قرارات متناقضة لترامب بشأن تركيا.. ما تأثيرها على الاقتصاد؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۲۱۲۴
تأريخ النشر:  ۱۱:۴۵  - السَّبْت  ۱۸  ‫مایو‬  ۲۰۱۹ 
في نفس الوقت الذي قرر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء اتفاق الشراكة التجارية التفضيلية مع تركيا، أصدر قرارا بخفض الرسوم الأمريكية على المنتجات التركية من الصلب والألومنيوم إلى النصف، وسط تساؤلات عن انعكاس ذلك على الاقتصاد التركي.

قرارات متناقضة لترامب بشأن تركيا.. ما تأثيرها على الاقتصاد؟طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -وقال ترامب في رسالة إلى الكونغرس الأمريكي: "قررت استنادا إلى مستوى التنمية الاقتصادية بتركيا، إلغاء اعتبارها بلدا ناميا من 17 أيار/ مايو"، فيما أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، خفض الرسوم الأمريكية على المنتجات التركية من الصلب والألومنيوم من 50 إلى 25 بالمئة.

وكانت تركيا من بين 120 دولة في نظام الشراكة التجارية التفضيلية مع الولايات المتحدة. ويهدف البرنامج إلى دعم التطور الاقتصادي في الدول المعنية بإلغاء الرسوم على بعض صادراتها.

وفي تعقيبها على القرارات الأمريكية، رحبت تركيا بخفض الرسوم الأمريكية على منتجاتها من الصلب والألمونيوم، لكنها اعتبرت أن إلغاء اتفاق الشراكة التجارية التفضيلية يتناقض مع هدف اتفاق التبادل التجاري بين البلدين، الذي اتفق عليه الرئيسان ترامب ورجب طيب أردوغان والذي تصل قيمته إلى 75 مليار دولار.

ووصفت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قرار واشنطن خفض رسوم الصلب التركي بالتطور الإيجابي، مؤكدة أن أنقرة ستواصل العمل على زيادة التجارة الثنائية، وتتطلع إلى أن تزيل الولايات المتحدة جميع العراقيل التي تواجه التجارة بين البلدين.

وشهدت الليرة التركية صباح الجمعة، هبوطا محدودا عقب القرارات الأمريكية، لكن رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، عبد المطلب أربا، استبعد الربط بين التراجع الطفيف للعملة التركية وقرارات ترامب التي وصفها بالمتناقضة.

وأكد أربا، في تصريحات لـ "عربي21"، أن القرارات الأمريكية لم تكن مفاجئة للأوساط الاقتصادية ودوائر صنع القرار في تركيا، مستطردا: "أثر هذه القرارات على بعض المتعاملين في مجال الاقتصاد التركي نفسي أكثر منه اقتصادي".

وأوضح أن تركيا خلقت أسواقا بديلة وقوية لصادراتها بعيدا عن السوق الأمريكي، مضيفا: "عندما رفعت واشنطن الرسوم الأمريكية على الواردات التركية من الصلب والألمونيوم العام الماضي، لم تتأثر صادرات أنقرة في هذا القطاع، كونها تصدر الصلب والألمونيوم إلى 36 دولة حول العالم وليس إلى الولايات المتحدة فقط".

وأردف: "واشنطن هي التي عانت بسبب رفع الرسوم على واردات الصلب والألمونيوم وليست أنقرة، وتخفيض الرسوم مرتبط باستفادة أمريكية على الصعيد الاقتصادي، كما أن له بعدا سياسيا متعلقا بجذب أنقرة إلى طرف واشنطن، وإقناع تركيا بإلغاء صفقة شراء منظومة صواريخ "S400" الروسية".

وذكر موقع الممثل التجاري الأمريكي أن الولايات المتحدة استوردت سلعا من تركيا بقيمة 1.66 مليار دولار في 2017 بموجب اتفاقية الشراكة التجارية التفضيلية، وهو ما يشكل 17.7 في المئة من إجمالي الواردات من تركيا. وتتضمن الواردات سيارات وأجزائها ومجوهرات ومعادن نفيسة.

وقد استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 1.66 مليار دولار من تركيا عام 2017 في إطار نظام المعاملة التفضيلية، أي ما يمثل نسبة 17.7 في المئة من إجمالي ما تستورده الولايات المتحدة من تركيا حسب موقع يو أس تي أر.

ويشير الموقع ذاته إلى أن المواد المستوردة ضمن نظام الشراكة التجارية التفضيلية تشمل السيارات وقطع غيار السيارات والمجوهرات والمعادن الثمينة.

وكشف ترامب أن واردات الولايات المتحدة من منتجات الصلب التركي تراجعت بنسبة 48 في المئة مقارنة مع العام الماضي. وتراجع إجمالي واردات الولايات المتحدة من الصلب التركي أيضًا بنسبة 12 في المئة. وبيّن أنه لأجل ذلك تم خفض الرسوم الجمركية المفروضة من 50 إلى 25 في المئة.

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت في 10 أغسطس/ آب 2018، رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب التركي إلى 50 في المئة، والألومنيوم إلى 20 في المئة.

وبعد أيام، أعلنت تركيا رفع دعوى ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية بسبب مخالفتها قواعد المنظمة من خلال رفع الرسوم الجمركية.

وقال متعامل في إدارة الخزينة بأحد البنوك لرويترز، إن "المخاوف بشأن آفاق تركيا تُضاف إلى الضغوط على الليرة الناجمة عن الارتفاع الكامن للدولار، بينما سيكون للقرارات الأمريكية أثر متفاوت".

انتهی/

رأیکم