اكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ "نعيم قاسم" ان إسرائيل ليست في وضع جيد كما كانت ترغب وكما كانت تريد لأنها محاصرة بنجاحات المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وكلها مناطق تحيط بالكيان الإسرائيلي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- واضاف الشيخ نعيم قاسم في حوار خاص مع مراسلة ارنا، ان نجاحات المقاومة تعطي قوة للقضية الفلسطينية و قضية القدس و تعطي أمل أكبر في المستقبل كي لا تستطيع إسرائيل تثبت وجودها و خطتها.
وقال عندما طرح الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" مشروع صفقة القرن وجدنا كيف أن جميع الفلسطينيين من دون استثناء و جميع محور المقاومة و شعوب المنطقة كلهم يرفضون هذه الصفقة و هذا تعبير عن هزيمة إضافية للمشروع الأميركي الإسرائيلي. إذا إسرائيل اليوم ليست مفتوحة اليد و ليست قادرة على أن تقرر ما تشاء.
وفي جانب اخر من تصريحاته اشار الشيخ نعيم قاسم الی موضوع الإفراج عن "نزار زكا" في ايران و اضاف ان هذا الموضوع مختلف عن موضوع الإفراج عن المعتقلين في الإمارات العربية المتحدة، من ناحية زكا هناك طلب من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد "ميشل عون" إلى رئيس الجمهورية الإيرانية "حسن روحاني" بأن يتم الإفراج عن زكا و هذا ما حصل بالتنسيق بين الدولتين كمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أما الذين افرج عنهم في الإمارات فكانوا متهمين بنظر السلطات الإماراتية و من خلال التحقيقات تبينت برائتهم فافرج عنهم بقرينة البراءة ولا يوجد صلة بين الحادثتين. ما ذكرته هو ما حصل، يعني بطلب من الرئيس اللبناني و بطبيعة الحال حزب الله شجع على هذا الموضوع لكن الأمور حصلت بين الدولتين بشكل أساسي.
وفيما يتعلق بالمساعدات الايرانية الى لبنان اوضح : من يرفض المساعدات الايرانية إلى الجيش اللبناني و إلى لبنان عموما هو يرفضها من الزاوية السياسية الموافقة مع التوجه الأميركي الغربي و هنا يمكن أن يقول البعض حزب الله له تأثير في لبنان ألا يستطيع أن يمرر هذا الأمر؟؟ هنا المشكلة أن الدولة اللبنانية لها آليات عمل و لا يمكن تجاوز هذه الآليات، إن لم يكن هناك إتفاق و تفاهم من الصعب أن تمر مثل هذه الامور بآليات عمل الدولة اللبنانية.
وحول التهديدات الامريكية ضد ايران قال: كل المؤشرات الحالية تدل على أنه توجد تهدئة سياسيا من خلال تصريحات المسئولين الأميركيين و على رأسهم ترامب الذي أكد أنه لا يريد حربا مع ايران بينما في السابق صدرت تصريحات حربية، إذا هذا التراجع في التصريح إضافة إلى تراجع في التصريحات الاخرى العربية و السعودية و غيرها التي تتكلم بالمنطق الأمريكي بعدم الرغبة في حصول الحرب هذه كلها من العوامل التي تؤشر إلى عدم وجود أجواء حربية و ايران ساعدت على هذا لأنها هي أيضا أعلنت بأنها في وارد الدفاع و ليست في وارد البدء بالحرب.
وبشأن تواجد حزب الله في سوريا قال: عندما ذهب حزب الله إلى سوريا لم يذهب بعقلية المواجهة من خلال الموقع السوري لخصوصية سوريا فقط و إنما لأن سوريا تمثل أحد أركان محور المقاومة و قوتها قوة لمحور المقاومة و ضعفها ضعف لمحور المقاومة و بالتالي نحن نعتبر أن إسقاط مؤامرة الإعتداء على سوريا و محاولة تغيير وجهة سوريا السياسية من وجهة مقاومة إلى وجهة إسرائيلية قد فشلت بفضل تدخل ايران و حزب الله و بعض القوى الاخرى بالتعاون مع القيادة السورية و هذا جعل نجاحات حقيقية في منع تقسيم سوريا و في منع إسقاط المشروع السوري الحالي المقاوم و هذا في الواقع نجاح لحزب الله أيضا لأن سوريا تمثل ركن من أركان محور المقاومة.
