بندر بن سلطان.. غادر المشهد في السعودية ولا رجعة على ما يبدو

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۲۸۹
تأريخ النشر:  ۰۷:۵۶  - الجُمُعَة  ۱۸  ‫أبریل‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
انتهى الملك عبد الله بن عبد العزيز الى طرد الأمير بندر بن سلطان من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودية، وذلك بعد شهور من إقصائه بشكل كامل عن الملف وسفره الى أمريكا، وذلك نتيجة فشله الذريع في عدد من الملفات وفي مقدمتها سوريا وايران.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء تنحي الرجل عن الحياة السياسية في السعودية يمثل تكذيباً واضحاً وصريحاً للتقرير الذي نشرته صحيفة (إيلاف) الالكترونية وحاولت فيه تكذيب الأخبار التي ينشرها موقع (أسرار عربية)، حيث كانت "إيلاف” قد نشرت نهاية الشهر الماضي تقريراً تحت عنوان (بندر بن سلطان لم يستقل، لم يعفَ وهو في الواجهة)، حاولت فيه نفي المعلومات التي نشرناها في أكثر من مرة بأن بندر قد غادر المشهد في السعودية وأطيح به بسبب قائمة الفشل الطويلة التي أغضبت الملك منه، كما أغضبت الأمريكيين أيضاً.

وبإعفاء الأمير بندر بن سلطان من مصبه تتأكد الأنباء التي تتحدث عن خلافات حادة داخل الأسرة السعودية، وهي الخلافات التي حُسمت مطلع العام الجاري لصالح الجناح الذي يقوده الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، الا أن الباب يظل مفتوحاً بشأن صفقة محتملة يدور الحديث عنها بين أقطاب الأسرة الحاكمة تقضي باقصاء بندر نهائياً عن المشهد مقابل أن يوافق كل من الأمير سلمان والأمير محمد بن نايف على أن يتولى الأمير متعب منصباً ينتهي به الى الحكم في المملكة ولو بعد سنين.

وقال مصدر سعودي مطلع لموقع "أسرار عربية” إن الأمير بندر ربما يكون هو الذي طلب بالفعل إعفاءه من مهامه وذلك بسبب أن كل الصلاحيات التي كان يتمتع بها قد سُحبت من بين يديه منذ مطلع العام الحالي 2014، اي أن الأمير بندر -بحسب المصدر- قد أقصي عن جهاز الاستخبارات بشكل فعلي منذ عدة شهور، والقرار الملكي المعلن ليس سوى تكريس لذلك، أو ربما أراد الرجل حفظ ماء وجهه فطلب إعفاءه من المنصب رسمياً.

ورغم ذلك فان المصدر السعودي يقول بأن "احتمالات أن يكون قد تم طرد بندر في إطار مصالحة داخل العائلة، أو في إطار صفقة لانقاذ الأمير متعب، يظل أمراً وارداً، وستكشف الأيام القادمة المزيد في هذا الاتجاه”.

استطاع الملك فهد تفجير طاقات هذا الإنسان والاستفاده منها قدر الإمكان لخدمة الوطن والأمه. وأتى من بعده عبدالله بن عبدالعزيز الملك الحالي لينهي خدمته سفيراً للمملكه لدى الولايات المتحده ويعينه رئيساً لمجلس الأمن الوطني السعودي، دلاله على بعد نظر قيادي، وثقه في ما يختزنه هذا الرجل.

موضوعي هذه المره مختلف بعض الشيء، موضوعي هو عن انسان رائع تعجبني شخصيته بشكل كبير واخلاصه بشكل اكبر وذكاءه بشكل منقطع النظير!!

بندر بن سلطان

قال النقاد، انه بعد احدث الـ 11 من سبتمبر كادت المملكه ان تغرق في السياسه الدوليه لولا وجود بندر !!

تكلم عنه الكثيرون .. كتبت عنه الكتب .. تفاعلت مع حنكته وسائل الاعلام بشده. وقد يجدر بي ان اقول ما يؤكده دوما خادم الحرمين الشريفين بأن :

بندر، هو رجل الدوله السعوديه، الأهم !!

صدر قبل فتره قصيره كتاب للمؤلف william simpson عن هذا الرجل.

بحثت عن الكتاب في العديد من المكتبات الموجوده بإنجلترا باءت جميعها بالفشل على الرغم من اعطاء بعضها لمواعيد خاصه بطرح الكتاب، لم تناسب رغبتي في الحصول عليه بشكل أسرع.

