مع الاعلان الامريكي بالانسحاب من سوريا واستمرار التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا، تفاقمت الخلافات التركية الامريكية بشأن مصير المقاتلين الاكراد. إلا ان واشنطن اعلنت امس عن امكانية التوصل الى حل يوفر الحماية للاكراد مع تحقيق مطلب تركيا بالدفاع عن نفسها من "الإرهابيين"، في خطوة لاقت ترحيبا من أنقرة. واما في الجانب السوري فقد استقدم الجيش تعزيزات عسكرية اضافية الى مناطق ريف منبج شمالي البلاد.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - اعلن وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال زيارته لأبو ظبي، أنه أجرى محادثات مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، حول التطورات الأخيرة في سوريا، وقال في هذا السياق إن هناك "تفاصيل كثيرة يجب العمل عليها" مع تركيا فيما يخص الأكراد السوريين، إلا أنه أضاف: "أنا متفائل من إمكانية توصلنا إلى نتيجة جيدة".
وبين بومبيو أن هذه النتيجة ستضمن حماية تركيا من التهديدات "الإرهابية" التي تثير قلقا "مشروعا" لدى أنقرة، كما ستحمي الأكراد السوريين.
من جهتها سارعت تركيا وعلى لسان وزير خارجيتها الى الترحيب بتصريحات بومبيبو، حيث قال اوغلو في خطاب ألقاه في محافظة أنطاليا "نعتبر تصريحات بومبيو حول إزالة العناصر التي تثير قلق تركيا صائبة".
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه بحث مع بومبيو -في اتصال هاتفي السبت- آخر المستجدات بالمنطقة والخطوات الواجب اتخاذها.
وأكدت أنقرة مرارا أنها عازمة على حماية حدودها وطرد الوحدات الكردية -التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني- من المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا. ويواصل الجيش التركي حشد قواته على الحدود مع سوريا استعدادا لعملية محتملة شرق نهر الفرات.
في الوقت نفسه، استنكر وزير الخارجية التركي تصريحات أطلقها قبل أيام مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ودعا فيها أنقرة إلى الامتناع عن قتل الأكراد.
وقال جاويش أوغلو "أنتم (الأميركيين) استخدمتم الأكراد في الماضي لمآربكم"، وشدد على أن تركيا لا تأخذ إذنا من أحد لمكافحة التنظيمات الإرهابية، بحسب تعبيره.
وفي هذا السياق اجرى الجيش التركي، تدريبات عسكرية لوحدات الدبابات في ولاية هطاي جنوب البلاد على الحدود مع محافظة إدلب السورية.
وأفادت وكالة "الأناضول" بأن قوات مسلحة استقدمت من مختلف مناطق البلاد عززت الرقابة على الشريط الحدودي مع سوريا في قضاء يايلاداغي المواجه لإدلب.
هذا وذكرت وزارة الدفاع التركية أن الوزير خلوصي أكار تفقد بصحبة رئيس الأركان العامة للجيش التركي يشار غولر ورئيس وكالة المخابرات هكان فيدان، الوحدات العسكرية الحدودية وناقشوا "إجراءات إرساء السلام والاستقرار في المنطقة".
وقال أكار "نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على وقف إطلاق النار والاستقرار في إدلب بما يتوافق مع اتفاق سوتشي. ويتواصل تعاوننا الوثيق مع روسيا".
وكان وزير الدفاع التركي اكد أن بلاده أعدت الخطط اللازمة للعملية العسكرية المزمعة ضد التنظيمات الإرهابية في شرق الفرات في سوريا.
الى ذلك استقدم الجيش السوري المزيد من التعزيزات العسكرية الى مناطق ريف منبج شمالي البلاد بعد اعلان قيادته نيتها نشر قوات في المنطقة قبل فترة.
فبعد الانتشار الاول للجيش السوري قبل فترة وجيزة بدأت عملية تدعيم مناطق الانتشار وخطوط التماس مع ميليشات "درع الفرات" ذات الولاء التركي، تحسبا لاي خطوة قد يرتكبوها بدعم تركي قد تهدد سلامة المواطنين السوريين في هذه المناطق.
انتشار الجيش السوري شكل درعاً على طول الحدود الفاصلة بين مناطق سيطرة الدولة السورية ومسلحي "درع الفرات" حيث تم انشاء مساتر ترابية كخطوة دفاعية اضافة الى تدعيم خطوط الدفاع بدبابات ومدرعات وعناصر مشاة جاهزين للانقضاض و الهجوم في اي ظرف من الظروف.
القادة الميدانيون في سوريا يرون بان هذا الانتشار سيشكل رادعاً لتركيا بتنفيذ تهديدها بالهجوم على مناطق الشمال السوري واعربوا عن جاهزية القوات السورية لصد اي هجوم محتمل من تركيا او غيرها مما يضمن سيادة ووحدة الاراضي السورية.
انتهى/