صلابة موقف طهران في الرد على أي تهديد اميركي وانتقالها الى المواجهة المباشرة وضعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب في موقف صعب. فهو من بدأ حربا سياسة واعلامية واقتصادية على ايران والان يتراجع عن قرار شن هجمات عسكرية على اهداف في الداخل الايراني، معلناً استعداده للتفاوض مع طهران دون شروط مسبقة متسلحا بحججه لتبرير الفشل في الرد على اسقاط طائرة التجسس.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال ترامب:"أعطيت الأمر بالرد على ثلاثة مواقع إيرانية قبل أن أعرف أن مئة وخمسين شخصاً قد يموتون في العملية فأوقفتها قبل عشر دقائق. وأوقفت الهجوم لأن الرد قد لا يتناسب مع إسقاط طائرة مسيرة غير مأهولة".
لكن ترامب لم يرد ان يبدو مهزوما. فقد اطلق التهديدات ذاتها باستمرار الحرب الاقتصادية على ايران وحذر من حرب عسكرية ستكون مدمرة اذا وقعت. مواقف يراها محللون سياسيون انها مجرد كلام لتسويق حملته الانتخابية فيما اعتبر اخرون ان سيناريو اليومين الماضيين كان مجرد تقييما لقدرات ايران العسكرية التي اثبتت انها مستعدّة للمواجهة حتى إذا كانت شاملة.
نقطة الخسائر البشرية التي تحدث عنها ترامب سبقته طهران اليها بعدما كشفت أنها امتنعت عن إسقاط طائرة تجسّس أميركية تحمل خمسة وثلاثين شخصاً، كانت تسير إلى جانب الطائرة التي أُسقطت. مؤكدة ان الهدف من إسقاطِ الطائرة كان تحذير القوات الأميركية.
وقال قائد قوة الجو-فضاء لحرس الثورة الاسلامية، العميد أميرعلي حاجي زاده:"هدفنا من تدمير هذه الطائرة كان تحذير القوات الاميركية في المنطقة. كنا قادرين علی استهداف طائرة بي-8 الاميركية التي كانت تحمل 35 شخصاً والتي كانت برفقة هذه الطائرة واخترقت أجواءنا أيضا".
القوات المسلحة الايرانية أكدت ان ايران لن تبدأ أي حرب لكنها شددت على ان أي خطأ للعدو سيواجه برد قوي وان أي هجوم أمريكي عليها سيقابل بضرب مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة، فيما اعتبرت ان الوضع الحالي في المنطقة لصالح البلاد.
وشكل الهدوء الحذر بين الجانبين خيبة أمل لدى مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو إضافة إلى مديرة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جينا هاسبل الذين كانوا أبرز المؤيدين لتنفيذ الضربة ضد إيران فيما رحب به الديمقراطيون بينهم رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي.
انتهى/