حسين مرتضى: هذا ما كانت تسعى إليه "داعش" في مطار السين!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۲۴۷
تأريخ النشر:  ۱۵:۲۵  - الثلاثاء  ۰۷  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۷ 
سيطر الجيش السوري على عدد من النقاط شرق مطار السين بريف دمشق الشمالي، أبرزها نقاط منصور 1 ومنصور 2 والكتيبة الثالثة والكسارات الشرقية والغربية.
 طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- انطلق الجيش السوري وحلفاؤه من التصدي لهجمات المسلحين الى توسيع نطاق الحماية في محيط المطار على مسافة لا تقل عن ثلاثة كيلومترات في الجهة الجنوبية الشرقية والغربية.

ويشكل مطار السين عقدة أساسية في عمل القوى الجوّية السورية، وله أهمية خاصة وتأثير كبير على مسرح الأعمال القتالية في كافة المناطق السورية، وبالأخص باتجاه العدو الصهيوني، فمن المطار يمكن التحكم بطريق دير الزور- تدمر وحتى الحدود العراقية، وباتجاه منطقة التنف الحدودية مع  العراق وريف السويداء حتى الحدود الاردنية، وله مهام خاصة لأية مواجهة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وينفذ الجيش السوري وحلفاؤه في خططهم الدفاعية، تكيتكات مرنة وحيوية وملائمة لطبيعة الأرض والإمكانيات، بالإضافة الى استخدام أسلوب الكمائن الذي شهد تطوراً واضحاً في عمليات الاحتكاك المباشر مع المسلحين على الأرض، حيث يستفيد الجيش من قوات برية متواجدة في المطار بالإضافة الى الطائرات القاذفة وحوامات دعم ناري، في مختلف مراحل عملياته العسكرية.

ومن الجدير ذكره أنّ المساحة الجغرافية المفتوحة في محيط المطار تشكل عاملاً مساعداً لقوات الرصد والاستطلاع الا أنها تحمل في كنفها أيضًا معوقات نظراً لوجود تعرجات هضابية في المنطقة يستفيد منها المسلحون في التخفي، ما يستدعي تدخل الاستطلاع الجوي للتأثير الناري الفعال على المسلحين، وقد لوحظ نجاح ذلك في مناطق تل أصفر وتل دكوة.

كما تساهم القوى الجوية باستخدام التأثير الناري الفعال على العمق الاحتياطي اللوجستي لـ"داعش" في منطقة الطريق الواصل بين دمشق وبغداد، فيما يساهم الاستنزاف الناري لجموعات "داعش" عبر التأثير الناري والالتحام المباشر بين وحدات المشاة في الجيش ومسلحي "داعش" الى التقدم المتسلسل والتواصل المستمر رغم شروط الرؤية الصعبة، كون المنطقة تمر في حالات ضباب كثيف في ساعات الصباح الاولى.

ولرؤية أوسع لمعركة مطار السين في اطار المشهد العام، يبادرنا تساؤل لماذا مطار السين؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وبنظرة سريعة نكتشف ان جماعة "داعش" الإرهابية تحاول من خلال سيطرتها على مطار السين تحقيق هدفين أحدهما تكتيكي والثاني استراتيجي.
فالهدف التكتيكي من اخراج المطار من مسرح العمليات يأتي ضمن محاولة "داعش" إخراج قطاع هام من وحدات الجيش من المواجهة والسيطرة الجغرافية، ما يسمح لداعش أن تعزز الاتصال المكاني بين تدمر ودير الزور، وبمعنى أوسع شمال شرق وشرق سوريا، مع الحدود العراقية والأردنية، ويصبح حتى جنوب شرق سوريا خاليًا من قوة جوية ضاربة، وبالتالي تعزز الجماعة الإرهابية من قوة اشتباكها في ريف السويداء ودير الزور، على اعتبار تحول هذا الخط الممتد من دير الزور والرقة مروراً بالبادية السورية الى خط اشتباك واحد، وأن أي خرق لمطار السين يعني تهديد مطار الضمير والإحاطة العميقة بالقوات السورية في المنطقة الشرقية، وتعطيل التقدم باتجاه تدمر وحقول النفط في محيطها.
اما الهدف الاستراتيجي فيكمن في محاولة "داعش" الوصول الى القلمون الشرقي شرق سوريا، ومنه الى جرود القلمون الحدود اللبنانية والالتقاء بالخلايا الموجودة شمال لبنان للوصول الى البحر الابيض المتوسط، في إحياء لحلم قديم يراود تلك الجماعات وهو الوصول الى مياه البحر.

*حسين مرتضى - العهد
الكلمات الرئيسة
رأیکم