طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- واكد ظريف ان الجمهوریة الإسلامیة في ایران کانت ولاتزال ترید السلام والتعهّد بالإلتزام بالقواعد الدولیة، إلا أنّها لاتستطیع الالتزام بذلك ازاء سیاسات أمریکا المتمثّلة بفرض الحرب.
وتمنی ظريف أن یکون شهر رمضان، شهراً للوحدة والتضامن والتنسیق بین المسلمین مقابل المشاکل التي یواجهها العالم الإسلامي وعلی الأخصّ مشکلة الکیان الصهیوني، والأخطار التي تهدّد القدس الشریف وفلسطین.
وتطرق وزير الخارجية الى تصريحات الرئيس الامريكي ترامب في إحدی مقابلاته خلال الاسبوع المنصرم مع قناة فوکس نیوز، قوله "أنّنا لانرید الدخول في حرب عسکریة مع ایران، لکنّنا دخلنا حرباً إقتصادیة معها"؛ متسائلا ماذا تعني عبارة حرب إقتصادیة؟! معنی العبارة الآنفة الذکر هو أنّ حکومة الولایات المتّحدة قد إستهدفت الشعب الایراني، یجب أن یعلم جمیع شرکاؤنا هذه الحقیقة، کما یجب أن یعلموا ماهي طریقة حلّ هذه الأزمة؛ ان حلّ الأزمة لن یکون عن طریق توتّر الأجواء من قبل أمریکا، أو الخروج من أجواء حربیة مفتعلة، قام الأمریکیون بخلق هذه الأجواء کي یُنسی الموضوع الرئیس".
وبيّن ظريف ان "الموضوع الرئیس هو أنّ أمریکا قامت بخرق القانون، وفرضت علی الشعب الایراني حرباً تفتقد الشرعیة والقانون، إلی درجة أنّها تسعی إلی منع وصول الغذاء والدواء إلی ایران؛ هذا الذي یجب أن یوضع حدّ له، وهذه هي الرسالة التي نقلتها في زیاراتي للدول الواقعة خارج المنطقة وکذلك في تنقّلاتي بین الدول الإقلیمیة".
وقال وزير الخارجية الايراني : ما نتابعه في سیاستنا الخارجیة یتمثّل في الشفافیة، لو تتذکّرون المفاوضات السابقة التي دخلناها مع الأمریکیین فقد أعلن قائد الثورة الإسلامیة (حفظه الله) في عید ذلك العام من أنّه یمکننا الدخول في حوار. لا نسعی لأيّ عمل سرّي، فسیاستنا الخارجیة شفّافة کما أنّ منطقنا واضح فقد قلنا مراراً وتکراراً عدم حاجتنا إلی وساطة، مایحدث هو أنّ أمریکا قد بدأت بحرب إقتصادیة ضدّ شعبنا. یمکن للمرء أن یقول مایحلو له، فهذا الکلام الصادر من أمریکا کما تسمعون، في أحد الأیّام یطلق الأمریکیون کلاماً شدید اللهجة بینما في یوم آخر یصدر عنهم کلام ایجابي، لکنّ المعیار هنا هو العمل.
وتابع : الیوم أمریکا منشغلة بحرب إقتصادیة فاعلة ضدّ ایران، کما أنّها تتّصل ببعض الأفراد وتبثّ الرعب في قلوبهم، بسبب وجود علاقات إقتصادیة منطقیة لهم مع ایران. والآن إنتبهوا إلی ماتقوم به أمریکا، لیس فقط تقوم أمریکا بإنتهاك وخرق قرار مجلس الأمن الدولي بل تشجّع وتجبر الآخرین علی القیام بإنتهاك القرار، تماماً کبلطجي یقف أمام إشارة المرور أو تقاطع الطرق ویقول لسائقي السیّارات الذین ینوون العبور من التقاطع إذا ما وقفتم خلف الإشارة الحمراء فسوف أحطّم زجاج سیّاراتکم! أو أن یقول لهم إذا ما عبرتم عندما تتحوّل الإشارة إلی خضراء فسوف أحطّم سیّاراتکم! هذه هي السیاسة التي تتابعها أمریکا في یومنا هذا، وهذه السیاسة یجب أن تتوقّف، أقصد سیاسة البلطجة والسیاسة المفروضة وسیاسة الإرهاب الإقتصادي ضدّ الشعب الایراني. حینما تتوقّف هذه السیاسات فأنّ الأجواء سوف تتغیّر بشکل کامل".