كان لي ذلك، وحصلت على الكتاب بطرق ملتويه اتممت قراءته خلال اسبوع واحد فقط.

أفشن مولافي من واشنطن:

ينسب كتاب صدر أخيرا للمؤلف البريطاني ويليام سمبسون، بعنوان "الأمير: خفايا الأمير بندر بن سلطان .. الأمير الأكثر إثارة في العالم"، الى الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، والسفير السابق للرياض في واشنطن قوله: "من يقولون أننا نرقص على أنغام أميركا مخطئون، إننا نعمل معاً استناداً إلى مصالحنا القومية المتبادلة، وهي تلتقي أحياناً، ولا تلتقي أحياناً أخرى، ولا أرى جديداً في هذا".الكتاب، الصادر عن دار النشر "هاربر كولينز"، سيرة ذاتية تعرض سنوات الأمير بندر بن سلطان سفيرا في واشنطن، المدينة الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم، حيث يتوجب على السفراء أن يقضوا أوقاتاً كثيرة لجذب الانتباه، فهم يتنافسون في الحصول على العناوين الرئيسية (في الإعلام الأميركي) مع أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس، وبالطبع مع الرئيس الأميركي نفسه. ومعروف ان دور السفراء العرب ضعيف في واشنطن، فوزراء الخارجية ورؤساء الدول يفضلون ممارسة المهام الدبلوماسية عالية المستوى بأنفسهم.وكما أخبرني أحد السفراء العرب بصراحة: " معظم تركيزي على التجارة، أترك الدبلوماسية لرؤسائي". لكن، وكما لكل قاعدة استثناء، فإن الأمير بندر بن سلطان هو أحد الاستثناءات. فقد عمل في منصب سفير المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، لكنه كان أكبر بكثير من مجرد مبعوث تقليدي، فقد كان لاعباً ذا امتياز في واشنطن، وصانعاً عالمياً لعملية السلام، وعنصراً مغيراً للتاريخ، وهو قام بدور محوري في معظم القضايا العالمية خلال الثمانينات والتسعينيات، وألقى بتأثيره في تعيين الوزراء، ولعب دوراً في المواجهات ضد الشيوعية السوفياتية أيام الحرب الباردة، وقضى على تأثير اللوبي الإسرائيلي النافذ في معارضة صفقة أسلحة اميركية مع السعودية.

بين دفتي الكتاب

• تسريب الأمير بندر إلى صحيفة "التايمز" اللندنية رسالة شديدة اللهجة من الرئيس بوش إلى صدام حسين، لأنه أراد أن يجعل تجنب الحرب صعباً عليه.

• كانت السعودية على وشك الدخول في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 بعشر طائرات (إحداها بقيادة الأمير بندر) في غضون دقائق من شن هجومٍ على أحد مخازن الوقود الإسرائيلية، وذلك قبل أن يقرروا الانسحاب.

• خلال الصفقة الشهيرة لشراء السعودية للقذائف الصينية أخبر الأمير بندر الأميركيين أنه كان في بيكين لإقناع الصينيين ألا يبيعوا أسلحة إلى إيران. "كان ذلك هو بندر الشرقي، الذي يتتبع دبلوماسية مليكه السرية ويتمنى ألا يتمكن الأميركيون من كشفها."

ويعرض مؤلف الكتاب بالتفصيل بعضاً من مبادرات السلام التي تولاها الأمير بندر بنفسه، ومنها:

• دبلوماسية مكوكية بين بيروت وواشنطن ودمشق والرياض لإنهاء الحرب في لبنان.

• جهود دبلوماسية للسماح لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالخروج من لبنان بأمان بعد الاحتلال الإسرائيلي في 1982.

• دور بارز في الدبلوماسية السعودية لإنهاء الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت من 1980 إلى 1988.

