يحصد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ما زرعه خلال حملته الانتخابية وخلال فترة رئاسته التي لم تمر عليها سوى اشهر من عنصرية وكراهية للاخر، فهاهي الجماعات العنصرية واليمنية المتطرفة، تطل برأسها في المجتمع الامريكي رافعة شعارات تفوق الجنس الابيض، ومثيرة الاضطرابات والفوضى في المجتمع الامريكي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-يوم السبت الماضي 12 اب / اغسطس لقيت امرأة مصرعها وأصيب 19 آخرون حالة بعضهم حرجة، عندما دهس احد الاشخاص بسيارة مجموعة تحتج على مسيرة لعنصريين بيض في مدينة "تشارلوتسفيل" بولاية فرجينيا، فيما أصيب 15 آخرون في مناوشات دموية بين الجانبين، كما قتل شرطيان في حادث تحطم طائرة هليكوبتر كانت ضمن القوات التي ساعدت في إخماد الاشتباكات.
الاضطرابات كشفت عن جوانب اخرى من الشخصية العنصرية للرئيس الامريكي ترامب، الذي تعرض لانتقادات من اليسار واليمين والجمهوريين والديمقراطيين على السواء، لعدم ادانته الصريحة للجماعات العنصرية التي اشعلت شرارة الاضطرابات.
الملفت ان أعمال العنف التي شهدتها تشارلوتسفيل وقعت بين متطرفين يمينيين أعلنوا الولاء لترامب ومعارضين له منذ توليه المنصب في يناير/ كانون الثاني، لذلك انتظر ترامب فترة طويلة قبل أن يتناول موضوع العنف، وفشل بالتالي في اظهار نفسه كرئيس دولة يحترم الدستور ويرفض العنصرية والعنصريين، حيث اضطر ان يدلي بتصريح زاد من طين عنصريته بلة، عندما قال للصحفيين “اندد بأقوى عبارات ممكنة بهذا الاستعراض الشائن للكراهية والتعصب والعنف من جانب العديد من الأطراف”.
اعضاء في داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب انتقدوه وقالوا ان الرئيس لم يرتفع إلى مستوى الحدث، واعتبر ماركو روبيو السناتور الجمهوري، الذي نافس ترامب على ترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة، رد فعل ترامب الأولي كان هزيلا. وبخلاف روبيو اعتبر السناتور كوري جاردنر رد فعل ترامب غير كاف فقال في تغريدة:”سيادة الرئيس، لابد أن نسمي الشر شرا. فهؤلاء عنصريون بيض وهذا إرهاب داخلي”.
أما الجمهوري أورين هاتش الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ على مدى 40 عاما فقد أشار إلى شقيقه الذي سقط قتيلا في الحرب العالمية الثانية وقال في تغريدة “لا بد أن نسمي الشر شرا. فشقيقي لم يمت وهو يحارب هتلر لكي ترتع الأفكار النازية هنا في الوطن دون أن يتصدى لها أحد”.
المراقبون للمشهد الامريكي لا يرون اي تناقض في سلوكيات ترامب ازاء ما جرى من اعمال عنف تورطت فيه جماعات عنصرية تؤمن بتفوق الجنس الابيض، فالجميع يعرف ان ترامب سعى لكسب تأييد القوميين والعنصريين البيض باعتبارهم جزءا رئيسيا في قاعدة ناخبيه، وهو ما يفسر الاعتداءات الدموية لهذه الجماعات ضد التظاهرات التي شاركت فيها جماعات مناوئة لترامب في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا.
تعاطف ترامب الواضح مع العنصريين ورفضه تحميلهم المسؤولية كاملة عن احداث العنف، دفع أحد مستشاريه، الى الاستقالة من منصبه احتجاجا على موجة العنف والعنصرية التي تجتاح امريكا في ظل رئاسة ترامب.
وقال بيان صادر عن رئيس مجلس إدارة، ومدير شركة “ميرك وشركاه” للأدوية، كينيث فريزر، نشره على حساب الشركة بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أستقيل من منصبي بصفتي رئيس لجنة المصنعين الأمريكيين”.
و”لجنة المصنعين الأمريكيين”، هي هيئة استشارية في البيت الأبيض، تُسدي النصح للرئيس الأمريكي حول أفضل سبل تطوير، وإنعاش الصناعات في البلاد.
وأضاف كينيث في بيان الاستقالة: “قوة بلادنا تنبع من تنوعها، والمساهمات التي قدمها رجال ونساء من مختلف الأديان، والأعراق، والميول الجنسية، والمعتقدات السياسية.
فشل ترامب في التعامل مع الأزمات الداخلية التي تشهدها امريكا مثل الجماعات العنصرية وقضية التدخل الروسي في انتخابات العام الماضي واضطراب الأوضاع في البيت الأبيض والخلافات في الكونجرس حول برنامجه السياسي المتعثر، بالاضافة الى فشله الذريع في التعامل مع القضايا الدولية كالموضوع الكوري الشمالي واتفاقية باريس للمناخ ومحاولة التملص من الاتفاق النووي مع ايران، فكل هذا الفشل الداخلي والخارجي كشف عن ضعف خطير في شخصية ترامب كرئيس لاكبر دولة في العالم، الامر الذي اثار العديد من علامات الاستفهام حول امكانية بقاء ترامب في البيت الابيض حتى نهاية ولايته.
المصىر/ شفقنا