عندما تكون كل الأطراف قوية في محور المقاومة هذا يمكنها من أن تواجه التحديات الكبرى و منها محاولة فرض شرق أوسط جديد؛ ذا عندما يكون محور المقاومة قويا كل هذه المشاريع تفشل و الآن فشل مشروع إسرائيل في السيطرة على لبنان و فشل مشروع إسرائيل في إنهاء القضية الفلسطينية و فشل مشروع أميركا و التكفيريين في إسقاط سوريا و في إسقاط العراق و الآن اليمن صامد في مواجهة المشروع السعودي العدواني وعلى رأس هؤلاء جميعا الجمهورية الإسلامية الايراني صامدة في مواجهة التحديات المختلفة و هذا كله يعتبر قوة لجميع المحور.
**اسرائيل في حالة الارباك من معادلة المقاومة الجديدة
وشدد بالقول : إنتهى الزمن الذي كانت تقاتل فيه إسرائيل في أرض عدوها و أصبحنا في زمن إذا قصفت تقصف و إذا هجرت تهجر و إذا قتلت يقتل من مواطنيها، هذه المعادلة الجديدة جعلت إسرائيل في حالة إرباك و جعلت أي عدوان إسرائيلي له ثمن على الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تتحمله إسرائيل.
من هنا لاحظنا أن الإعتداءات الأخيرة التي حصلت على غزة لم تستمر إلا يوم أو يومين و سرعان ما جرت المصالحة و الإتفاق على التهدئة و الهدنة لأن المقاومين كانوا يقصفون خارج غلاف غزة و يطالون عدد من المدن و القرى الإسرائيلية المحتلة.
أمام هذا الواقع قوة المقاومة هي التي أحدثت حالة الردع و هي التي أوجدت هذا التوازن و لأن الإسرائيلي يريد أن يخفف خسائره هو يعجل بالهدنة و لا يطيل أمد الحرب.
و اضاف الشيخ نعيم قاسم: ان حزب الله يبقى في سوريا ما دامت هناك حاجة له بحسب التنسيق مع النظام السوري و الرئيس بشار الأسد و إلى الآن لم تنتهي المشكلة في سوريا. صحيح أننا قطعنا مرحلة الخطر و استعادت سوريا الأسد زمام المبادرة بالإجمال لكن لم يوضع الحل السياسي على السكة ولا زالت هناك مشاكل في إدلب و شرق الفرات و شمال سوريا.
** علاقات حزب الله مع سوريا، هي علاقات جيدة
وتابع قائلا: ان علاقاتنا مع سوريا كحزب جيدة أما علاقة الدولة اللبنانية بشكل رسمي مع الدولة السورية بشكل رسمي فهي متعثرة في هذه المرحلة والسبب أن هناك قوى سياسية في لبنان لا تريد أن تعيد العلاقات مع سوريا إلى وضعها الطبيعي مع العلم أن دستور لبنان يقول بعلاقات مميزة مع سوريا.
نحن بحاجة إلى بعض الوقت من أجل أن يقتع هؤلاء السياسيون في لبنان الذين يمانعون من العلاقة الطبيعية مع سوريا و لا يخفى التدخل الأميركي و الغربي الذي يضغط من خلال إبقاء النازحين السوريين في لبنان و تعطيل العلاقات مع سوريا بشكل سياسي لكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.
