قد تكون الصفقة التي تحضرها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب فيما يخص عملية التسوية في الشرق الاوسط المشروع الاكبر للمنطقة، ولا نبالغ لو قلنا ان رهان ترامب على الصفقة التي يديرها صهره جاريد كوشنير يعادل رهانه على الحرب الاقتصادية التي يشنها على الصين بما تحمله من دوافع واهداف ستلقي بظلالها على العالم اجمع.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- لكن ومنذ الاعلان عن الصفقة وطرحها في بازار المداولات، برزت عوامل عديدة بعضها يعطي الانطباع بانها قد تنجح وقد يستطيع كوشنير تمريرها دوليا واقليميا وعربيا وفلسطينيا واهم هذه العوامل..
الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي
نقل عاصمة الولايات المتحدة لدى كيان الاحتلال الى القدس المحتلة
الضغط الكبير الذي مورس على الفلسطينيين من قبل الادارة الاميركية
التطبيع والقفزة الكبيرة في مجال التطبيع العلني مع كيان الاحتلال
الترويج للتطبيع ومعه صفقة ترامب لدى المجتمعات العربية والاسلامية
وعليه فان صفقة ترامب (وكما اي مشروع او صفقة ) باتت تواجه سيناريوهين، اما النجاح او الفشل.
لا يمكن انكار ان الزخم الذي اعطي لصفقة ترامب مع بدايات اعلانها وطرحها اعطى انطباعا قويا بانها ستنفذ بكل سهولة خاصة وان الواقع العربي، والفلسطيني بحد ادنى كان يعيش حالة ضياع مترافق مع تلهف للتطبيع من قبل بعض الانظمة العربية التي انكشف لاحقا انها هي من ستمول الجزء الاكبر من الصفقة او البند الاقتصادي فيها
اضافة الى ان الاجراءات والسياسات التي اعتمدتها ادارة دونالد ترامب خاصة تجاه الفلسطينيين اخذت شكل التهديد واعطت صورة مخيفة لكل من يرفض الصفقة من حيث تعرضه للعقوبات في حال رفضه لها.
.. لكن مع مرور الوقت بدات صفقة ترامب تواجه تحديات متزايدة مع الوقت اظهرت فيما بعد ان مشروع الرئيس الاميركي للمنطقة يواجه تحديا جديا.
فتمسك الفلسطينيين واجماعهم على رفض الصفقة بات العامل الاهم والاساسي في احباط صفقة ترامب، خاصة وانها تقوم على انكار اهم الحقوق والثوابت التي ترتبط بالشعب الفلسطيني بشكل محوري لاسيما القدس وحق العودة ورفض الوطن البديل.
كما ان غياب الاجماع الدولي حول الصفقة افقدها العامل الدولي الذي تحتاجه ادارة ترامب لفرضها على الفلسطينيين، لاسيما وان الدعم العربي للصفقة لا يكفي ولا يتعدى مسالة تمويلها. وهو ما ظهر في اعلان ورشة البحرين والفشل الذي اصابها ما طرح مجددا موضوع ارجاء اعلان الصفقة من قبل واشنطن
اذا بات سيناريو الفشل بالنسبة لصفقة ترامب مطروحا بقوة كما كان سيناريو نجاحها مطروحا بقوة ايضا.
واذا ما نجحت ادارة ترامب بتمرير صفقتها، فان ما سيعقبها سيكون اخطر بكثير من الصفقة، حيث ان اهم الثوابت والحقوق الفلسطينية ستصبح في خبر كان بالنسبة لكثيرين، كما ان انعكاساتها ستطال الواقع العربي بحيث ان الانظمة العربية التي دعمت الصفقة ستصبح هي القائدة الفعلية للعالم العربي بما تحمله من افكار وخلفيات متماهية مع مصالح الاحتلال الاسرائيلي وليس الشعب الفلسطيني ولا حتى شعوب هذه الانظمة. وعليه سيبقى امام الفلسطينيين فقط خيار وحيد وهو استرداد الحق بالقوة مهما كانت النتائج
اما اذا نجح الفلسطينيون ومعهم العرب الرافضون للصفقة بافشالها، فان الادارة الاميركية ستتلقى ضربة قوية في واحد من اهم مشاريع دونالد ترامب التي يبني عليها خارجيا وداخليا من حيث الانتخابات. وهذا الفشل سيعطي القضية الفلسطينية زخما كبيرا ودفعة قوية لخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال. اضافة الى ان فشل الصفقة سيضع الانظمة العربية المتواطئة فيها امام خيار اما العودة الى السياسات القديمة تجاه القضية الفلسطينية او ستكون امام سيناريوهات اخرى وقد لا يكون مفاجئا لو شهدت بعض هذه الانظمة خضات معينة قد تطيح بها
قضية اليوم.. حسين موسوي
العالم
انتهى/