انتقد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في روسيا الاتحادية عدم اتخاذ المنظمات الدولية موقفا مناسبا بشأن اغتيال الشهيد هنية ووصف توجهات المحافل الدولية مثالا للنهج المزدوج تجاه قضية الارهاب.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- جاء ذلك في كلمة القاها السفير الايراني كاظم جلالي مساء الأربعاء في لقاء لتابين الشهيد هنية والأهداف والجوانب القانونية لاغتياله في مركز "القدس" في موسكو، والذي اقيم بحضور عدد من الخبراء وعلماء الدين المسلمين والمسيحيين.
*الأبعاد الدولية لاغتيال الشهيد هنية
وقال جلالي: اولا إن الكيان الصهيوني انتهك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية باغتيال الشهيد هنية. ثانياً، انتهك القواعد الدولية، وثالثاً، اغتال هنية حينما كان في مهمة دبلوماسية كضيف على حفل تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجديد.
وذكر: بالنسبة لنا نحن أتباع الديانات السماوية سواء المسيحية أو الإسلام أو الديانات الأخرى، فإن للضيف أهمية خاصة، وقد اغتال الصهاينة ضيفنا.
*لا يلتزم الكيان الصهيوني بأي اتفاق أو قاعدة دولية
وفي هذا اللقاء، ذكّر السفير الإيراني في موسكو أيضًا: بالإضافة إلى ذلك، كان الشهيد إسماعيل هنية في طليعة المفاوضات لحل أزمة غزة.
وأشار جلالي إلى كلام مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الكيان الصهيوني، وقال: لقد توقع الإمام الخميني في حينه أن الكيان الصهيوني ليس نظاما يمكن التفاوض معه، وأن هذا الكيان لا يلتزم بأي من الاتفاقيات والقواعد الدولية والأخلاق والإنسانية.
*المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الكيان الصهيوني
وتابع سفير إيران لدى روسيا: في الوقت الذي لا يلتزم فيه الكيان الصهيوني بأي قواعد، يمكن أن نرى أن المقاومة ليست الطريق الصحيح فحسب، بل هي أيضًا الطريق الوحيد لمواجهة الكيان الصهيوني من قبل الشعب الفلسطيني.
*القوى التي تدعم جرائم الكيان الصهيوني
وقال هذا الدبلوماسي الإيراني: بعض القوى العظمى، وتحديداً أمريكا وبريطانيا، دعمت جرائم الكيان الصهيوني وتركت عملياً أيدي الكيان مفتوحة لارتكاب أي نوع من الجرائم.
*نهضة الرأي العام العالمي وصمت المحافل الدولية تجاه ممارسات تل أبيب
وتابع جلالي: الجولة الأخيرة من جرائم الكيان الصهيوني تجري في غزة منذ 10 أشهر. من غير المعقول أنه في القرن الحادي والعشرين، وبينما يتم الادعاء بحقوق الإنسان وحتى حقوق الحيوان، يكون قطاع غزة هدفاً لأسوأ الجرائم.
وقال: من المثير للاهتمام أنه خلال الأشهر العشرة الماضية، كان الرأي العام العالمي ضد الكيان الصهيوني وداعميه، لكن الهياكل الدولية لم تتمكن من منع استمرار الجرائم من قبل تل أبيب.
وفي إشارة إلى استشهاد نحو 40 ألف شخص وفقد أكثر من 10 آلاف شخص نتيجة الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، بما في ذلك سكان قطاع غزة، قال سفير إيران في موسكو: إن أكثر المتضررين من هذه الهجمات كانوا الأطفال والنساء وكبار السن. وحتى الآن يعيش سكان هذه المنطقة ظروفا صعبة للغاية ولا يملكون ما يكفي من الامكانيات الأساسية من الغذاء والدواء، وحتى في بعض المناطق محرومون من مياه الشرب.
وأوضح: إذا لم تكن هذه الأفعال جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية، فما هو العنوان الذي يمكن اختياره لها، وهي حادثة تعتبر محرجة للإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
*تحظى الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بدعم الولايات المتحدة
وفي جانب آخر من كلمته قال جلالي: بالإضافة إلى هذه الجرائم في غزة فإن الكيان الإسرائيلي الغاشم الذي يقتل الأطفال يرتكب أعمالا إرهابية.
وقال: إن هذه الجرائم الإرهابية مدعومة من أمريكا ونعتقد أن واشنطن هي المذنب الرئيسي في هذه الجرائم.
واضاف السفير الإيراني في موسكو: البعض يريد تحليل ممارسات الكيان الصهيوني من دون أمريكا، وهذا خطأ.
وأشار كذلك إلى اغتيال القائد قاسم سليماني باعتباره أحد الأعمال الإرهابية التي قامت بها أمريكا، مذكرًا: رغم أن القائد سليماني اتخذ إجراءات كبيرة في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، إلا أن الأمريكيين اغتالوه في هجوم إرهابي.
*اغتيال هنية وقتل النساء والأطفال دليل على ضعف الكيان الصهيوني
وقال جلالي أيضًا: بالطبع نحن سعداء لأن الكيان الصهيوني اليوم ضعيف؛ إذا لم يكن هذا الكيان ضعيفا فلماذا يغتال إسماعيل هنية في طهران؟ إذا لم يكن الكيان ضعيفا، فلماذا يقتل النساء والأطفال؟.
واشاد بأهل غزة لمقاومتهم وصمودهم، وقال: إن الرصيد الثمين لأهل هذه الأرض الصغيرة (غزة)، الذين ليس لديهم ما يكفي من الغذاء والدواء، هو إيمانهم وأنهم أدركوا أن عليهم أن يقفوا ضد العدو المحتل، ويكافحوا ضده.
واعتبر سفير إيران لدى روسيا استشهاد ابناء الشعب الفلسطيني المظلوم وشخصيات مثل إسماعيل هنية أساسًا للمزيد من صحوة العالم وقال: اليوم الشعب الفلسطيني فخور في العالم ويجب ان ناسف لحال البشرية التي تعاني من وجود ذئاب مثل الصهاينة.
واعتبر جلالي وضع جبهة الحق بانه جيد وقال ان عقد هذا اللقاء حول هذا الحادث المأساوي بحضور علماء دين مسلمين ومسيحيين، وحقيقة أننا متحدون معًا، مؤشر على أن جبهة الحق هي المنتصرة، والشعب الفلسطيني منتصر، وسيبقى الشعب الفلسطيني، وسيكون مآل الصهاينة وحماتهم الهزيمة والهوان.
انتهى/