصار على قطر، بعض القرارات غير المسؤولة السيئة لنا جميعاً في هذه المنطقة من العالم".
ووصف وزير الخارجية القطري اتهام البعض (في إشارة إلى السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بلاده بتمويل الإرهاب بأنه "مضحك"، مضيفاً: "نُتّهم نحن بتمويل الإرهاب وفي الوقت نفسه قطر هي مركز للتحالف الدولي ضد الإرهاب".
ورداً على سؤالٍ بشأن موعد فك الحصار المفروض على دولة قطر، قال محمد بن عبد الرحمن: "عليكم توجيه هذا السؤال إلى دول الحصار، نحن من جانبنا طلبنا منهم منذ البداية إثبات اتهاماتهم بقرائن ودلائل ملموسة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث".
وتابع قائلاً: "العالم كله يعرف الآن أن هذا الحصار لا يرتكز على أساس، ولا طائل منه"، مبيناً أن بلاده "رصدت بالأرقام الخسائر والأضرار الناجمة عن الحصار الجائر، وإنها ستطالب بتعويضات عنها من خلال دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية".
وشدد الوزير القطري على أن "دول الحصار خرقت معاهدات واتفاقيات دولية، وسوف يتوجب عليها دفع ثمن ذلك".
كما اعتبر أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى كان نجاحاً كبيراً ولا بد من استمراره، مضيفاً: إن "أي أسئلة تتخطى مسألة الملف النووي لا بد من توجيهها إلى طهران، والتفاوض معها بشأنها"على حد قوله.
ولفت وزير الخارجية القطري إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق النووي وكانت تريد المشاركة في المفاوضات، لافتاً إلى أنه في عام 2017، غيّرت بعض دول مجلس التعاون الخليجي موقفها بعد أن جاء ترامب إلى السلطة وأعلن موقفه الرافض للاتفاق.
وأضاف عن الوضع في سوريا: "المجتمع الدولي توقف عن التحدث عن حل سياسي في سوريا، وهذا فشل للمجتمع الدولي الذي لم يتعامل مع هذه الأزمة بشكل مناسب".
وعن حرب اليمن، حذر وزير خارجية قطر من أن "اليمن بصدد كارثة إنسانية لا يمكن لأحد أن يقبلها"، مطالباً بوقف القصف فوراً هناك، وأن يأتي جميع أطراف النزاع اليمني، للجلوس حول طاولة التفاوض، قائلاً في هذا الصدد: "لا بد من إجراء حوار وطني، وعلى اليمنيين مطالبة الآخرين بأن يبتعدوا".
انتهى/