ازدواجية بايدن تجاه الاتفاق النووي مع ايران ... خلفيات واهداف

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۶۳۵۳
تأريخ النشر:  ۱۶:۵۹  - الخميس  ۲۲  ‫دیسمبر‬  ۲۰۲۲ 
انتشر مؤخرا شريط فيديو للرئيس الاميركي جو بايدن يتكلم خلاله بايدن عن موت الاتفاق النووي ولكنه في نفس الوقت يشير بأن ادارته ولاسباب عديدة لا ترغب في الاعلان عن ذلك.

ازدواجية بايدن تجاه الاتفاق النووي مع ايران ... خلفيات واهداف

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي هذه الاجواء يتبادر الى الذهن سؤال حول اسباب هذه الازدواجية الاميركية وموقف بايدن من الاتفاق النووي ، وهنا يمكن الاشارة الى 3 اسباب رئيسية:

 1- بايدن يريد التنصل من مسؤولية فشل المفاوضات النووية مع ايران

يبدو ان من اهم الاسباب التي تمنع بايدن من اعلان موت الاتفاق النووي هو عدم رغبته في ان يكون هو المسؤول عن الفشل في المفاوضات النووية، وهنا يجب ان لا ننسى بأن من اهم الوعود الانتخابية لبايدن اثناء حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2020 كان عزمه على احياء الاتفاق النووي، وهو الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بشكل احادي وغير قانوني، ومن ثم وضع حظرا كبيرا ومتعدد الجوانب في اطار الضغوط القصوى على ايران ، والان اذا اراد بايدن اعلان موت الاتفاق النووي والمفاوضات فانه بذلك يعترف علنا بفشله وفشل ادارته ويمكن ان يتسبب ذلك باضرار للسمعة والمكانة السياسية لحزبه ونفسه.

 2-  بايدن والهروب الى الامام

ان من القضايا الاخرى التي يحتمل ان تمنع بايدن من اعلان موت الاتفاق النووي وفشل مفاوضات احيائه ، هو ان بايدن وادارته في الحقيقة يرغبون بشدة في التوصل الى اتفاق مع ايران ، لكن نظرا للاحداث الاخيرة التي وقعت في ايران فان الاميركيين يطمعون في انتزاع النقاط والامتيازات من ايران ويجبرون ايران على التنازل ومنح امتيازات وعدم المطالبة بمنحها امتيازات.

3- ادارة بايدن وحبها لالقاء اللوم على الآخرين

يجب القول ان بايدن ومسؤولي ادارته الامنيين والسياسيين امثال روبرت مالي وجون كيربي يواصلون التصريح والايحاء بأن ايران هي الجهة التي تعتبر مسؤولة عن عدم التوصل الى اتفاق في المفاوضات ، لكن هذا خطأ مبدئي يرتكبه هؤلاء هو خطأ يسمى في السياسية بخطأ القاء اللوم على الآخرين. وفي حال ارتكاب مثل هذا الخطأ يتبادر الى اذهان الجميع ان ما تفعله ايران ليس فعلا بل ردة فعل وان اميركا هي الجهة التي انسحبت في الاساس من الاتفاق النووي ولولا ذلك الانسحاب والتماشي الاوروبي الخاطئ معه لما اوصلت ايران مستوى تخصييب اليورانيوم لديها الى اكثر من 60 بالمئة ولما حدث مثل هذا التحدي والتوترات في علاقات ايران والغرب.

ولذلك ينبغي على امثال روبرت مالي ان ينتبهوا بان من خان الاتفاق النووي في الاساس هي الادارة الاميركية بدلا من القول بأن ايران ادارت ظهرها مرارا وتكرارا لحصول الاتفاق ، وان ما قامت به ايران هي ردة فعل على ما قامت به اميركا وان السياسات التي تتخذها ايران الان هي في الاساس اجراءات تتناسب مع الاجراءات الاميركية، وان عدم وثوق ايران بالوعود الاميركية الجديدة في اطار اتفاق جديد ليس شيئا عجيبا على الاطلاق .

يقول مثل شهير بانه من الخطأ تجريب المجرب ، وان امتناع الاميركيين عن تقديم الضمانات اللازمة لايران في المفاوضات النووية التي جرت في فيينا لهو دليل واضح على عدم امكانية الوثوق بالاميركيين وضرورة اخذ الحيطة والحظر في مواجهة هؤلاء وهذه هي العقلانية بذاتها.

المصدر: فارس

رأیکم