يتوجه الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى العاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة نظيره الروسي الرسمية، وهناك تكهنات بأن هذه الزيارة تعتبر محطة هامة في مسار توطيد العلاقات بين طهران وموسكو، فما هو هدف من توجيه الزيارة لرئيسي وفي هذا التوقيت بالذات؟
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- لم يمضي اكثر من 6 أشهر على استلام الحكومة الايرانية الجديدة زمام الأمور حتى بادر فلاديمير بوتين الى دعوة السيد ابراهيم رئيسي لزيارة روسيا التي تعتبر من أهم اصدقاء ايران على الساحة الدولية، وكان آخر زيارة لرئيس ايراني الى روسيا هي الزيارة التي قام بها حسن روحاني في شهر مارس 2017.
وحتى الآن لم يتم الاعلان عن الموعد الدقيق لزيارة رئيسي لكن المتحدث باسم كرملين قال ان الموعد الدقيق وأجندة هذه الزيارة سيعلن عنه قريبا.
وكان بوتين قد قال في مؤتمر صحفي عقده بعد محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني في موسكو يوم نهاية العام الميلادي المنصرم " آمل في ان يتقبل الرئيس الايراني دعوتي ويزور موسكو في بدية السنة الميلادية الحالية.
تصريحات مسؤولي البلدين
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي ان زيارة الرئيس الايراني الى روسيا تتخللها قائمة طويلة من الحوارات في خضم التغيير ومجيء الحكومة الجديدة في طهران، ان الأجندة الاقتصادية لهذه الزيارة واسعة جدا لكن مع وجود مشاريع مشتركة عديدة فان الخوض في التفاصيل يعتبر امرا ضروريا.
واضاف وزير الخارجية الروسي "رئيسا البلدان قد اجريا مكالمة هاتفية لكن التحدث وجها لوجه يعتبر خطوة بناءة بشكل اعمق وبكل تأكيد".
اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة فقد قال في هذا الصدد "ان زيارة رئيسي تأتي تلبة لدعوة نظيره الروسي وهي زيارة هامة يتخللها الحوار الموسع بين الرئيسين".
كما يعتقد السفير الايراني لدى موسكو كاظم جلالي ان هذه الزيارة "مفصلية" في تاريخ العلاقات الحديثة بين ايران وروسيا .
أجندة قمة كرملين
أوردت قناة Zvezda التابعة لوزارة الدفاع الروسية "ان ايران وروسيا تستعدان لابرام اتفاق تعاون استراتيجي يشكل التعاون العسكري أحد بنوده الرئيسية، ان ايران لديها قوات عسكرية قوامها 900 ألف عسكري وهذا الأمر يعني انها من أكبر جيوش العالم".
اما موقع الاذاعة والتلفزيون التركي TRT قد أورد خبرا على صفحته باللغة الانكليزية مفاده "ان طهران تتوقع شراء 24 مقاتلة سوخوي - 35 خلال هذه الزيارة" واضاف الموقع "ان القوات الجوية الايرانية اختارت 36 طيارا للتدريب على هذه المقاتلة، واذا أبرم الاتفاق بين طهران وموسكو في يناير فان الخطوات الاولية ستبدأ فورا".
ومن جانب آخر يعتبر "ازدياد التجارة" أحد أهم القضايا في هذه الزيارة، حيث يعتبر حجم التبادل التجاري بين ايران وروسيا أقل مما يطمح اليه البلدان.
المتحدث باسم الخارجية الايرانية "سعيد خطيب زادة" قال في هذا الصدد اليوم الأحد "ان قضايا عديدة في المجالات الثقافية والسياسية والتكنولوجية هي على جدول اعمال الزيارة".
وكان علي اكبر ولايتي وهو مستشار قائد الثورة الاسلامية ووزير الخارجية الاسبق في ايران قد قال ايضا في وقت سابق "ان التجارة النفطية بين ايران وروسيا يمكن ان تصل الى سقف 50 مليار دولار وان روسيا مستعدة للاستثمار في هذا المجال الى هذا الحد وهذا رقم كبير ويمكن بسهولة ان تحل روسيا محل الشركات الغربية التي غادرت ايران".
ويمكن القول بان "التوجه نحو الشرق" أصبح من اولويات السياسة الخارجية الايرانية وهناك عدد اكبر من المؤيدين لهذه السياسة عقب مجيء الحكومة الايرانية الجديدة وان طهران ومن اجل تنفيذ هذه الستراتيجية الكبرى تتطلع نحو مزيد من العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية القوية مع دول الجوار والقوى الكبرى في آسيا مثل الصين والهند وروسيا.
المصدر: فارس