روحاني: ليتخذ العالم الاسلامي تدابير للتحرر من هيمنة الدولار والنظام المالي الاميركي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۱۰۸۹
تأريخ النشر:  ۱۳:۳۹  - الخميس  ۱۹  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۹ 
اشار الرئيس الايراني حسن روحاني الى ان العالم الاسلامي يواجه تحديات جديدة على المستويات الوطنية والدولية، داعيا العالم الاسلامي الى اتخاذ تدابير للتحرر من هيمنة الدولار والنظام المالي الاميركي.

روحاني: ليتخذ العالم الاسلامي تدابير للتحرر من هيمنة الدولار والنظام المالي الاميركيطهران-وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - جاء ذلك في كلمة للرئيس روحاني خلال المراسم الافتتاحية للقمة الاسلامية المصغر "كولالمبور 2019" والتي جرت صباح اليوم الخميس بحضور رؤساء تركيا وقطر وماليزيا اضافة الى المئات من الشخصيات والنخب في الدول الاسلامية.  

واستعرض الرئيس الايراني اهم التحديات الجديدة امام العالم الاسلامي على المستويات الوطنية والدولية واعتبر التعاون والتعاطي بين الدول الاسلامية لتحويل العالم الاسلامي الى كتلة قوية وكبيرة على الصعيد الدولي مبدأ لا بديل عنه، مقترحا 3 مشاريع تنفيذية مهمة لتحقيق هذا الهدف.

واعتبر الرئيس روحاني اهم التحديات الجديدة التي تواجه العالم الاسلامي على المستويات الوطنية والدولية بانها تتمثل بـ "الثقافية والهوية" و"الامنية" و"عدم التنمية" و"الاقتصادية".

وقال بشان التحديات الثقافية وفي اطار الهوية، ان خطر إضعاف الهوية الوطنية والاسلامية وابتعاد جيل الشباب عن هويته وتغلب الثقافة الاجنبية تعد التهديد الاكثر جدية للعالم الاسلامي. فتقدم الغرب في تنمية التكنولوجيا الجديدة تحول الى نقطة قوتهم في فرض التيار الخبري والثقافة الاستهلاكية ونمط الحياة الغربية، لذا فان خارطة الطريق لنا لمواجهة هذا التحدي تتمثل ببذل الجهود المشتركة للتعويض عن التخلف في تكنولوجيا المعلومات والتحرك نحو شبكات الاتصال الوطنية والاقليمية وزيادة حصة الدول الاسلامية في الاقتصاد الرقمي.

وفيما يتعلق بالتحديات الامنية اعرب الرئيس روحاني عن اسفه لان العالم الاسلامي يعاني من معضلات وتهديدات من اقصى نقطة في الغرب بشمال افريقيا الى ابعد نقطة في شرق اسيا ، لافتا الى التهديدات اليومية المستمرة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والتي تحصد الضحايا يوميا وكذلك التهديدات العسكرية والسياسية والاقتصادية الاميركية ضد مجموعة من الدول الاسلامية.

واشار الى تهديدات الارهاب والتطرف الفكري في بعض المجتمعات الاسلامية والتي توفر الارضية للتدخلات الاجنبية فيها، معتبرا الحرب في سوريا واليمن والاضطرابات في العراق ولبنان وليبيا وافغانستان بانها نتيجة لتركيب التطرف الداخلي والتدخل الخارجي.

كما نوه الى ان ظواهر سلبية كضعف سيادة الدولة والفقر والبطالة والفساد والعنف والتطرف المتزايد والاستنزافي قد زعزعت الاستقرار والسيادة الوطنية في اجزاء من العالم الاسلامي.

وحول التحديات الاقتصادية اعتبر الرئيس روحاني الحظر الاقتصادي بانه تحول الى اهم اداة للهيمنة الاستكبارية واضاف، ان تداخل الانظمة الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية مع النظام الاقتصادي الاميركي واعتماد الدولار في الاقتصادات الوطنية والعالمية ، قد وفر للولايات المتحدة امكانية المضي بهيمنتها عبر "تهديدات الحظر" و"الارهاب الاقتصادي" وفرض مطالبها اللامشروعة على الدول الاخرى.

واكد بانه على العالم الاسلامي اتخاذ تدابير للتحرر من هيمنة الدولار والنظام المالي الاميركي واضاف، الحقيقة هي ان الدول الاسلامية مكملة احداها للاخرى من الناحية الاقتصادية وان امورا كايجاد آليات خاصة للتعاون البنكي والمالي بين الدول الاسلامية واستخدام العملة الوطنية في التجارة المتبادلة وعقد اتفاقيات التجارة التفضيلية في العالم الاسلامي والاستثمار في مجالات ذات مزايا نسبية وافكار من هذا القبيل، ينبغي ان تحظى باهتمام خبراء الاقتصاد في العالم الاسلامي.

