تعيش منطقة غرب آسيا، وخاصة منطقة الخليج الفارسي تصعيدا سياسيا وإعلاميا لم يسبق مثيله منذ الحرب التي فرضها صدام على ايران من 1980 الى 1988، وهذا التصعيد يشهد حالة متذبذبة بين التشديد والتراخي، ولكن وتيرته تصاعدت منذ تولي دونالد ترامب الادارة الاميركية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ورغم هذه التصعيدات والتوترات والتهديدات، ورغم كل الحساسية الكبيرة، فإن الواضع مازال تحت السيطرة وضبط النفس، وليس السبب ان هناك حلولا دبلوماسية او مفاوضات او حلحلة للوضع، بل السبب يعود لإدراك الكاوبوي الاميركي ان تأجيج نار الحرب في هذه المنطقة لا يمكن السيطرة عليها، وستخرج الامور عن السيطرة الى ما لا يحمد عقباه لكل الاطراف، ولكن الخاسر الاكبر سيكون اميركا وحلفاؤها في المنطقة، بما لهذه الحرب من نتائج كارثية على دول المنطقة وواشنطن، كما ان ايران ايضا بما لديها من قيادة حكيمة، اعقل من ان تثير حربا في المنطقة الا ان تضطر للدفاع عن النفس.
والسبب الآخر، يعود الى طبيعة الهدف من هذه الضغوط، فإذا تتبعنا الاخبار وعلمنا ان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، أصدر تعليمات إلى وزارة الخارجية للموافقة على صفقات بيع أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار إلى الأردن والسعودية والإمارات بذريعة مواجهة ايران. وإذا عرف السبب بطل العجب، فأحد اهداف هذه الضغوط هو تخويف انظمة الخليج الفارسي من البعبع الايراني، لمزيد من حلب هذا الضرع الخليجي.
نضيف الى ذلك، محاولات الولايات المتحدة لتمرير ما يسمى "صفقة القرن" وبما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة، تمثل اقوى حاجز امام تمرير هذه الصفقة، لذلك تمارس واشنطن الضغوط على طهران، لهذا الهدف، ويأتي عقد مؤتمر عالمي في البحرين في هذا الاطار، وبرأينا فإن هذا المؤتمر محكوم عليه بالفشل، وسيولد ميتا.
وخلاصة الكلام، ان الاحتمالات الاقوى لا ترجح نشوب الحرب في المنطقة، بل الجميع يعلم وحتى ابسط الناس، ان ضغوط ترامب على ايران، انما هي لحلب المال الخليجي، ولكن وتيرة التوتر ستبقى مستمرة، مادام هذا الضرع يدر لبنا سائغا لترامب، وعلى الاقل الى حين تمرير صفقة القرن، التي لن يكتب لها النجاح بوجود مقاومة الشعوب.
انتهی/