إيران تدعم اللاجئين الأجانب رغم القيود والحظر المفروض علی البلاد

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۴۶۵۷
تأريخ النشر:  ۱۵:۵۹  - الأَحَد  ۱۹  ‫یونیه‬  ۲۰۲۲ 
تحتضن إيران بسخاء الملايين من رعايا الدول الأخرى ومنها أفغانستان رغم جميع المشاکل الاقتصادية والاجتماعية العديدة التي تعاني منها البلاد بسبب الحرب المفروضة على البلاد من قبل نظام صدام(1980-1988)، والحظر الجائر والتدابير القسرية الأحادية ضدها من قبل الدول الغربية.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقامت الجمهورية الاسلامية الايرانية باعتبارها الداعم الرئيسي للاجئين والمشردين، بتقديم خدماتها دون مقابل منذ اكثر من 4 عقود من الزمن الى هؤلاء اللاجئين؛ وذلك رغم الحظر المفروض عليها وتداعياته في ظل تفشي جائحة كورونا.

ووفرت ایران خدمات قيمة في شتى مجالات التعليم والصحة والعلاج والعمل والتعليم، والظروف المعيشية المناسبة لجميع المشردين واللاجئين على اراضيها.

وعانت أفغانستان، البلد الجبلي الوعر الذي يفتقر إلى منفذ للبحر، لعقود من الحروب والاضطرابات، أدت الى تدمير اقتصادها وبنيتها التحتية بشكل كامل تقريبا، وأصبح العديد من سكانها لاجئين في دول أخرى.

وكان الغزو العسكري الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001، قد أطاح بحكم حركة طالبان، الذي فرض على الأفغان نمطا متشددا من الإسلام، منذ استيلاء الحركة على الحكم بعد الحرب الأهلية التي أعقبت طرد القوات السوفييتية، التي غزت بدورها أفغانستان في عام 1979.

ولم تفلح الحكومة المعترف بها دوليا، والتي شكلت عقب سن دستور جديد للبلاد في عام 2004، في بسط سيطرتها خارج العاصمة كابول وفي توطيد الوحدة الوطنية.

وعادت حركة طالبان بقوة إلى الساحة الأفغانية مؤخرا، ومع بدء الولايات المتحدة تنفيذ قرار سحب قواتها من أفغانستان بعد نحو عشرين عاما من دخولها، تمكنت الحركة من فرض سيطرتها تدريجيا على البلاد حتى وصلت العاصمة كابول وسيطرت عليها.

وزاد تدفق اللاجئين الأفغان إلى دول أخرى، وخاصة إيران، بسبب تصاعد الاضطرابات وانعدام الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي في هذا البلد.

إيران تدعم اللاجئين الأجانب رغم القيود والحظر المفروض علی البلاد

واستقبلت إيران اللاجئين الأفغان منذ السنوات الأولى للثورة الإسلامية، وتستضيف اليوم أكثر من اربعة ملايين لاجئ من جارتها الشرقية، وقد بذلت قصارى جهدها لتلبية احتياجات طالبي اللجوء، في مختلف المجالات ومنها الإسكان والتوظيف والصحة والتعليم.

وتشکل القيود الناجمة عن فرض الحظر على ايران، عائقًا رئيسيًا يحول دون تلقي المساعدات الإنسانية. كما تسهم هذه القيود في إبطاء عملية تقديم المساعدات للمهاجرين واللاجئين.

وواجهت ایران حربا مفروضة عليها على مدى 8 اعوام. منذ ذلك الحين لغاية الان، مازالت تواجه مختلف انواع العداء ومنها الاجراءات القسرية والحظر الاحادي في حين تستضيف ملايين اللاجئين والمهاجرين والمشردين وكذلك الرعايا الاجانب الداخلين اليها بصورة غير شرعية. وبعد التحديات الاخيرة في افغانستان، واجهت موجة جديدة من النازحين، ولكن يبدو ان بعض الدول ومن خلال ازدواجية المعايير في التعاطي تعرفه ايران بطبيعة الحال قد اغلقت عينيها عن الحقائق.

