كثرت بالآونة الاخيرة التصريحات السعودية حول تنصلها عن جرائمها المتعددة باليمن، حيث يقوم المسؤولون السعوديون بالتعمد على اصدار تصريحات وكتابة مقالات يدعون فيها ان الاعلام شوه ما يقومون به في اليمن وان عملياتهم العسكرية التي تقتل الآلاف تأتي في اطار القانون الدولي والانساني وان هدفهم من الحرب هو انقاذ ومساعدة اليمن.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - كثرت بالآونة الاخيرة التصريحات السعودية حول تنصلها عن جرائمها المتعددة باليمن، حيث يقوم المسؤولون السعوديون بالتعمد على اصدار تصريحات وكتابة مقالات يدعون فيها ان الاعلام شووه ما يقومون به في اليمن وان عملياتهم العسكرية التي تقتل الآلاف تأتي في اطار القانون الدولي والانساني وان هدفهم من الحرب هو انقاذ ومساعدة اليمن.
وعلى أي حال فإن انقاذ اليمن ومساعدته هي شعارات وادعاءات اطلقها السعوديون منذ انطلاق عدوانهم وحربهم غير القانونية على اليمن، غير ان الجديد اليوم من خلال المقال الذي نشر للأمير تركي الفيصل "الرئيس السابق للمخابرات السعودية"، وكذلك التصريحات التي يدلي بها محمد آل جابر "السفير السعودي في اليمن" والذي يعتبر الحاكم الفعلي للمناطق المسيطرة عليها السعودية والامارات او ما يقوله بشكل مستمر في الآونة الاخيرة تركي المالكي "المتحدث الرسمي باسم التحالف السعودي" حول ان الاعلام يستهدف السعودية ويحرف الحقائق حول ما يجري من مجازر وتدمير ، مع تأكيدات منهم أن السعودية تقدم المليارات لدعم اليمن ومساندته.
المسؤولون السعوديون في تصريحاتهم الاخيرة يؤكدون ايضا ان المنظمات الدولية ووسائل الاعلام تبنت موقفاً معارضاً لهم في اليمن وان جميع المجازر والخراب والدمار الذي احدثوه باليمن تعتبر اعمالاً قانونية وتتفق مع ما أسموه بالقانون الدولي والانساني.
ومهما كانت نوايا وأهداف السعودية والامارات في اليمن فإن الافعال كما يقال تدل على النوايا والاهداف، والسعوديون والاماراتيون مهما ادعو من انهم يحاولون مساعدة اليمن وان حربهم وما نتج عنها من كوارث ومآسي تصب في صالح اليمن واليمنيين يتعارض مع الواقع الذي يعيشه اليوم اليمنيون، بل ان السعوديين حتى في المناطق التي يحتلونها لم يقدموا لاهلها اي منفعة عامة او خاصة وان الجميع في هذه المناطق باتوا يرفعون الصوت وينادون بخروجهم باعتبارهم غزاة لم يقدموا الا الموت والخراب وتعدد مليشيات القتل والتقطع واغتصاب السجناء وانتهاك حقوق الانسان بشكل كبير.
وذكرت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف إنها رصدت 103 عملية اغتيال سياسية، في مدينة عدن منذ سيطرت الامارات عليها في 2015 إلى 2018. وحسب تقرير المنظمة فإن الإغتيالات ركزت على رجال أمن وخطباء مساجد وسياسيين اغلبهم يناويء الامارات وحضورها في عدن والجنوب، فيما يقبع المئات من اليمنيين في السجون الاماراتية ويتعرضون في سجونها لاقسى انواع التعذيب وحتى الاغتصاب الجنسي حسب المنظمات الدولية.
واذا كانت سمة الحكم السعودي والاماراتي في المناطق التي تسيطر عليها بشكل مباشر هي السجون والتعذيب والاغتيالات والانقسامات وملشنة الحياة وعدم وجود اي نوع من أنواع التنمية او الاستقرار او اغاثة الناس بشكل حقيقي فان الوضع اكثر سوء في المناطق الاخرى.
وتشير الاحصائيات التي صدرت مؤخرا بعد مضي 1400 يوم من التدخل السعودي بان الوضع قد تجاوز الكارثة والمأساة وان الادعاءات السعودية والاماراتية حول انقاذ اليمنيين تشبه الى حد التطابق عمل السعودية مع الكاتب والصحفي جمال خاشقجي الذي ارسلت وفدا لاعادته الى حضن بلده السعودية ولكن بتقطيع اوصاله وتجزأته وإذابته بمادة الاسيد.
