ترامب والسعودية والدبلوماسية الإيرانية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۴۱۲
تأريخ النشر:  ۱۵:۰۴  - الاثنين  ۱۳  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۷ 
في لقاء خاص مع قناة “العالم” الاخبارية تناول المتحدث باسم الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي، جملة من القضايا الاقليمية والدولية المهمة، وفي مقدمتها “ظاهرة ترامب”، والعلاقة بين ايران والسعودية، كقضيتين مهمتين امام الدبلوماسية الايرانية.
 طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء قاسمي وفي معرض تحليله لمواقف وتصريحات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، الذي وصفه بـ”الظاهرة”، اشار الى الخصائص التي ميزت ترامب عن اقرانه السابقين، منها طرحه، اثناء حملته الانتخابية وبعد انتخابه، قضايا مثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي، واحتدام الإحتجاجات والتوتّرات والمشاكل داخل المجتمع الأميركي منذ الأيّام الأولي لتوليه مسؤولية رئاسة الجمهورية، وهو امر لم تشهده امريكا خلال العقود المنصرمة.
مواقف وتصريحات ترامب التي لا تخلو من غرابة، توحي وكأن الرجل لم يبدأ عمله بشكل جدي حتى اللحظة، فالتصريحات الانفعالية التي يدلي بها والقرارات المتسرعة التي يتخذها ازاء اخطر واكثر القضايا حساسية في العالم، والتي عادة ما يتراجع عنها لاحقا،  تشعرك بانه مازال يعيش اجواء المعارك والمنافسات الانتخابية، لذلك من الصعب، حتى هذه اللحظة، الحصول على تقييم دقيق وجدي عنه، وعن الطريق الذي سيسلكه في نهاية الأمر ازاء تلك القضايا، بوصفه رئيسا لامريكا، وليس مرشحا رئاسيا.
الدبلوماسية الايرانية مازالت تراقب قرارات وتصريحات ترامب عن كثب وبدقة، ورغم تشكيكها بامكانية تطبيق هذه القرارات وهذه التصريحات على الارض لغرابتها وآثرت التريث وعدم اصدار الاحكام، الا انها لم تغفل عن وضع كل السيناريوهات لمواجهة كل الاحتمالات مهما كانت ضئيلة.
الدبلوماسية الايرانية، ورغم تعاملها الذكي والمسؤول مع "ظاهرة ترامب”، الا انها لا ترى في مواقف الرئيس الامريكي الجديد خروجا عن السياسة العدائية المعروفة لامريكا ضد ايران، فهو يكرر مقولة من سبقوه الى البيت الابيض، ولكن بلغة سافرة عارية من اي نفاق!.
ايران ومن باب معرفتها العميقة بالسياسة الامريكية المعادية لتطلعات الشعب الايراني على مدى 38 عاما الماضية، تدرك جيدا ان امريكا عندما تهدد، هذا يعني ان هناك امرا ما يحول دون تنفيذ تهديداتها، والا فهي لن تتوانى لحظة واحدة عن تنفيذ اي امر مهما كان خطيرا، كاحتلال دول باكملها، عندما ترى بامكانها فعل ذلك، ولن تلجأ الى التهديد.
اما بشأن علاقة ايران مع السعودية، فاشار قاسمي الى وجود رغبة ايرانية في حل القضايا العالقة معها، الا انه ربط هذا الامر بوجود رغبة مماثلة لدى الطرف الاخر، فالعلاقة لا تقوم على رغبة طرف واحد، ولابد ان تشعر ايران بحاجة السعودية الى هذه العلاقة وان تبدي رغبة بشأنها وأن تعوّض الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي.
ان ما يحول دون اعلان السعودية عن رغبة حقيقية في اقامة علاقات طبيعية مع ايران، مرده عدم إلمامها بحقيقة الأوضاع في المنطقة والجمهورية الإسلامية في إيران، وعدم الالمام هذا نتيجة طبيعية لسياسة ربط مصير المنطقة والعلاقة بين دولها، بسياسات دول بعيدة من خارج المنطقة، لا ترغب في أن ترى الدول الإسلامية تنعم بعلاقات حسنة وسلمية فيما بينها، وتجد مصلحتها في خلق الازمات والصراعات والحروب بين هذه الدول.
السعودية وبدلا من تنظيم سياستها وفقاً لوقائع وحقائق المنطقة وإيران، ارتكبت أخطاء خلال العامين المنصرمين تسببت في ان تصل العلاقات بينها وبين ايران الى هذه النقطة، فهي مازالت تحاول عبر دفع الاموال الطائلة، القيام بأنشطة معادية لايران وخلق أعداء لها، وهي محاولات، ورغم كلفتها الباهظة على السعودية، الا ان تاثيرها لن يتجاوز المدى القصير وفي جوانب محدودة فقط.
أن السعودية، كما يرى قاسمي، لاتزال مبتلية بوهم، عرّضها لمشاكل، ولن يكون بمقدورها الاستمرار في هذا الطريق الباهظ الثمن، لذلك، كما يرى قاسمي ايضا، اذا ما اعتمدت السعودية سياسة بناءة ازاء ايران وخطت خطوة على هذا الطريق، فمن المؤكد أنها ستتلقى ردا ايجابيا من ايران.
ماجد حاتمي / شفقنا
رأیکم