وعن الدور الأوروبي، قال : انه بإمکان الجمیع أن یؤیّدوا إتّفاقیة خطّة العمل المشترك ویمیلوا إلیها، والآن دعنا نضع أمریکا جانباً لأنّها خرجت رسمیاً من الإتّفاقیة لدرجة أنّها لاتؤیّدها حتّی باللسان وتعتبرها أسوأ إتّفاقیة في تاریخ البشریة، لکنّ الدول الأوروبیة تساند وتدعم الإتّفاقیة النوویة باللسان. نحن بإمکاننا دعم الإتّفاقیة باللسان أیضاً، ما قامت ایران بتنفیذه یبیّن أنّها نفّذت الإتّفاقیة بطریقة عملیة. بإمکاني أنا أن أنتهك جمیع بنود الإتّفاقیة وموادها ومن ثمّ أقول بلساني أنّني أحمیها وأدعمها. هذا ماتقوم به أوروبا في الوقت الراهن، لم تلتزم أوروبا بأيّ بند من بنود الإتّفاقیة النوویة، ظاهریاً نعم أوافقکم الرأي، ولکن بصورة عملیة لم تلتزم بها علی الإطلاق.
وأضاف : ماهو مطلوب من أوروبا أن تقوم بتنفیذ الإتّفاقیة بصورة عملیة، ماهو معنی تنفیذ الإتّفاقیة؟ یعني بأنّنا لم نوقّع الإتّفاقیة مع أمریکا، بل مع مجموعة من الدول التي قامت بدورها بنقل الإتّفاقیة إلی مجلس الأمن الدولي الذي أصدر أعضاؤه قراراً بشأن الإتّفاقیة النوویة. یهدف القرار المذکور إلی تحقیق أمرین، ضمان سلمیة البرنامج النووي لایران، وضمان تطبیع العلاقات الإقتصادیة لایران مع العالم. أربعة عشر تقریراً للوکالة الدولیة للطاقة الذرّیة تثبت بما لاتدع مجالاً للشكّ أنّ ضمان سلمیة البرنامج النووي لاغبار علیه. الیوم، یجب علی الأوروبیین أن یبیّنوا ویثبتوا أيّ مصرف یتعامل مع ایران، أيّ شرکة ملاحیة تتعامل مع ایران، وأيّ مصفاة أوروبیة تشتري النفط الایراني. أن تعلن الدول الأوروبیة أنّها تدعم الإتّفاقیة النوویة لاقیمة له حینما یکون الشعب الایراني تحت الضغط الإقتصادي الظالم من قبل أمریکا.
وعن الـ60 یوم الذي عينتها ايران للتراجع من بعض التزاماتها، قال ظريف : لم نمنح الاوروبيين إنذارا نهائيا أو فرصة، نحن أخبرنا الأوروبیین أنّکم لم تنفّذوا الإتّفاقیة النوویة خلال سنة، بعد مرور سنة من خروج أمریکا من الإتّفاقیة إلا أنّ أوروبا لم تتّخذ أيّ خطوات عملیة بل إکتفت بالکلام فحسب، علی هذا الأساس أخبرنا الأوروبیین بأنّ هذا هو برنامجنا، سوف نقوم بإتّخاذ هذه الخطوات خلال فترة زمنیة مقدارها ستّین یوماً، وفي الشهرین الآخرین هذه هي الخطوات التي سنتّخذها، في أيّ وقت قمتم بتنفیذ ما التزمتم به سوف نعود إلی الوضع السابق بنفس مستوی إلتزامکم، ما أقصده أنّنا قمنا بإبلاغهم، للأسف أتی البعض وأطلقوا علی هذا الکلام صفة الإنذار، کلا! حینما خرج السیّد ترامب من الإتّفاقیة النوویة العام الماضي، قلنا للأوروبیین آنذاك لو حدث وان لم تنفّذوا إلتزاماتکم ولم تضمنوا حقوق الشعب الایراني الإقتصادیة، سوف نستفید من اللوائح داخل الإتّفاقیة النوویة، وهذا علی وجه التحدید مانقوم به الیوم، ما قمنا به هو الإعلان عن برنامجنا فقط لاغیر.
كما اشار وزير الخارجية في هذا الحوار الى السياسات الاستفزازية لبعض الدول الاقليمية، قائلا ان الجمهورية الاسلامية منفتحة علی جمیع الدول العربیة المطلّة علی الخلیج الفارسي، لكن "للأسف اختارت ثلاثة من هذه الدول طریقاً آخر، نحن نعتقد أنّ الطریق الذي إنتخبته الدول الثلاث لن یکون مؤثّراً، بل هو طریق خطر لهذه الدول قبل أن یکون خطراً علی الدول الأخری، ونحن لم نضمر أيّ شرّ لهذه الدول وحتّی الیوم لانرید بهم شرّاً. نحن نعتقد بأنّنا جیران وسوف نبقی جیران بسبب الواقع الجغرافي؛ علی هذا الأساس، إذا لم یسافر الدکتور عراقجي إلی هذه الدول، فهذا الأمر لیس إختیارنا نحن بل إختیار تلك الدول التي فضّلت مسیراً اخر.