واكد الرئيس روحاني بانه في حال الاعتماد على الطاقات والقدرات الذاتية في العالم الاسلامي يمكن التغلب على التحديات آنفة الذكر وتبديلها الى فرص للرقي والتقدم واعتبر الطاقات الرئيسية التي تشكل عناصر للقدرة في العالم الاسلامي بانها تتمثل في "دين الاسلام" و"الشعوب" و"العلم والتكنولوجيا" و"التعاون والتعاطي بين الدول الاسلامية".

 

*التجربة الناجحة للجمهورية الاسلامية الايرانية

ولفت الى التجرية الناجحة للجمهورية الاسلامية الايرانية التي واجهت خلال العقود الاربعة الماضية مختلف انواع التهديدات والدسائس الا انها خرجت من كل تهديد وتحد اقوى مما مضى بحيث اصبحت الان انموذجا للصمود والثبات.

واشار الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تخطت بعد انتصار الثورة الاسلامية 3 قضايا خطيرة وهي "الارهاب" و"الحرب" و"الحظر" وقال، يمكن القول بضرس قاطع بان اكثر الكفاح واكبر النجاح في مواجهة الارهاب متعلق بالشعب الايراني.

ونوه الى الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988 واضاف، رغم الاثمان المادية والبشرية الباهظة التي نجمت عن تلك الحرب الا انها جعلت البلاد مكتفية ذاتيا من الناحية الدفاعية وان هذه القدرات الوطنية الدفاعية تعد الضمان للردع.

واشار الى الحظر الاميركي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ 4 عقود واخرها اقسى انواع الحظر المسماة بـ "المشلة" بهدف اسقاط او ارغام الجمهورية الاسلامية على الاستسلام واضاف، انه وفي الوقت الذي فرضت فيه اميركا منذ 8 ايار 2018 اي بعد خروجها من الاتفاق النووي اكثر من 98 اجراء للحظر ضد ايران الا ان الاقتصاد البلاد اليوم قد عاد الى مرحلة الاستقرار والمؤشرات الاقتصادية ماضية الى التحسن وحتى في هذه الظروف فان الاصلاحات الاقتصادية جارية وان الموازنة العامة للبلاد قد تم اعدادها الان بصورة مستقلة تماما عن النفط وجرى تقديمها للبرلمان.

واكد بان التوكل على الباري تعالى واستثمار المبادئ والقيم الاسلامية والاعتماد على الشعب والقدرات الذاتية وبالتالي الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا، تعد سر نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية، معربا عن اعتقاده بان هذا الانموذج يمكنه ان يكون في خدمة العالم الاسلامي.

 

*قضية فلسطين

وفي الشان الفلسطيني قال الرئيس روحاني، انني ارى لزاما علي الاشارة الى القضية الفلسطينية التي تعد القضية الجوهرية في العالم الاسلامي وان الغفلة عنها والتطرق الى قضايا هامشية ومثيرة للتفرقة يعدان انحرافا كبيرا عنها.

واضاف، ان فلسطين اختارت طريق المقاومة وهي تحظى في هذا المسار بدعم الشعوب الاسلامية.

*ازمات المنطقة

واعتبر الرئيس الايراني الازمات المتعددة في منطقة الشرق الاوسط خاصة في اليمن وافغانستان وسوريا وليبيا ولبنان من الامثلة البارزة للسياسات غير المسؤولة والمثيرة للتفرقة من قبل قوى الهيمنة والاستكبار واضاف، انه وبغية حل مشاكل العالم الاسلامي نعتقد بانه ينبغي توفير الارضيات اللازمة للحوار والتعاطي عبر احترام مختلف الافكار الاسلامية والسيادات الوطنية.

 

*مبادرات ايران

ونوه الى المبادرتين اللتين طرحهما في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وهما "العالم ضد العنف والتطرف" ومشروع "هرمز" للسلام في التاكيد على الحوار الداخلي ومع الجيران ودول المنطقة والعالم واضاف، ان اصرارنا على السلام والصداقة وتجنب الخصام والعداء نابع من ايماننا بتعاليم الاسلام السامية وتحقق الوعود الالهية.

وبغية الوصول الى الاهداف المذكورة طرح الرئيس روحاني المشاريع التنفيذية التالية وهي:

1-تاسيس "صندوق المشترك لقمة كوالالمبور لتمويل التعاون التكنولوجي بين الدول الاسلامية" بهدف الدخول بقوة الى سلسلة القيم العالمية.

2-تاسيس "مركز الابحاث المشتركة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" و"الامن السيبراني" للتقدم في التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالاتية.

3-تاسيس "سوق مشتركة للدول الاسلامية في مجال الاقتصاد الرقمي" والتعاون وتبادل الخبرات في مجال العملة الرقمية.  

المصدر: وكالة ارنا

 انتهى/

رأیکم