وفي جانب اخر من هذا الحوار اشار نائب الامين العام لحزب الله الى موضوع النازحين السوريين في لبنان و اضاف ان عدد هولاء النازحين يصل إلى حوالي ثلث الشعب اللبناني و هذا له آثار سياسية و اقتصادية و ثقافية اجتماعية و ديموغرافية و بالتالي نحن لا نتحدث عن مشكلة ذات جانب واحد و إنما نتحدث عن مشكلة ذات جوانب متعددة، من هنا رئيس الجمهورية عندما يسعى لإعادة النازحين إلى بلدهم هو يريد أن تحل كل هذه المشاكل المحيطة بالنزوح السوري و أخطر المشاكل هي ما كانت أميركا أن تسوق له بضرورة توطين النازحين في بلدان اللجوء سواء في لبنان أو في غير لبنان وهذا لا يتحمله لبنان على كل المستويات.
إلى الآن مع عدم وجود حل سياسي في سوريا و مع وجود ضغوطات أممية لإبقاء النازحين في لبنان يتعثر تسوية هذا الموضوع. الغرب يريد أن يقول بأن سوريا الاسد غير أمنة و لا يمكن أن تساعد على عيش المواطنين فيها، ماهو الدليل؟ هم يضعون العقبات كي لا يعودوا ليستخدموا ورقة النزوح السوري ضد النظام السوري و ليقولوا أمام العالم بأن هناك مشكلة، أيضا يريدون الإستفادة من النزوح السوري كورقة في المساومة السياسية مستقبلا.
وحول الخلافات الداخلية في لنبان اوضح الشيخ نعيم قاسم: الخلافات بين التيار الوطني الحر و تيار المستقبل هي خلافات على التفاصيل الداخلية اللبنانية ولكن لا أعتقد أنها تؤثر على الإتفاق العام الموجود بينهم ولذا الآن تمت لملمة المشكلة و هم سيتابعون معا و الحكومة اللبنانية في متابعة القضايا المختلفة.
واضاف ان مشكلة خرق الأجواء اللبنانية و خرق المياه اللبنانية هي مشكلة مزمنة و طالب لبنان كثيرا مجلس الأمن و الامم المتحدة بالضغط على إسرائيل لإيقاف هذا الخرق و لم يحصل. بالنسبة لنا كحزب الله نحن التزمنا أمام الناس و أمام العالم بأن اسرائيل إذا اعتدت ميدانيا بالإغتيال أو الإحتلال أو الجرح فإننا سنرد على مثل هذه الإحداث.
نحن كحزب الله استطعنا أن نوجد توازن ردع فيما يتعلق بالمزيد من احتلال الأرض أو الإعتداء على لبنان بشكل عسكري أو أمني لكن هذه المسألة تحتاج إلى متابعة من نوع آخر.
الان لا توجد أي مفاوضات بين لبنان و الكيان الإسرئيلي على المستوى السياسي و الحكومة اللبنانية ترفض أن يكون هناك مفاوضات ذات طابع سياسي بين الحكومة اللبنانية و الكيان الإسرائيلي ولكن ما يجري الآن هي محاولة لنقاش ترسيم الحدود البحرية في اللجنة التي تجتمع في الناقورة والتي ناقشت في السابق الحدود البرية واستعادة أرض لبنان و حقوق لبنان و نقاط لبنان بعد تموز سنة ۲۰۰۶.
واشار الشيخ نعيم قاسم الى المشاكل التي يعاني منها لبنان و اوضح ان اهم المشاكل اللبنانية اليوم هي المشكلة الإقتصادية التي هي ناتجة عن قلة الموارد اللبنانية و عدم وجود سياسات إقتصادية مدروسة و صحيحة من أجل توفير اليد العاملة و المصانع و المزارع و ما شابه، يصاحب هذا الأمر فساد مستشري سواء بالمناقصات أو بالرشاوى أو بطريقة العمل في البلد و كل هذا عوامل تلعب دورا في إضعاف البنية الإقتصادية للبلد و هذا يصاحبه عادة البطالة و الهجرة و إرتكاب أعمال فيها جريمة و ما شابه ذلك.
نحن نعمل كحزب حتى نخفف قدر الإمكان و نساهم في الحكومة اللبنانية و المجلس النيابي لتكون هناك بعض الحلول التي تحتاج إلى تظافر جهود و وقت.
انتهى/