وتابع: "نعظم عائلات الشهداء الصابرة والمحتسبة والثابتة في هذا الطريق الصعب منذ لحظة الاستشهاد وعلى طول الطريق، ولم نجد من عوائل الشهداء إلا كل ثبات واعتزاز وفخر وكل استعداد لتقديم المزيد من التضحيات".
وأردف سماحته قائلا: "عندما نتحدث عن انجازات الشهداء نتحدث عن انجازات ملموسة وليست ادعاءات ومن أهمها تحرير الأرض والأسرى والحماية والردع وهذا انجاز ما زال مستمرا".
وأضاف: "ببركة الدماء الزكية منعنا الحرب الأهلية في لبنان ومن جملة الإنجازات الحقيقية هو منع الإطباق الأميركي على لبنان ومنع الهيمنة الكاملة على البلاد ليكون في لبنان امكانية ان يكون دولة ذات سياسة واستقلال وحرية وهذا من انجازات الشهداء".
الكيان الصهيوني يعيش قلقا وجوديا بسبب قوة المقاومة
ولفت إلى أنه "أمام كل ما يجري في المنطقة تجدون أن العدو الاسرائيلي يعمل الف حساب للبنان وفي مواجهة المشروع الاميركي الذي استخدم المشروع التكفيري وانتصرنا في هذه المعركة".
وقال السيد إن: "زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق اعتراف عربي بهزيمة المشروع الذي أنفق فيه مئات مليارات الدولار العربية وهذه الزيارة اعلان الهزيمة".
ورأى سماحته أن "المناورات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة لانهم قلقون، لاول مرة في تاريخ الكيان منذ أكثر من 70 سنة هناك من يخاف من لبنان".
وأضاف: "مصطلح الجليل ومعركة الجليل اصبحت حاضرة وبقوة في الوجدان الإسرائيلي وفي الحسابات العسكرية لدى القيادات السياسية العسكرية ولذلك يشيدون الجدران ويقيمون مناورات شبه شهرية أو شبه فصلية ويضعون فرضيات وهي ان المقاومة في لبنان ستدخل إلى الجليل".
وأردف بالقول: "لو كان هذا مجرد كلام إعلامي لما يحتاج الإسرائيلي هذا الجهد الإنفاق والمناورات، هذا دليل على أن الإسرائيلي يثق جيدا بالمقاومة في لبنان وبصدق وعدها وبقدرة رجالاها وعلو شانها وأهمية عقولها الاستراتيجية ويتصرف على هذا الأساس ولا يستهين".
وأضاف سماحته:" القلق من لبنان من قوة المشاة هذه ان تدخل إلى الجليل وإلى الشمال وهذا ان حصل سيكون له تداعيات كبيرة على وجود الكيان الإسرائيلي والمسألة ليست مسألة آلاف الكيلومترات التي يمكن ان تحررها المقاومة،و القلق من صواريخ المقاومة الدقيقة لذلك فهم قلقون من الحرب مع لبنان".
واكد السيد نصرالله أن"الدول التي تطبع مع الكيان لن تستطيع ان تحمي لا احتلاله ولا اسواره ولا قلاعه من رجال المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة".
ولفت السيد نصرالله إلى أن"النفوذ الأميركي لا يزال موجودا في لبنان وما يريده الأميركي يتم الخضوع له أحيانا وأحيانا لا يتم الخضوع له".
وأضاف "نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من الهيمنة الأميركية ولا عن هيمنة أميركية كاملة، نتحدث عن نفوذ ما وعن هيمنة ما وما تزال موجودة في مستويات متعددة على المستوى الرسمي والمؤسسات والمستوى الشعبي".
وتابع "حتى الآن يمكن للبنان ان يقف على رجله ويرفض الإملاءات الأميركية في ترسيم الحدود البحرية، نتحدث هنا عن أمر سيادي".
وأكد سماحته أن "الدولة رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية في موضوع الترسيم، هم يضحكون على لبنان بتسوية ما يسمى خط هوف يعني أقل من الحد الأدنى الذي لا نقاش فيه بين اللبنانيين".
وأضاف"هناك أمثلة كثيرة تؤكد أن لبنان في دائرة الهيمنة والنفوذ المعينة هذه المعركة القائمة والتي لا نزال نخوضها والمعركة السيادية الحقيقة هنا".
وتابع "نحن في حزب الله نطمح ونتطلع إلى قيام دولة مركزية وعادلة لكل ابنائها يتساوى فيها مواطنوها ودولة ذات سيادة وحرية حقيقية".
وأكد أنه"من أبسط تجليات السيادة والإستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية".