• دور أساسي في جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

(( يصف الأمير السعودي بندر بن سلطان بأنه رجل التناقضات الذي لمع نجمه على المستوى الديبلوماسي وأنجز أكبر صفقات التسلح. ))

(( يكشف الكاتب لأول مرة الستار عن حياة مذهلة وغير عادية عاشها رجل التناقضات سواء داخل القصر الملكي في الرياض أو في التزلج على الجليد بجبال مدينة أسبين بولاية كولورادو أو في ممارسة لعبة السياسة مع زعماء العالم. ))

(( تجاوز بداياته غير المعترف بها ليرتقي في مناصب القوات الجوية الملكية السعودية ويصبح أحد ألمع نجوم الديبلوماسية في السعودية بعد أن عمل مع الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر في تأمين صفقة بيع طائرات F15 للمملكة والدور المؤثر الذي لعبه خلف الكواليس للمساعدة في الحصول على موافقة الكونغرس على معاهدة قناة بنما الأمر الذي أهّله ليعمل سفيراً للمملكة في واشنطن من عام 1983م وحتى 2005م. ))

(( ويذكر الكتاب أن بندر بوصفه سفيراً للسعودية عمل مع الرئيس السابق رونالد ريغان ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية Bill Casey لكسب الحرب الباردة بمساعدة البترودولارات السعودية، كما لعب دوراً حيوياً في بعض أهم الأحداث العالمية مثل فضيحة بيع الأسلحة الأميركية لإيران مقابل الإفراج عن رهائن أميركيين محتجزين في لبنان عام 1985م وإقناع الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بسحب جيشه من أفغانستان والمشاركة في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية. ))

(( ويصف الكتاب بندر بأنه باحث عن الملذات ورجل فاحش الثراء لكنه مع ذلك رجل مخلص لأسرته وخبير في المراوغة والتضليل، لكنه متحدث مباشر حاز على ثقة العالم باعتباره رجل سلام مع أنه أكبر تاجر سلاح في العالم، ليبرز خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كأحد أكبر القوى المحركة للسياسة الخارجية الأميركية. ))

ويسرد الكتاب تفاصيل كثيرة عن اجتماعات الأمير. إحدى الروايات تقول أنه إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان في 1982 رفع وزير الخارجية الأميركي آنذاك، ألكسندر هيغ، يده بعدائية وصرخ: "أيها الأمير، عليك أن تُخرِج أعضاء منظمة التحرير حالاً قبل أن يأكلهم شارون أحياءً". وحين وضع الأمير بندر خطة للعمل بين الأمير فهد، ولي العهد السعودي آنذاك، وياسر عرفات رفض هيغ أن يوصل الرسالة إلى الإسرائيليين. فأجاب الأمير بندر غاضباً: "أنت لست شارون. ابعث بالرسالة إلى الإسرائيليين ولنر ردة فعلهم. إن كان شارون قد تمكن من الانقضاض على منظمة التحرير في بيروت وتدميرها فلن ينتظر إذناً منك أو من غيرك. إن ما يحصل مصيدة لسفك الدماء، مدينة تضم مليون شخص، معظمهم مسلحون. ستكون مذبحة وستكلف الإسرائيليين ثمناً باهظاً".

لان هيغ بعدها وتحدث إلى شارون. وبعد عدة دقائق جاء وأخبر الأمير بندر أنه عقد اتفاقاً معه. ويشير المؤلف ويليام سمبسون إلى أنه لولا إصرار الامير بندر ومناقشته هيغ، لكان تصاعد الوضع وخرج عن السيطرة.


ويمكن القول إن التفاصيل التي ذكرها سمبسون عن جهود الحكومة السعودية هزيمة اللوبي الإسرائيلي من طريق شراء الطائرات المقاتلة F-15 ومعدات AWACS ثرية بالمعلومات. إذ استعمل الأمير بندر خلال هذه العملية السلاح السري السعودي المعروف، المال. فعندما تباطأ ديفيد روكفيلر، رئيس بنك تشيس مانهاتن، في مساعدة السعوديين، يزعم المؤلف انه في محاولة لكسب التأثير اقترح الأمير بندر على المسؤولين في الرياض أن يحولوا 200 مليون دولار من بنك روكفيلر. وفعلوا، فانتقل روكفيلر بسرعة إلى مرحلة التنفيذ. وفي موقفٍ آخر، حسب ادعاء المؤلف، طلب سيناتور جنوبي من الأمير بندر إيداع 10 ملايين دولار في أحد البنوك الجنوبية. ولم تكن هذه رشوة، وإنما وسيلة للتأثير على رئيس البنك الذي كان يتبرع بسخاء للسيناتور.

يعرض الكتاب كذلك للتعاون بين كل من رونالد ريغان ومارغريت تاتشر والملك فهد للقضاء على الشيوعية. ومع أن حالة أفغانستان، كمثال على ذلك، معروفة جيداً، إلا أنه جرى التعتيم على دور الأمير بندر في هزيمة الشيوعيين الإيطاليين. ويزعم الكاتب انه حين أرادت كل من واشنطن ولندن التأكد من هزيمة الشيوعيين في إيطاليا في انتخابات 1983 أُرسِل الأمير بندر إلى روما وفي حوزته 10 ملايين دولار نقداً أودعها في بنك الفاتيكان، وأكد كاهن هناك على توزيعها على خصوم الشيوعية.

ويقول ويليام سمبسون: "بمزجهم بين المال والسرية ومعاداتهم الشيوعية مثل السعوديون عنصراً حاسماً في هجوم أميركا الاستراتيجي على الكتلة السوفياتية." وحسب الكتاب، يقول الأمير بندر أن الرياض كانت تنظر إلى الاتحاد السوفياتي "الملحد" باعتبار أنه خطر يهدد مصالحها. وعلى الرغم من أن الكتاب لا يُعتبر سيرة ذاتية "مُجازة رسمياً"، فإن سمبسون، الذي كان صديقاً للأمير بندر في كلية كرانويل في إنجلترا، أبدى إعجابه بشخصيته واستطاع الوصول إلى أصدقاء الأمير وعائلته، وهو ما يسعى إليه كل مؤلف لكتاب سيرة ذاتية "مُجازة".

ما لم يُوفّق الكاتب في توضيحه بشكلٍ كافٍ هو فترات الغياب المطولة التي كان يغيبها الأمير بندر عن واشنطن في التسعينات خلال فترة إدارة كلينتون، حينما كان نادراً ما يظهر في السفارة، ونادراً ما يحضر الاحتفالات باليوم الوطني. وبالرغم من أنه أقام علاقة جيدة مع بيل كلينتون إلا أنه لم يتمتع بالنفوذ والتأثير اللذين تمتع بهما خلال عهد كل من رونالد ريغان وجورج بوش الأب. وطوال هذه الفترة استمر الأمير بندر في دوره كمبعوث خاص من قبل الملك يجول العالم حاملاً مهماتٍ خاصة. ولكن السعودية كانت أيضاً بحاجة الى سفير يسخر الساعات الطوال في القيام ببعض المهام، مثل إلقاء الخطب في المدن الأميركية، وتشجيع الصحافة، واللقاء مع ذوي التأثير في واشنطن، وفهم ديناميكيات القوى الجديدة، بدل الاعتماد على زمرة قديمة من المستشارين بالكاد يستوعبون "واشنطن الجديدة".

ربما يكون منصب السفير أضجر الأمير بندر لبقائه فيه ثلاثاً وعشرين سنة. ربما أراد أمراً جديداً. في منصبه الجديد، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، يستطيع الأمير بندر أن يقوم بأحسن ما قام به: خدمة المصالح الأمنية السعودية. وفي هذه الأثناء فإن الأمير تركي الفيصل، الذي قضى وقتاً طويلاً في عالم التجسس والدبلوماسية ذات المخاطر العالية، يؤدي العمل الذي تحتاجه السعودية من سفرائها في واشنطن الآن: الوصول إلى مجالس الخبراء، والصحافيين، والجامعات، والجمعيات التجارية، والشعب الأميركي. قد لا تحمل المهمة الجديدة سحر عقد صفقات القذائف مع الصينيين، ولكنها بمثل أهميتها بالنسبة لمستقبل السعودية.

كتاب آخر قمت بطلبه عن طريق الانترنت من الولايات المتحده أحدث ضجه سياسيه كبيره جدا مكان صدوره. اسم الكتاب (( حالة إنكار )) للكاتب بوب ودوارد.

بندر بن سلطان يعتبر السياسي الاقرب لبوش ويساهم بفعالية في رسم السياسة الخارجية لاقوى دولة في العالم.

باعتبار أنه ما من أحد يتقدم على بوب وودورد كمؤرخ لمؤسسة السلطة في الولايات المتحدة، فإن كتابه الأخير يلقي ضوءا جديدا على دور الأمير بندر في واشنطن. الكتاب في معظمه يتناول سوء معالجة الوضع في العراق في مرحلة ما بعد الحرب. ويزعم وودورد أن الرئيس بوش ومستشاريه، وخصوصا دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع، وتشيني، نائب الرئيس، استمروا في خداع الشعب الأميركي حول الوضع في العراق. يقول وودورد في جملته الأخيرة من الكتاب: "مع كل حديث بوش المبشِر والمتفائل، فانه لم يخبر الأميركيين بالحقيقة عما آل إليه الوضع في العراق". خلال حديثهما حول عراق ما بعد الحرب، قال الأمير بندر للرئيس بوش ان عليه تجنب حل الجيش العراقي. وحسب ما ذكره وودورد، قال بندر لبوش: "ما ينبغي عليكم فعله هو دعوة جميع أفراد الجيش للعودة إلى ثكناتهم العسكرية، وتتم مراقبة القادة العسكريين، فلا بد أن يقوم أحد منهم بشيء ما". كما اقترح الأمير بندر على الرئيس بوش أن تدفع واشنطن رواتب المتقاعدين من الجيش والعسكريين المنتظمين، وقال: "عليكم أن تجعلوا الناس يشعرون أن حياتهم تتجه نحو الأحسن". ولكن أحداً لم يأخذ بنصيحته. بعد سنتين من الزمان ثبتت صحة نصيحة الأمير بندر، إذ أن البقية الباقية من الجيش العراقي، والبعثيين من الرتب المتوسطة والدنيا، أشعلت التمرد.

ومثالاً على ذلك، يقول جاي غارنر، الذي تسلم إدارة استقرار عراق ما بعد الحرب، قبل أن يتفوق عليه بول بريمر، ان "حل الجيش العراقي كان خطأ كبيراً". كان ذلك قرار بريمر، بتأييد من الرئيس بوش ونائبه تشيني. يقول غارنر انه بحل الجيش العراقي تسببت واشنطن في ظهور "مئات الآلاف من العراقيين المسلحين العاطلين وغير المنظمين الذين يجولون في البلاد". ويسرد وودورد بالتفاصيل الأخطاء والعثرات التي ارتكبتها إدارة بوش في عراق ما بعد الحرب. وبعقده لقاءات مع القادة في الميدان وكبار المسؤولين في إدارة بوش، يرسم وودورد صورة لجهاز سياسي يتخبط في حالة من الفوضى، وعزوف البيت الأبيض عن سماع الأخبار السيئة، والرئيس الذي لا يدرك ما يحصل على أرض العراق. وحين استلم بريمر منصب غارنر تحدث الأخير إلى الرئيس بوش في زيارة ودية، ورسم صورة أكثر تفاؤلاً للأحداث في العراق مما كان وصفها لرامسفيلد من قبل. ولما وجه وودورد السؤال الى غارنر عن السبب الذي دعاه إلى إعطاء الرئيس وصفاً مختلفاً عن الوصف الذي أعطاه لرامسفيلد، قال غارنر: "لم أكن أعمل عند الرئيس. كنت أعمل عند رامسفيلد." اضاف غارنر ان نقل الحقائق، التي تجري على الأرض إلى الرئيس، جزء من مهام رامسفيلد، أما لقاؤه (غارنر) بالرئيس فكان مجرد زيارة ودية.

هل جرى تهديد غارنر؟ هل كان يخشى من قول الحقيقة لرئيس توصل كثيرون إلى اقتناع بأنه لا يحب سماع الأخبار السيئة؟ غارنر أخبر وودورد بعد ذلك أنه لو كان أخبر الرئيس بالحقيقة لكان نائب الرئيس تشيني ورامسفيلد وكوندليزا رايس "قلبوا انظارهم"، وعلى الأرجح سيتساءل الرئيس لماذا لم تتم إقالة غارنر من منصبه قبل الآن. فالرئيس ونائبه لا يتقبلان سماع الآراء المعارضة، كما أصبح معلوماً. واحد من هذه الأخبار تسبب بالاضطراب للرئيس وبالخوف للبيت الأبيض، كما يقول وودورد.

ففي صيف 2001 ، قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، أرسل ولي العهد السعودي حينذاك (الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز) رسالة شديدة اللهجة إلى البيت الأبيض يحتج فيها على ما اعتبره دعماً متواصلاً من واشنطن لإسرائيل. كان الأمير بندر هو من قرأ الرسالة: "السيد الرئيس، إن القيادة في السعودية عليها أن تشعر دائماً بنبض الشعوب، ومن ثم فإن سياسساتها انعكاس لمشاعر شعبها". لقد سمح الرئيس بوش، أضاف بندر، لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون "بتقرير كل شيء في الشرق الأوسط". وتابع: "ما سبب الألم، لوليٍ العهد، استمرار التجاهل الأميركي للسياسات المؤيدة لإسرائيل، وكأن قطرة من دم يهودي تعادل حياة آلاف الفلسطينيين".