في مثل هذه الظروف، تجاهلت، المؤسسات الدولية المسؤولة عن توفير الحماية والمساعدة والخدمات لطالبي اللجوء، الخدمات التي تقدمها إيران لهؤلاء اللاجئين ومساعدات المؤسسات تقتصر على تقديم الحد الأدنى من حزم الدعم المالي ویواجه بلادنا تحدياتها الخاصة في هذا المجال.

ويعتقد الخبراء أن الأزمة الأفغانية أصبحت منسية اليوم بسبب الحرب في أوكرانيا ويواجه اللاجئون الأفغان، وخاصة في الدول الأوروبية ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ التي ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ویتعرضون لعنف واسع النطاق وللمضايقات في هذه الدول.

وأصبحت إيران واحدة من الدول التي تستضيف العديد من المهاجرين واللاجئين بسبب قواسمها الدينية والثقافية المشتركة مع جيرانها وكذلك لوجود فرص مناسبة للعيش داخل البلاد.

إيران تدعم اللاجئين الأجانب رغم القيود والحظر المفروض علی البلاد

ووفرت وزارة التربية والتعليم فرصًا تعليمية للطلاب الأجانب عن طريق إزالة القيود في المدارس الإيرانية خاصة للتلاميذ الأفغان في عام 2014  بعد تأكيد قائد الثورة الاسلامية على تنفيذ  هذا الامر.

واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية على تسجيل الطلاب الاجانب خاصة الافغان في المدارس الايرانية للحيلولة دون ممارسة السلوك الشخصي في المدارس وقال : يجب الا يمنع اي طفل افغاني واو لاجئ دخل الاراضي الايرانية بشكل غير شرعي من الدراسة كما يجب ان يكون التسجيل متوفرا لهم جميعًا في المدارس الإيرانية.

واعتبر وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، خلال استقباله المفوض السامي لمنظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بطهران  المساعدات التي تقدمها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون للاجئين للاجئين الافغان بانها ضئيلة تجاه اجراءات ايران ومساعدتها التي تقدمها لهم، مؤكدا ضرورة ان تضطلع الدول الاوروبية بمسؤولياتها في هذا المجال، داعيا المجتمع العالمي لبذل اهتمام خاص بالاوضاع المعيشية للشعب الافغاني.

ولفت امير عبداللهيان الى ان أكثر من 520 الف تلميذ اجنبي يدرسون مجاناً في مدارس الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما يتم الاهتمام والمبادرة لتطعيم اللاجئين الافغان بموازاة المواطنين الايرانيين، مضيفا: ان ايران غير قادرة على تقديم الخدمات بما يفوق الحد الراهن للاجئين الجدد وعلى المجتمع العالمي بذل اهتمام خاص بالاوضاع المعيشية للشعب الافغاني.

واعتبر خدمات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بانها جديرة بالتقدير الا انها غير كافية ابدا في ضوء الحجم الكبير لازمة النازحين وقال: ان ازمة تدفق النازحين الافغان نحو حدود الدول الجارة متصاعدة بشكل كبير وان حجم المساعدات الدولية ضئيل جدا.  

ودعا مفوضية شؤون اللاجئين الى تعزيز نشاطاتها والقيام بعمليات الاغاثة وتقديم المساعدات داخل افغانستان أكثر مما مضى والعمل على خفض نزوح المواطنين الافغان الى البلدان الاخرى.

واكد على ضرورة ان تضطلع الدول الاوروبية بمسؤولياتها وتؤدي دورها تجاه اللاجئين الافغان وقال: إنه فيما يتحول نزوح عدّة آلاف لاجئ انتشروا على حدود اوروبا الى أزمة لا يمكن التوقّع من ايران تقديم المساعدات على الدوام والاكتفاء بالمجاملات.

بدوره، اشاد المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال اللقاء بجهود بلادنا في استضافة اللاجئين الجدد القادمين من افغانستان.