الضغط السعودي على لبنان هو جزء من المعركة مع المقاومة اللبنانية
ورأى السيد نصرالله أن "ردة الفعل السعودي على تصريحات الاستاذ جورج قرداحي مبالغ فيها جدا جدا جدا وغير مفهوم ونفس هذه التصريحات بل ما هو أشد منها قاله مسؤولون في العالم العربي وقاله الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة ولم نر أي رد فعل بسيط من المملكة السعودية".
وأضاف "السعودية تقول إنها تحكم بالإسلام وملكها يقول إنه خادم الحرمين الشريفين، في كل السنوات قامت جهات وشخصيات وجمعيات بشتم رسول الله وقام رؤساء وحكومات تلك الدول بحماية هؤلاء وتبني ما فعلوا ولم نر شيئا من السعودية".
وتساءل السيد: "هل ما اعتبروه اساءة لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن النبي محمد (ص)؟".
ولفت إلى أنه "من المفترض أن المملكة العربية السعودية تقدم نفسها أنها صديق للشعب اللبناني ولأغلب اللبنانيين وهي مشكلتها مع حزب الله، هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟".
وأوضح أنه "رغم كل الشتائم إيران لم تسحب سفيرها من لبنان ولم تطرد السفير اللبناني من ايران".
وأكد السيد أن"حزب الله أيد موقف وزير الإعلام بأن لا يستقيل ورفضنا أن يقال".
واعتبر سماحته أن "أول الوهن استقالة الوزير شربل وهبة وخطوة الوزير بماذا قابلتها السعودية؟ لم تقابلها بشيء بل بمزيد من السلبية والمقاطعة وبمزيد من استهتار السفارة السعودية برئيس الحكومة ووزير الخارجية".
ورأى أن "الضغط السعودي هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان وليس مع حزب الله كحزب سياسي وبالتالي مع مشروع المقاومة في لبنان"،معتبرا ان"مطالب السعودية ومن خلفها لا تنتهي في لبنان".
وتابع "نحن نعرف الدور السعودي في حرب تموز والضغط السعودي على العدو الاسرائيلي لاستمرار الحرب".
وأكد السيد ان آل سعود "لديهم مشكلة مع حلفائهم لأنهم يريدون منهم أن يقاتلوا حزب الله وان يخوضوا حرباً اهلية في لبنان، وفي لبنان صنفان إما أنهم لا يريدون حرب أهلية أو أنهم غير قادرين أن يقوموا بحرب أهلية".
وقال: "السبهان كان يعمل على حرب أهلية في لبنان عام 2017 عندما اعتقلوا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري".
ادعاء هيمنة حزب الله على لبنان أكبر كذبة
وحول الكلام عن هيمنة حزب الله على لبنان، وصف السيد نصر الله هذا الادعاء بأنه أكبر كذبة، وقال: "الكل في لبنان يعرف أن حزب الله لا يهيمن على لبنان، وبالتوصيف الواقعي في لبنان نحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ولنا وجودنا في الحكومة وفي مجلس النواب ونحن أكبر حزب في لبنان على المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية".
وتابع "لدى غيرنا تأثير أكبر في الدولة وفي القضاء والجيش وفي الإدارة اللبنانية وآخرون تأثيرهم أكبر من تأثيرنا".
وأضاف "نحن وآخرون نطالب بإعادة العلاقات مع سوريا والتعاون والتنسيق مع سوريا ولمصلحة الزراعة والصناعة والتجارة في لبنان ولمصلحة الترانزيت والكهرباء في لبنان".
وأردف قائلا: "الدولة لا تقبل المشاريع الروسية والصينية والنفط الإيراني ومعامل الكهرباء الإيرانية، نحن نهيمن على الدولة! هذه أكبر كذبة في المنطقة".
واضاف"ايران التي تحتل لبنان لا تستطيع ادخال باخرة مازوت على لبنان! هذه حجة واهية ضعيفة".
وأكد سماحته أن "الذين قتلوا اخواننا في خلدة سيلاقون عقابهم والمشكل يبقى في حدود هذه الدائرة ونحن منفتحون على المعالجات الاخرى،وصدر قرار ظني وبعدها نذهب إلى المحاكمة وننتظر الأحكام ومنفتحون على المعالجة في خلدة وعلى المصالحة وعلى ايجاد حلول لاننا نريد لهذه المنطقة أن تهدأ وأن تستقر".
وأضاف " كل ما قيل عن مقايضة بين ملف الطيونة وقضية المرفأ غير صحيح وكل الدماء التي سقطت في الطيونة ومرفأ بيروت هي دماء طاهرة ومظلومة".
وأردف: "سنواصل العمل في القضيتين ولا أحد يفكر أنه في مكان ما يريد أن يميت قضية ليحيي أخرى، هذا التزام ايماني وشرعي واخلاقي من قبلنا".
انتهی/