حذّر قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، من الخطة الأميركية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مهددًا بأنّه إذا نجح الأميركي في تمرير خطته، فإنّ اليمن "سيتدخل بالقوة العسكرية لمنعها، ويتحرك في سياق واجبه الجهادي، ولن يقف متفرجًا".
![](/files/ar/news/2025/2/13/235742_676.jpg)
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي خطاب نقلته قناة “المسيرة”، بشأن آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، أوضح السيد الحوثي أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، هي "مصادرة لحق تتفرع منه حقوق كثيرة".
وأعلن الحوثي أنّه "إذا اتجه الأميركي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ الخطة بالقوة أو اتفقوا مع الأنظمة العربية لتنفيذها سنتدخل حتى بالقوة العسكرية”، مؤكدًا “أننا سنتدخل بالقصف الصاروخي والمسيّرات والعمليات البحرية وغيرها إذا اتجه الأميركي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة”.
وأشار إلى أنّ ترامب "مجرم ومعتاد على إطلاق كلمات تشبه الترهات والتهريج"، و"خطته أشبه بنكتة وكلام ساذج من قبل رئيس دولة تقدم نفسها على أنّها بلد حضاري بعناوين زائفة".
وقال السيد الحوثي: إنّ "تكرار المجرم ترامب طرح موضوع التهجير للشعب الفلسطيني يُظهر إصراره على خطته الإجرامية التي تتنكر للحق والعدالة".
كما شدد على أن خطة ترامب "باطلة وظالمة"، فيما "هو يبدو جادًا في الترويج لها وممارسة الضغوط على بعض الدول العربية للقبول بها"، مردفًا: "لم نستغرب هذه الخطة من جانب الرئيس الأميركي الذي تعبّر سياساته عن الطغيان وعن تاريخه الإجرامي"، لافتًا إلى أنّ "لا حدود لأطماع الرئيس الأميركي الذي يؤمن بالمشروع الصهيوني العدواني الظالم، والذي يسعى لتحقيقه".
وقال ، إنّه “يمكن للأميركيين أن يقوموا بنقل اليهود الصهاينة إلى أمريكا وأن يعطوهم ولاية من ولاياتها، ففيها أراض شاسعة ومناطق لا تزال دون سكان”.ولفت إلى أنّ ترامب الذي "حمل في ولايته الأولى عنوان صفقة القرن، انتقل في ولايته الثانية إلى جريمة القرن"، إذ "يعمد عبر خطته إلى تحقيق ما عجز عن إنجازه العدوان "الإسرائيلي" على غزة، وهو تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وأكد السيد الحوثي أنّ الأميركي عندما يطرح مسألة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن الضفة الغربية، فهو "يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل".
ورأى أنّ خداع الأميركي "انكشف في كل مسار التسوية"، فالأميركيون أنفسهم "يتنكرون لكل الاتفاقيات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع العدو "الإسرائيلي" في مسألة "حل الدولتين"، بإشرافهم وتحت رعايتهم".
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الأميركي "لم يقدّر أو يراعِ حتى الدول العربية نفسها التي خذلت غزة خلال العدوان"، و"هو يدعم التوسع "الإسرائيلي" في السيطرة على بقية الأراضي العربية"، مشدّدًا على وجوب "أن يكون هناك وعي لما قبل وبعد الخطة التهجيرية التي هي جزء من المشروع الصهيوني الساعي للتوسع واستهداف المقدسات وفي مقدمها المسجد الأقصى، والتي يتوقف نجاحها على قبول العرب بها".
وأوضح السيد الحوثي أنّه "لا يمكن لخطة ترامب أن تنجح إلاّ بقبول العرب لها، ولا سيما من جانب الدول العربية المجاورة لفلسطين". وقال: إنّ "هناك مسؤولية كبيرة على الدول العربية التي أعلنت موقفًا واضحًا رافضاً لخطة ترامب، وهذا مهم، والأهم هو الثبات".
وأكّد السيد الحوثي أنّه "لا يجوز للعرب القبول بخطة ترامب، وإلاّ فإنّ ذلك سيكون شراكة في جريمة التهجير الفظيعة"، مبينًا أنّ "الأميركي يسعى للإيقاع بهم".
وشدّد السيد الحوثي على ضرورة "الاستفادة من الإجماع العربي والعالمي الرافض لخطة ترامب، عبر التوحد ورفض التحول إلى أدوات بيد الأميركي"، داعيًا إلى أن يتجه الجميع إلى مساندة الشعب الفلسطيني، وأن يكون موقف العرب ثابتًا برفض الخطة، وإلاّ ستكون خيانة كبرى. وبحسب السيد الحوثي، فإنّ "أي موافقة على خطة ترامب ستكون لها تبعات خطيرة في المنطقة".
وعن الموقف اليمني بشأن التهديدات بنكث اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة الحرب، أكّد السيد الحوثي أنّ موقف اليمن "ثابت ومبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيقف معه بكل ما أمكنه".
وأوضح أنّ "الإسرائيلي" "لم يلتزم حتى الآن بمتطلبات اتفاق وقف إطلاق النار عبر منعه إدخال المساعدات والمعدات اللازمة والخيام"، مشيرًا إلى أنّ ""إسرائيل" خرقت الاتفاق بتشجيع من ترامب المهرج الضامن المخادع الذي يتنكّر لكل الحقوق، والذي توعد المقاومة بالجحيم إذا لم تفرج عن الأسرى".
وأشار إلى وجوب الحذر من المساومة والمقايضة لأنّ الأميركي "قد يلجأ إلى التأجيل وليس الإلغاء"، متوجهًا إلى ترامب ردًا على تهديداته بالقول: "الجحيم هو لك وأمثالك من الطغاة والمجرمين والمستكبرين".
وإذ شدّد السيد الحوثي على وجوب أن "يكون هناك موقف عربي إسلامي قوي وصريح وواضح في مقابل لغة الطغيان"، فإنّه حذّر من أنّ المنطقة "قد تذهب إلى مشكلة كبيرة لأنّ العدو لا يمكن أن يحصل على أسراه عبر لغة العدوان والتهديد".
وفي هذا السياق، توعّد بأن يتجه اليمن "فورًا اتجاهًا عسكريًا عبر عملياته لاستهداف العدو "الإسرائيلي" والأميركي معًا في حال اتجه إلى العدوان على غزة السبت أو قبله أو بعده"، داعيًا القوات المسلحة اليمنية إلى الجاهزية الكاملة تحسبًا لأي عدوان أميركي.
وأردف بالقول: "لن نتردد في استهداف العدو "الإسرائيلي" والأميركي، وسنراقب مسار تنفيذ الاتفاق، وشعبنا سيوجّه من خلال تظاهرته المليونية غدًا رسالةً تحذيريةً لـ "الإسرائيلي" والأميركي من النكث بالاتفاق".
وختم السيد الحوثي خطابه بالتأكيد على أنّ اليمن "سيكون في رصد مستمر وتنسيق مستمر مع المجاهدين في فلسطين ومحور المقاومة"، متوجهًا إليهم بالقول: "لستم وحدكم، ونحن معكم وسنبقى معكم، حتى تحرير فلسطين وإسقاط الخطط الشيطانية الباطلة".
انتهى/