كما اشاد غراندي باهتمام ایران بالاوضاع الصحية وتطعيم اللاجئين الافغان المقيمين في البلاد واستضافة اللاجئين الجدد الذين يتوافدون يومياً على المناطق الحدودية الايرانية.

ووصف استضافة الجمهورية الاسلامية الايرانية لهؤلاء اللاجئين القادمين من الاراضي الافغانية بالعمل الانساني الذي يحظى الاهمية.

واوضح بان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تتابع القيام بعمليات تعزيز نشاطاتها ورفع قدراتها المادية داخل افغانستان.

إيران تدعم اللاجئين الأجانب رغم القيود والحظر المفروض علی البلاد

وقد انتقد مساعد وزير الداخلية الإيراني مجيد ميراحمدي،  تقاعس الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية عن دعم إيران في إيواء اللاجئين الأفغان. بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان، قائلا إنه ما يزيد عن 5 ملايين أفغان يعيشون في مخيمات اللاجئين في إيران.

وقال مير أحمدي إن ایران قامت بإيواء هؤلاء اللاجئين في عمل إنساني وعلى عكس العديد من الدول المتشدقة عن حقوق الإنسان، مضيفًا بالقول إن اللاجئين الأفغان مثل المواطنين الإيرانيين يتمتعون بالإمكانيات والسلع المدعومة.

وأضاف أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دفعت أقل من واحد بالألف من التكلفة التي تكبدتها إيران للاجئين الأفغان في حين أن بعض الدول لديها عدد أقل من اللاجئين إلا أنها تتسلم أكبر تمويل من هذه المؤسسات.

واعتبر مير أحمدي وضع أفغانستان الراهن بأنه نتيجة للإجراءات الأمريكية، مصرحاً بالقول إن الأمريكيين هم مصدر انعدام الأمن والوضع المأساوي في أفغانستان ولم تكن تحدث الظروف الراهنة في هذا البلد لو لم تكن الإرادة الأمريكية.

كما قال المدير العام للشؤون الخارجية والمغتربين بوزارة الداخلية "مهدي محمودي" : ان المنظمات الدولية والدول المانحة لا تغطي سوى 5بالمائة من تكاليف واحتياجات اللاجئين في ايران، محذرا ان ایران لم تعد تستقبل المزيد من اللاجئين إذا استمر الوضع الراهن.

وتابع ان ایران تتحمل تكاليف باهظة لمنع اللاجئین من دخول دول أخرى، معربا عن اسفه لعدم تقديم التعاون والدعم اللازمين لإيران من قبل المنظمات الدولية حتى الآن.

يذکر ان عدم الاستقرار في أفغانستان هو ثمار تواجد بعض الدول في هذا البلد بذريعة محاربة الإرهاب، وأن احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان الذي دام 20 عاما ادى إلى تدمير البنى التحتية وهجرة الادمغة ونزوح ملايين اللاجئين الأفغان.

إيران تدعم اللاجئين الأجانب رغم القيود والحظر المفروض علی البلاد

یذکر أنه نظرا للتطورات الأخيرة في أفغانستان وإمكانية تدفق المزيد من اللجئين الافغان نحو البلاد، فإن الجمهورية الاسلامية تتوقع (من المنظمات الدولية) أن تأخذ هذه القضية على محمل الجد، وتكثف الجهود من اجل توفير الموارد المالية وكامل الدعم لهؤلاء النازحين.

وتحث ايران المجتمع الدولي والمفوضية السامية على المساعدة واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء التقسيم الجائر للمسؤولیة للحيلولة دون وقوع مزید من  المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة لدول مثل إيران التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين، مؤکدة على الدور المناسب والعادل لهذا البلد في المسؤولية الدولية.

وتدعو إلى الالتزام المتبادل بين مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي بتقديم دعم كاف للبلد مقابل دعمه المستمر للاجئين. کما تدعو الی ضرورة وجود خطة واضحة ومقننة للتسوية الدائمة لهذه القضية.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم