تستضيف المنامة اليوم الاجتماع الثالث لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر للبحث في اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد قطر، لوقف سياستها في تمويل الإرهاب ودعمه في المنطقة. وقالت مصادر خليجية لـ «الحياة» أمس إن الاجتماع سيبحث في اتخاذ مزيد من العقوبات ضد قطر، ومن المتوقع فرض عقوبات تطاول الاقتصاد القطري في شكل تدريجي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وصل إلى المنامة أمس وكان في استقباله نظيره البحريني الشيخ خالد آل خليفة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن هذه الاجتماعات «تعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها وتأكيد مطالبها من قطر، وتقويم مستجدات الوضع ومدى التزام قطر التوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع».
وذكرت وكالة «أنباء البحرين» أمس، «أن الاجتماع الرباعي يأتي تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم في القاهرة في 5 تموز (يوليو) الجاري، ضمن التشاور المستمر والتنسيق المشترك حول الجهود الجارية لوقف دعم قطر التطرف والإرهاب، والكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتغيير سياساتها التي تدعم الإرهاب وزعزعة الأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين». وكانت قطر رفضت تحقيق الالتزامات التي سبق أن تعهدت بها، وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أخيراً أنه «لا تراجع عن المطالب». وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي لـ «الحياة»، أنه «لا يبدو أن هناك مؤشرات انفراج في الأزمة مع قطر، لا سيما مع التعنت الحاصل من الدوحة». وأضاف: «أتصور أن هناك مزيداً من الإجراءات لجعل الدوحة تفكر بجدية في التوقف عن سياستها الداعمة الإرهاب، وأشعر بأن الأزمة قد تطول لفترة أبعد مما نتصوره في ظل المكابرة القطرية، ولا أتصور أن تتراجع الدول الأربع، التي اتخذت قراراتها الحاسمة، والقافلة الخليجية ستسير إلى الأمام من دون قطر». إلى ذلك، أكد نائب مدير وكالة أجهزة الاستخبارات الأميركية السابق مايكل موريل «دعم قطر الصريح والواضح حركات صنفتها الولايات المتحدة بأنها إرهابية مثل حماس والإخوان وجبهة النصرة في سورية»، مشيراً إلى أن قطر «تلعب لعبة كبيرة في المنطقة».
ورأى مايكل في برنامج حواري على قناة «بي بي أس» الأميركية، أن لدى الدوحة ثروات هائلة، «وترغب في أن تلعب دوراً أكبر في المنطقة، والحصول على سياسة خارجية تجيّرها لخدمة مصالحها».
وشدد على أن الدوحة «دعمت مجموعات إرهابية بالمال والسلاح بما في ذلك جبهة النصرة، التي أعلنتها الولايات المتحدة مجموعة إرهابية دولية في سورية».
ولفت أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبدالخالق عبدالله، إلى أن اجتماع المنامة «سيؤكد ضرورة تنفيذ قطر المطالب الـ١٣ تنفيذاً حرفياً والتزامها المبادئ الستة قولاً وفعلاً وبضمان أميركي ودولي».
وقال عبدالخالق لـ «الحياة» أمس: «مقاطعة قطر ستدخل شهرها الثاني ولا أعتقد أن هناك نية في مزيد من التصعيد»، مضيفاً: «لذلك الوضع سيستمر على ما هو عليه لشهور مقبلة، فليس في الأفق ما يوحي بتراجع في عناد قطر التي أخذت تتكيف مع العزلة، ولا يوجد أي مؤشرات الى تراجع الموقف الحازم للدول الأربع التي ستضع الأزمة على نار هادئة».
وفي شأن آخر، أوصدت السلطات القطرية أمس الباب أمام مواطنيها الراغبين في أداء مناسك الحج.
وأوضح الموقع الإلكتروني لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف - المعنية بشؤون الحج والعمرة - أن التسجيل للحجاج القطريين الراغبين في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام أصبح مغلقاً.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت السعودية أخيراً، أنها لن تسمح للحجاج القطريين بالقدوم إلى السعودية عبر طائرات الخطوط القطرية، وأن بإمكانهم الوصول إليها من خلال أي شركة طيران أخرى.
وتستخدم الدوحة ملف الحجاج بالطريقة نفسها التي استخدمتها إيران العام الماضي، الأمر الذي سرعان ما عدلت عنه وفتحت الباب لمواطنيها لأداء نسكهم لموسم حج هذا العام، إذ التزمت بالشروط التي فرضتها السعودية لحفظ وسلامة أمن حجاج بيت الله الحرام.
انتهی/