يصنف الكافيين ضمن أكثر المنشطات استعمالا في العالم، وتوجد مادة الكافيين بشكل طبيعي في بذور القهوة، وتضاف إلى المشروبات الغازية وحتى إلى ألواح الصابون.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقال الكاتب داني باياز في تقريره الذي نشره موقع "إنفرس"، إنه بفضل الاكتشاف العلمي الكبير للكيميائي الألماني فريدليب فرديناند رونغه، أول من درس هذا المنشط سنة 1819، توفرت لدينا طرق متعددة لتنشيط الدماغ ولا سيما في الصباح.
وأفاد الكاتب بأن تجربة رونغه الكيميائية جاءت على إثر زيارة صديقه الكاتب والسياسي يوهان فولفغانغ فون غوته، الذي قدم من أجل مشاهدة عرض توضيحي حول كيف يمكن لنبات "ست الحسن" أن يوسع حدقة العين.
ونجح رونغه في إثارة إعجاب ضيفه من خلال هذه التجربة، مما دفع فون غوته إلى إهدائه كيسا من حبوب القهوة دليلا على تقديره لمجهودات صديقه.
وعن هذا ذكر رونغه في كتاب له: "لقد سلمني كيسا من بذور البن التي أهداها له صديق يوناني. وقد قال لي غوته إنه يمكنني استخدام هذه البذور في تجاربي. لقد كان على حق، فبعد وقت قصير اكتشفت وجود مادة الكافيين".
في البداية، أطلق الكيميائي الألماني على اكتشافه اسم "كافيبار"، وقد ألهم اكتشافه العديد من العلماء الآخرين وحثهم على مواصلة البحث طوال القرن التاسع عشر عن خصائص المكون الفعال الموجود في بذور القهوة.
وفي سنة 1895، كان الكيميائي الألماني هيرمان إميل فيشر أول من درس الصيغة الكيميائية للكافيين، وفاز هذا الجزء من البحث بجائزة نوبل سنة 1902.
تغيير الثقافة الأوروبية
خلال أولى فترات اكتشافها، استهلكت مادة الكافيين الموجودة في القهوة على نطاق واسع، ولاحقا انتشرت حبوب البن التي ظهرت في إثيوبيا خلال القرن الحادي عشر في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مما تبعه إنشاء مزارع بن ضخمة في اليمن.
وفي القرن السادس عشر، تواصل انتشار القهوة لتصل في النهاية إلى إسطنبول، حيث اقتناها المسافرون الأوروبيون واصطحبوها معهم إلى الديار. وقد ساهم هذا الأمر -عن غير قصد- في إحداث تغيير جذري في الثقافة الأوروبية.
وقبل انتشار القهوة في المجتمع الغربي، كانوا يبدؤون صباحهم بشرب الجعة الباردة، وبسبب تلوث إمدادات المياه في المنطقة، استخدموها في طهي الأطعمة وصنعوا منها مثلا حساء الجعة، لكن هذه العادة تغيرت بمجرد ظهور القهوة.
وسرعان ما أدرك العمال أن القهوة قادرة على تنشيط الدماغ أكثر من الجعة، وهي بالتالي أكثر فعالية في تعزيز الإنتاجية.
وفي الواقع، ظهرت سوق نيويورك للأوراق المالية في أحد المقاهي، حيث كان السماسرة يجتمعون للاتجار بالأوراق المالية والاستمتاع باحتساء القهوة. وقد لعبت القهوة دورا مهما في ظهور عصر التنوير والثورة الصناعية.
وعن هذا الشأن، قال الكاتب الأميركي المختص في العلوم ستيفن جونسون إن عصر الوعي ارتبط بظهور المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.
وقد صدرت تقارير تفيد بأن عمال المصانع والشركات التي فتحت الباب أمام بروز عملية "الإنتاج الشامل"، اعتمدوا بشكل كبير على شرب القهوة للحصول على الطاقة التي تساعدهم على إنجاز أعمالهم خلال اليوم.
وبفضل رونغه، مكتشف الكافيين، نحن ندرك تماما كيف يمكن لفنجان من القهوة أن يمنحنا الطاقة للنهوض من السرير، وكيف يمكن لنا أن نضيف مادة الكافيين إلى مجموعة من المنتجات الأخرى؛ ولعل هذا ما يجعل القهوة اكتشافا رائعا.
انتهی/