أضافت الرسالة: "ولذلك، فإن ولي العهد لن يتواصل معكم بأي شكل من الأشكال، وستتخذ السعودية جميع قراراتها السياسية والاقتصادية والأمنية استناداً إلى ما ترى فيه مصلحتها في المنطقة من دون أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأميركية بعد الآن، لأنه أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة اتخذت قراراً استراتيجياً بتبني سياسة شارون". كان وقع الرسالة على البيت الأبيض كصخرة ثقيلة. لقد اصاب الذهول الجميع. رد الرئيس بوش مباشرة مشيراً إلى التزامه بالقضية الفلسطينية، وكان يقصد بذلك تهدئة مخاوف ولي العهد السعودي، كما كان ينوي إصدار بيان في العاشر من سبتمبر، ولكن حصلت الهجمات الإرهابية وأدت عجلة الأحداث بعدها إلى حرب أفغانستان والعراق.


يظهر بوب وودورد أن البيت الأبيض لم يكن يدرك بسهولة دائماً التعقيدات الموجودة في الشرق الأوسط، وأنه اعتمد على نصيحة خاطئة ممن لا يعرفون المنطقة جيداً. ويقول ديفيد إغناتيوس، في مقال له في "واشنطن بوست": "كثيراً ما يُتَهم الرئيس بوش الحالي بإقامة علاقات وثيقة جداً مع الأمير السعودي بندر. ولكن الحقيقة مختلفة تماماً، فقد استبدل بوش دور الأمير بندر بأفكار مغلوطة عن تحول الشرق الأوسط"، ويضيف أغناتيوس: "والآن إذ تكافح أميركا لكي تجمع القطع المتناثرة من الشرق الأوسط لتعيدها إلى أماكنها، سيكون مفيداً أن يكون لها شريك عربي بمثل طموح بندر وبراعته".

الجديد في الكتاب

القضية التي أثارت الاهتمام في كتاب وودوورد هي كشفه عن طبيعة العلاقة المتميزة بين الرئيس بوش وبين السفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان الذي يقول الكاتب إنه يحظى بنفوذ وتأثير بارز ليس فقط في حلقة صنع القرار في واشنطن بل إن لديه منزلة خاصة لدى الرئيس بوش ذاته وبالتالي فإنه الشخصية العربية الوحيدة على الأرجح التي يستشيرها الرئيس بوش ويأخذ بآرائها على نحو جاد.


بداية علاقة بوش بالأمير بندر

يقول وودوورد إن الرئيس السابق بوش الأب أجرى في خريف عام 1997 إتصالا هاتفيا بأحد أبرز أصدقائه المقربين وهو الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية لدى واشنطن وقال له إن بوش الإبن الذي كان حينها حاكما لولاية تكساس يرغب في الحديث معه بشأن موضوع هام على انفراد وبعيدا عن الأضواء وطلب منه القدوم إلى تكساس.

ويضيف الكاتب أن بندر الذي تتمحور شخصيته وعلاقاته على مثل تلك الاجتماعات البعيدة عن الأضواء لم يتردد ووافق من دون أن يسأل عن السبب، لكن القضية كانت واضحة خاصة وأنه كانت هناك تكهنات وتقارير صحفية تفيد بأن بوش الابن كان يفكر في ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة.

قام بندر بالتخطيط لزيارته لتكساس وجعلها متزامنة مع موعد مقابلة لكرة القدم الأميركية يلعبها فريقة المفضل (دالاس كاوبويز) واستخدمها كغطاء للزيارة.

يقول الكاتب إن بوش الإبن أبلغ بندر عزمه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة وقال له إن لديه أفكارا واضحة حول ما يتعين القيام به بشأن السياسة الداخلية الأميركية لكنه أضاف "ليس لدي أي فكرة عن الكيفية التي يتعين علي التفكير من خلالها بشأن السياسة الخارجية، إن والدي أبلغني بأنه يتعين علي التحدث مع بندر قبل أن أتخذ أي قرار بهذا الشأن لأسباب عديدة:

أولها أنه (أي بندر) صديقنا-أي صديق للولايات المتحدة.ثانيها أنه يعرف جميع الشخصيات التي لها وزن وتأثير عبر العالم.

ثالثا لأنه مطلع على التطورات في العالم ويستطيع المساعدة في عقد اجتماعات مع أهم الشخصيات في العالم.وهنا تكمن أهمية آراء بندر ومشورته والتي ستترسخ بشكل أكبر وأعمق خلال السنوات التالية، مع الإشارة إلى أن بوش اتصل ليتباحث مع بندر بشأن السياسة الخارجية قبل الاتصال بكونداليزا رايس لتشرف على ملف السياسة الخارجية في حملة بوش الانتخابية. وودوورد يقول إن الأمير بندر قدم لبوش نصيحة ميكيافيلية مفادها أنه يتعين عليه التخلي عن كبريائه وأن يكسب ود خصومه السياسيين بأي ثمن، موضحا له أن معترك السياسة هو مجال صعب ودموي ليس فيه مجال للنزاهة.

بندر المستشار غير الرسمي


ويوضح الكاتب أن الاتصالات بقيت متواصلة بين بندر وبوش الابن، وأنه في الوقت الذي حاز فيه الأخير على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة إلتقى الرجلان في يونيو/حزيران من عام 2000 خلال حفل بمناسبة عيد ميلاد باربرة بوش، وأن بوش الابن طرح السؤال التالي على بندر "بندر إنك أفضل شخص مطلع على شئون العالم، أخبرني أمرا واحدا، وهو لماذا يتعين علي أن أعير الاهتمام لكوريا الشمالية؟".

في إشارة إلى التقارير التي تحذر من التهديد الذي يشلكه النظام الحاكم في بيونغ يونغ، ليجيب بندر بأنه لا يدري بالقدر الكافي لأنه لم يقم بأية مهام بشأن كوريا الشمالية لكنه أوضح أن أحد الأسباب قد يكون هو وجود ثمانية وثلاثين ألفا من القوات الأميركية على الجانب الجنوبي من الحدود بين الكوريتين.

وأن اي إطلاق للنار عبر الحدود قد يسفر عن مقتل نصف تلك القوات الأميركية خلال أي هجوم تقوم به كوريا الشمالية بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو حتى بالأسلحة التقليدية وبالتالي وبكل بساطة فإن الولايات المتحدة في حرب مستمرة مع كوريا الشمالية ويشير الكاتب هنا إلى أن الرئيس بوش أعرب عن ارتياحه للبساطة في التفسير الذي قدمه بندر وقال "أود لو أن أولئك-المستشارين- يعرضون علي الأمور بشكل مبسط بدلا من تقديم نصف كتاب عن تاريخ كوريا الشمالية".

بحسب وودوورد يظهر هذا الحوارذكاء الأمير بندر وقدرته على دراسة سيكولوجية الأشخاص الذين يتعامل معهم واستخدام ذلك لصالحه، وفي معرض تحليله لشخصية بوش الإبن يقول بندر إن "بوش جاء إلى السلطة ولديه مهمة يريد تحقيقها" هذه المهمة هي مهمة شخصية وهي بحسب بندر "رفع الظلم الذي لحق بوالده الرئيس السابق من خلال خسارته في الانتخابات على يد كلينتون".


الإجتماعات الشهرية والمشاروات بشأن قضايا العالم

من غير المعتاد أن يكون بإمكان سفير دولة ما الدخول إلى البيت الأبيض والإجتماع مع الرئيس الأميركي في أي وقت شاء، لكن الوضع مختلف بالنسبة للسفير السعودي الأمير بندر، يقول وودوورد إنه في الخامس والعشرين من شهر مارس/اذار من عام 2001، أي بعد شهرين من تولي بوش الرئاسة،توجه الأمير بندر إلى البيت الأبيض ليبلغ الرئيس بوش انزعاج السعودية بتصريحات صادرة عن وزير الخارجية كولين باول قال فيها إن الولايات المتحدة تعتزم نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس باعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل. ويضيف الكاتب أن الرئيس بوش أبلغ بندر بأنه يدرك مدى حساسية القدس لدي العرب وأن باول لم يكن موفقا في اختيار عباراته على الأرجح.

ليناقش الرجلان قضيتي فلسطين وقضية الإطاحة بنظام حكم صدام حسين والمعارضة العراقية وارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وليعرب الرئيس بوش عن رغبته في عقد إجتماع مرة كل شهر مع بندر من أجل إجراء حوار صريح بينهما.

بعد أسبوعين على اجتماع بوش وبندر في البيت الأبيض قامت الصين بإسقاط طائرة تجسس تابعة للبحرية الأميركية واعتقلت طاقمها المؤلف من أربعة وعشرين شخصا وهو ما شكل أول أزمة دولية تواجهها حكومة الرئيس بوش.