وبما ان عملية الانقاذ هي نفسها والعقلية هي نفس العقلية والمنفذون هم المنفذون فقد ارسلت الرياض آلاف الطائرات، ودعت مئات الاف الجنود والمرتزقة من كل حدب وصوب، ودفعت المليارات من الدولارات، واحدثت الانقسامات والصراعات، واشترت الولاءات من اجل هذه العملية، ولذا جاءت النتيجة مشابهة تماما لعملية انقاذ خاشقجي واعادته الى بلده حيث اظهرت اخر الاحصائيات المؤكدة والموثقة ان اكثر من 40546 مدني سقطوا بين شهيدا وجريح بسبب القصف الجوي المباشر للطائرات السعودية والاماراتية فقط خلال الاربع السنوات الماضية، وأوضحت الاحصائيات أن عدد الشهداء بلغ 15 ألفاً و822 مواطناً بينهم 3 آلاف و495 طفلاً وألفان و250 امرأة، و10 آلاف و113 رجلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 24 ألفاً و724 مواطناً بينهم 3 آلاف و497 طفلاً وألفان و524 امرأة، و18 آلاف 712 رجلاً.
وفي جانب البُنية التحتية كشفت التقارير الصادرة من المنظمات الانسانية عن تدمير السعودية والامارات 15 مطاراً و16 ميناءً وإلحاق أضرارٍ بالطرق والجسور بلغت 3 آلاف و93 ما بين طريق وجسر.
وأوضحت الإحصائياتُ أن العدوان دمّر ألفاً و525 خزانَ وشبكة مياه و281 محطة كهرباء ومولدات و480 شبكة اتصالات، ما جعل أهم المنشآت الحيوية في اليمن خارج نطاق التغطية.
وأشار المركز أن العدوان دمّر أكثر من 437 ألفاً و167 منزلاً وشرد أكثر من أربعة ملايين مواطناً ودمّر ألفاً و159 مسجداً و984 مركزاً ومدرسة تعليمية وتوقفت أربعة آلاف و500 مدرسة، كما قصف 365 مستشفى ومرفقاً صحياً و42 مؤسسة ومنشأة إعلامية.
وفي جانب الوحدات الإنتاجية بينت الاحصائيات الاخيرة أن العدوان دمّر 790 مخزن أغذية و683 ناقلة مواد غذائية و642 سوقاً ومجمعاً تجارياً و373 محطة وقود و284 ناقلة وقود و365 مصنعاً و374 مزرعة دواجن ومواشي و236 موقعاً أثرياً و317 منشآت سياحية و124 ملعب ومنشأة رياضية.
ومع هذا الكم الهائل من الدمار والمأساة التي صنعتها السعودية في اليمن لايزال السعوديون يتشدقون بالقانون الانساني ويصرون على ان اهدافهم من الحرب التي يشنونها تصب في صالح اليمن واليمنيين.
وقد أثارت مؤخرا تصريحات عبدالعزيز الواصل "المبعوث الدائم للسعودية في مجلس حقوق الانسان" السخرية والضحك وكذلك البكاء، حيث تحدث اثناء جلسة للمجلس في جنيف عن عدد من التوصيات والافادات بشان اليمن واوصى المجتمع الدولي وحكومة المستقيل هادي بالاهتمام بالتعليم والرعاية الصحية بينما قامت بلاده بتدمير 365 مستشفى ومرفقا صحيا و884 مركزا ومدرسة تعليمية كما انه تحدث عن اهتمام بلاده بضمان حماية وسلامة الاطفال باليمن بينما تؤكد الاحصائيات الموثقة والصادرة عن العديد من المنظمات عن مقتل وجرح 7311 طفل بسبب الغارات الجوية وتطبيق حصار ادى الى وفاة 247000 طفل وامراة خلال 1400 يوم من الحرب العدوانية على اليمن.
هذه الاحصائيات المرعبة التي لم نشر فيها الى موضوع انتشار الأوبئة والامراض وما احدثته من كارثة بحق اليمنين وضحايها الذين يحصون بالآلاف تعتبر حصيلة للتدخل السعودي والاماراتي وكان من المفترض انها درس وحافز لايقاف العدوان الذي تأخر ايقافه كثيرا وحافزا ايضا لجبر الضرر والاعتذار لليمن واليمنيين والكف عن التدخلات في شؤونهم، لكن السعوديين ينطبق عليهم المثل القائل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، حيث لازالوا يروجون للاكاذيب والشائعات التي اثبت الزمن كذبها وعدم مصداقيتها.
بقلم عبدالرحمن راجح
انتهى/