وأضاف سوليفان أنّه "في الوقت الذي يكون الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمراً بالغ الأهمية، سيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة".
وتابع: "ساعد عمل الرئيس هنا في البلاد، ومع الحلفاء في جميع أنحاء العالم، في خفض أسعار الغاز في الولايات المتحدة، فمنذ بداية الصيف، انخفضت أسعار الوقود بمقدار 1.20 دولار، ومعدل الأسعار في محطات الوقود اليوم هو 3.29 دولارات للغالون".
واعتبر البيت الأبيض أن قرار "أوبك +"، بخفض إنتاج النفط والذي من المرجح أن يرفع الأسعار في الدول الغربية، يظهر أن التحالف "منحاز" إلى روسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إنه "من الواضح أن أوبك+ تنحاز إلى روسيا بإعلان اليوم".
سوليفان: بايدن سيواصل توجيه إصدارات احتياطي البترول الاستراتيجي
وأشار سوليفان إلى أنّ "وزارة الطاقة، ستطلق بتوجيهٍ من الرئيس، 10 ملايين برميل إضافية من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي إلى السوق الشهر المقبل، استمراراً للإطلاقات التاريخية التي أمر بها الرئيس في آذار/مارس الماضي".
وأكّد سوليفان أنّ بايدن "سيواصل توجيه إصدارات احتياطي البترول الاستراتيجي حسب الاقتضاء لحماية المستهلكين الأميركيين وتعزيز أمن الطاقة، وهو يوجه وزير الطاقة لاستكشاف أي إجراءات مسؤولة إضافية لمواصلة زيادة الإنتاج المحلي في المدى القريب".
وبحسب سوليفان، فإنّ الرئيس بايدن دعا شركات الطاقة الأميركية إلى "الاستمرار في خفض أسعار الوقود من خلال سد الفجوة الكبيرة تاريخياً بين أسعار الوقود بالجملة والتجزئة، بما يكلّف المستهلك الأميركي أسعاراً أقل في محطات الوقود".
وأضاف: "في ضوء قرار اليوم، ستتشاور إدارة بايدن أيضاً مع الكونغرس بشأن أدوات وسلطات إضافية لتقليص سيطرة أوبك على أسعار الطاقة"، مشيراً إلى أنّ "إعلان اليوم من أوبك+ يُعدّ بمنزلة تذكير بأهمية تقليل الولايات المتحدة من اعتمادها على المصادر الأجنبية للوقود الأحفوري".
وأوضح سوليفان أنّه "ومع إقرار قانون الحد من التضخم، تستعد الولايات المتحدة الآن للقيام بأكبر استثمار على الإطلاق في تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة بموازاة زيادة أمن الطاقة، من خلال زيادة الاعتماد على تقنيات الطاقة والطاقة النظيفة التي تصنع وتنتج في أميركا".
وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية ذكرت، أمس الثلاثاء، نقلاً عن وثيقة للبيت الأبيض، أنّ "الولايات المتحدة قلقة من أن قرار "أوبك" المحتمل بخفض إنتاج النفط قد يسبّب أزمات رئيسية للبلاد، ويمكن اعتباره "عملاً عدائياً".
وجاء في تقرير للشبكة الأميركية أنّ البيت الأبيض "يحذر من أنّ اجتماع "أوبك+" قد يتسبّب في أضرار كبيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وأنّ قرار خفض إنتاج النفط سيكون بمنزلة "كارثة كاملة" للبلاد.
السعودية: خفض إنتاج النفط ليس تحركاً عدوانياً
وفي السياق، أكّد وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، أنّ قرار مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل يومياً "ليس تحركاً عدوانياً ولا يستهدف الإضرار بأحد".
وقال بن سلمان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+"، رداً على سؤال عن سبب اتخاذ المجموعة قرارات لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا: "هذا سؤال مستفز في الواقع. هذا ليس تصرفاً عدوانياً. أظهروا لنا أي قرار اتخذناه يثبت ذلك".
وأضاف: "مستوى انعدام اليقين الذي نواجهه اليوم هو أبعد مما توقعنا، وأتحدى أي شخص بأن يقول إننا مررنا بأي وضع شبيه بالوضع الحالي... يجب أن نكون استباقيين بدلاً من أن نعتمد فقط على رد الفعل".
روسيا: قرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط غير مسبوق
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم الأربعاء، أن قرار تحالف "أوبك+" بخفض إنتاج النفط في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بمقدار مليوني برميل يومياً "يعد قراراً غير مسبوق"، مشيراً إلى أن سبب اتخاذ قرار كهذا "هو ضرورة توازن السوق قبل فصل الشتاء".
وقال نوفاك لقناة "روسيا 24": "كان هناك قراران مهمان اليوم، أود أن أقول إنهما قراران تاريخيان. القرار الأول هو خفض الحصص بمقدار 2 مليون برميل يومياً في المجموع من قبل جميع دول تحالف أوبك+. هذا قرار غير مسبوق بالفعل، لأننا لم نتخذه منذ فترة طويلة، آخر مرة كانت منذ عامين ونصف العام".
وأوضح نوفاك قائلاً: "هذا القرار يتعلق في المقام الأول بتحقيق توازن السوق، التي تدخل منطقة من الاضطراب وعدم اليقين، خاصة في فترة الخريف والشتاء، عندما ينخفض الطلب ويحتاج العرض إلى تعديل".
وانتقد نوفاك وضع أي سقف لأسعار النفط الروسي، معتبراً أن هذا الأمر "ينتهك آليات السوق" وقد يكون له "تأثير ضار جدا" على الصناعة العالمية.
وإذ أشار الى أن توجه الاتحاد الأوروبي لاتخاذ هذا الإجراء قد يؤدي إلى "نقص في النفط"، حذر المسؤول الروسي مجدداً من أن الشركات الروسية "لن تزود الدول التي تستخدم هذه الأداة بالنفط".
انتهی/