وفي الوقت الذي شدد فيه البيت الأبيض على ضرورة الحفاظ على صورة الرئيس بوش لدى الرأي العام طلب وزير الخارجية كولن باول تدخل الأمير بندر لحل الأزمة من خلال استخدام نفوده وعلاقاته مع المسئولين الصينيين.

وهو الأمر الذي حدث بالفعل وقام بندر بإقناع المسئولين في بكين بالإفراج عن المعتقلين الأميركيين الأربعة والعشرين واعتبر المسألة على أنه جميل شخصي أسداه الصينيون له. وأظهر الكتاب عددا من المناسبات التي تدخل فيها الأمير بندر وتحدث فيها إلى الرئيس بوش ليس بلهجة سفير دولة أجنبية فحسب بل بلهجة المستشار الملم بأمور العالم الذي يسدي النصيحة لرئيس دولة عظمى، وليكون بذلك الشخصية العربية الوحيدة على الأرجح التي يستمع إليها الرئيس بوش بتأني وإمعان.

يقول تركي الدخيل

اليوم أكتب عن بندر بن سلطان بعد أن غادر منصبه، وقد صنع في الولايات المتحدة ما لم يصنعه سفير في تاريخ المملكة من أثر وجهد وتمثيل لبلاده. اكتب عنه لأقول إن بندر قدم لنا كجيل سعودي شاب نموذجاً يحق لنا إن نفتخر به. لا أعرف سفيراً في تاريخ الديبلوماسية السعودية فعل ما فعله بندر بن سلطان. فإن قال أحد إن ذلك ليس إلا بدعم القيادة السياسية ممثلة بالملك فهد رحمه الله والملك عبدالله، أعطيته أصابع يديّ العشر لأؤكد ما يقوله، لكنني سأسأله: ألا يحظى معظم سفرائنا وبخاصة في الدول المهمة بذات الدعم أو نحوه على الأقل؟ فأين هم من بندر؟!

أجريت مقابلة مع الأمير بندر في برنامج (اضاءات) وكانت هي المقابلة الأولى له باللغة العربية، ولم يعرف بمحور من محاور اللقاء إلا قبل بدء التصوير بربع ساعة، وكانت محاور عامة بعيدة عن تفاصيل الأسئلة. قلت له، إن تعامله مع الإعلام الغربي، سيجعلني أرتاح معه واخرج من حرج الاسئلة التقليدية، فقال لي من حقك أن تسأل أي سؤال يطرأ في ذهنك، ومن حقي أن أجيب بالطريقة التي أراها مناسبة. سألته لماذا أثار كتاب بوب ودوورد (خطة هجوم) زوبعة في الاوساط الاميركية، عندما ذكر أن بندر بن سلطان أُخبر بقرار الهجوم على العراق قبل وزير الخارجية الأميركي (حينها) كولن باول، وهل كان لعلاقته الشخصية بالرئيس بوش دور في ذلك قال لي:«يا أخي في أميركا العلاقات الشخصية مهمة ولكن ليست أساسية، لو كانت علاقاتي الشخصية مع المسؤولين في الولايات المتحدة قوية أقوى مما هي الآن، وكانت الدولة اللي أنا أمثلها ليس لها قيمة ما حد كان شاورني في شيء... لو لم أكن أمثل المملكة العربية السعودية كان ما لي قيمة، ما كان عندهم احتياج أو أهمية أنهم يبلغوني أو يشاوروني».

ولأنه رجل دولة فإنه لم يضخم دوره الشخصي في الموضوع بل أعاد الفضل كله للوزن الاستراتيجي لدولته. لقد غادر بندر بن سلطان منصبه سفيراً للمملكة في واشنطن بعد أن لم تقتصر أدواره السياسية على التمثيل الديبلوماسي لأهم بلد نفطي واسلامي لدى اهم عاصمة عالمية فحسب، بل كان في قائمة طويلة من المهام السياسية، علمنا منها أثره في إنهاء ازمة لوكربي التي كانت ليبيا تعاني منها مع العالم، ما اوقعها تحت وطأة حصار اقتصادي وجوي طويل ومضنٍ، خلافاً للدور الذي لعبه بندر في لبنان تمهيداً لاتفاق الطائف. شكراً بندر بن سلطان... باسم كل السعوديين الذين شرفتهم في واشنطن، اقولها بعد ابتعادك عن المنصب، وندعو لخلفك الامير تركي الفيصل بالتوفيق في مهمته الجديدة سفيراً للمملكه.

الكلمات الرئيسة
رأیکم