واوضح ان "الهدف من الحوار مع الدول الجارة في حقیقة الأمر هو طرح الوقائع، وماهي وجهات نظرنا مقابل ایجاد التوتّر من قبل أمریکا، وما هي طریقة الحلّ للخروج من هذا الوضع، إضافة إلی طریقة الحلّ للمنطقة، لأنّ منطقتنا قد تورّطت بالسیاسات الداعیة لإشعال الحرب من قبل فئة قلیلة من الأفراد في أمریکا والکیان الصهیوني وللأسف بعض الدول الإقلیمیة".
وفي معرض الاشارة الى زياراته للدول الاقليمية، قال ظريف : خلال زیاراتي للدول الإقلیمیة نقلت رسالة، في حقیقة الأمر هي تکرار لنفس الرسالة التي طرحتها عند بدایة تسلّمي منصبي في وزارة الخارجیة؛ داعیاً فیها إلی الحوار مع الدول الإقلیمیة والتوقیع علی معاهدة عدم الإعتداء، وهذه الرسالة نُقلت إلی دول المنطقة إضافة إلی الرسالة الأصلیة إلی أصدقائنا وجیراننا، وإلی الدول التي للأسف تتصوّر أنّها تستطیع الوصول إلی مبتغاها عن طریق الولایات المتّحدة.
كما علق على ما يسمى بـ "صفقة القرن"، مبينا أن هذه الصفقة تسعى إلى القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني؛ مؤكدًا أنها ستفشل بسبب مقاومة الفلسطينيين.
واردف : من وجهة نظري أن الولايات المتحدة تقصد إضاعة حقوق الشعب الفلسطیني، وأن یتقدّم مشروع صفقة القرن التي ستتحوّل إلی إفلاس القرن بسبب مقاومة الشعوب، وأن یفرض القائمون علی المشروع صفقتهم علی الشعوب. نشعر بالأسف الشدید حیث تتماشی دول في منطقة الخلیج الفارسي مع هذا المشروع، إذا کانت هذه الدول تأمل أنّ تدافع أمریکا عنها مقابل هذه الخیانة التي ینفّذونها بحقّ العالم الإسلامي فهذا الأمل في غیر محله، لاحاجة لبیع القدس للصهاینة، ولاحاجة لبیع الجولان للصهاینة، عودوا إلی المنطقة فأیدینا ممدودة اليکم بشرط أن تکون قضیّة فلسطین التي هي مطلب شعوب المنطقة تکون مطلبکم أنتم ولیس مطلب نتنیاهو. لایبدو أنّ هذا الإقتراح یحمل في طیّاته أيّ درجة من الواقعیة کي یصل إلی نتیجة ما. ولهذا السبب قلتُ أنّ صفقة القرن سوف ینتهي بها الأمر أن تصبح إفلاس القرن.
وعن الوضع في اليمن قال وزير الخارجية : الإقتراح الذي قدّمناه قبل أربع سنوات من أجل ایقاف الحرب في الیمن لا یزال هو نفسه، ویتمثّل في وقف إطلاق النار الفوري وإرسال المساعدات الإنسانیة وقیام حکومة موسّعة في الیمن ومن ثمّ إجراء الإنتخابات، بعبارة أخری تشکیل حکومة یمنیة موسّعة تضمّ جمیع المجموعات وإجراء الإنتخابات في هذا البلد عن طریق الحوار بین جمیع المجموعات والأطراف الیمنیة، هذا هو الطریق الوحید للحلّ في الیمن. کما أنّنا قدّمنا نفس الإقتراح لموضوع سوریا، الإقتراح الذي قدّمناه منذ مایقرب الستّ سنوات بالنسبة لسوریة، لایزال علی حاله. کنّا دائماً نقول أنّه لایمکن للحلّ العسکري أن ینجح في سوریا، یجب أن یکون هناك حلّ سیاسي، الآخرون کانوا یتمنّون النجاح للحلّ العسکري في هذا البلد، الآخرون الذین کانوا یعتقدون أنّه وخلال ثلاثة أسابیع بإمکانهم ترکیع الشعب الیمني بواسطة هذا الکمّ الکبیر من الأسلحة، والآن وقد مضت أربع سنوات وکلّ هذه الجرائم أُرتکبت في الیمن، ومن ضمنها الجرائم الحربیة، ماذا کانت النتیجة للنظامین السعودي والإماراتي غیر الغضب والأحقاد والقتل والأمراض؟!.
انتهی/