واشنطن: اقتربنا من التوصل لاتفاق في مفاوضات فيينا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۳۴۰۳
تأريخ النشر:  ۱۳:۱۳  - الخميس  ۲۴  ‫فبرایر‬  ۲۰۲۲ 
أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، يوم الأربعاء، أنّه تحقق تقدم ملحوظ بشأن مفاوضات فيينا، مضيفة: إننا قريبون من التوصل لاتفاق.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأشارت ساكي إلى أن هناك العديد من القضايا الصعبة التي لم يتم حلها والوقت ضيق للوصول إلى اتفاق على ضوء تقدم البرنامج النووي الإيراني.
وأكدت أن بلادها اقتربت من التوصل لاتفاق، و"لكن هناك الكثير من الأمور التي ينبغي حلّها"، معتبرةً أنّه "إذا أبدت إيران جدية، فإننا سنقابلها بالعودة إلى الامتثال لخطة العمل المشتركة خلال أيام".
ولفتت ساكي إلى أن "أصعب المفاوضات هي التي تتعلق بآخر الجوانب من الاتفاق".
وفي وقت سابق من يوم الاربعاء، أشار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى أن قضايا قليلة لكنها مهمة جداً ما زالت باقية في مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة "4+1"، مؤكداً: "لن نعبر من خطوط إيران الحمر في المفاوضات مهما كانت الظروف".
ويؤكد المتابعون والخبراء لمفاوضات فيينا، بأن المسألة الأساسية العالقة في محادثات فيينا هي مسألة الضمانات، حيث تطلب طهران ضمانات بعدم تكرار خروج واشنطن من الاتفاق النووي.
في حين أن رئيس الوفد الصيني في مفاوضات فيينا، وانغ كوان بان، اعتبر أن التقدم في المفاوضات والأحكام السياسية تشير إلى أن وقت التوصل إلى اتفاق قد حان.
وقال وانغ كوان بان: إنه بناء على القرارات والأحكام سياسية فإن وقت الاتفاق قد حان، معتبرا زيارة كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني القصيرة الى طهران بأنها مؤشر جيد على التقدم، ومؤملا أن يتم إحراز المزيد من التقدم عند عودته الى فيينا.
وكانت ايران قد توصلت الى اتفاق مع الدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) الى جانب أميركا والصين وروسيا في عام 2015 حول البرنامج النووي الايراني السلمي. وكان مقررا وفق هذا الاتفاق ان تتقبل ايران بعض القيود في أجزاء من برنامجها النووي، وفي المقابل يتم رفع حالات الحظر التي فرضت على طهران بذريعة برنامجها النووي.
لكن الادارة الاميركية في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، انسحبت من الاتفاق النووي في ايار/مايو 2018 واستأنفت فرض الحظر على الجمهورية الاسلامية الايرانية بل وشددت حالات الحظر واضافت حالات جديدة، وأمهلت طهران الاطراف المتبقية في الاتفاق النووي سنة كاملة من اجل فسح المجال للسبل الديمقراطية ولتعويض ايران عن المنافع المترتبة على الاتفاق النووي والتي حرمت منها بسبب الانسحاب الاميركي من الاتفاق، رغم التزام الجانب الايراني بكل ما تم الاتفاق عليه، وبعد مضي مهلة السنة، اتخذت طهران عدة خطوات لتخفيف التزاماتها بالاتفاق النووي، جعلت بعد كل خطوة مهلة للجهد الدبلوماسي لضمان حقوقها، بما فيها عدم الالتزام بسقف نسبة التخصيب وحجم اليورانيوم المخصب وعدد اجهزة الطرد المركزي، وبعد مجيء جو بايدن الى رئاسة الادارة الاميركية انطلقت مفاوضات في فيينا لعودة الطرفين الى الاتفاق النووي، فيما اشترطت ايران الغاء كل حالات الحظر لعودتها الى التزاماتها بالاتفاق. إضافة الى مطالبتها بضمانة خطية بعدم انسحاب أميركا من الاتفاق مثلما فعل ترامب.
وجرت حتى الآن 7 جولات من المحادثات النووية في فيينا بين ايران وسائر الاطراف المتبقية في الاتفاق النووية واميركا (اشترطت ايران ان تكون المفاوضات بينها وبين اميركا غير مباشرة). فيما تتحدث جميع الاطراف عن وجود تقدم ملموس في المحادثات الا ان هناك بعض القضايا العالقة.
وأحد مجالات الخلاف في هذه المحادثات هو اصرار اميركا على الابقاء على بعض حالات الحظر التي فرضتها ادارة ترامب على ايران بعد خروجها الاحادي من الاتفاق، اضافة الى ان ادارة بايدن اعلنت انها لا يمكنها تقديم اي ضمانة بشأن عدم خروج الادارات الاميركية اللاحقة من الاتفاق النووي، وهي الضمانة التي طالبت بها ايران، لمنع تكرار ما قام به ترامب من الخروج الاحادي من الاتفاق. ويضاف الى موارد الخلافات ما صرح به مسؤولو الادارة الاميركية من انهم يريدون تحويل العودة الى الاتفاق النووية "منصة" لمعالجة سائر الخلافات بما فيها موضوع القدرات الصاروخية الايرانية والقضايا الاقليمية.
وقد تم الاتفاق مؤخرا بين ايران واعضاء 4+1 على استئناف المحادثات النووية في فيينا بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتجري حاليا الجولة الثامنة لمفاوضات إلغاء الحظر عن ايران، وهي الجولة الاطول لحد الآن، وبعد استراحة 11 يوما وبعد عودة الوفد المفاوضة من عواصمها، استؤنفت هذه الجولة في 8 شباط/فبراير 2022. في حين قال المسؤولون الاميركان والاوروبيون ان بعض التقدم قد تحقق في المفاوضات لكنه لم يصل بعد الى حد يمكن معه الامل بالتوصل الى اتفاق.
وقبل ذلك قال دبلوماسيون اوروبيون ان القسم الاكبر من المحادثات في الايام الاخيرة قد ركّز على مطالب ايران بالحصول على ضمانات بشأن الثبات في الالتزام بالاتفاق النووي وعدم تكرار الانسحاب منه.
ومارست الجهات الغربية نوعا من الحرب النفسية مع ايران من خلال الحديث عن ضيق الوقت للتوصل الى اتفاق مع طهران، فيما يبدو ان الغربيين تقاسموا الادوار بينهما للعب دور الشرطي الصالح والشرطي السيئ مع ايران التي مازالت مصرة على مطالبها المشروعة وغير مكترثة لضغوط الغرب.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم