أعلن رئيس كازاخستان، نور سلطان نزاربايف، تخليه عن السلطة في الجمهورية بعد 29 عاما، حين عين عام 1989 السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكازاخستاني.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ونزاربايف هو أول زعيم في آسيا الوسطى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي يتخلى عن السلطة بمحض إرادته، وليس نتيجة انقلاب أو ثورة.
ولد نزاربايف يوم 6 يوليو عام 1940 في قرية تشيمولغان التابعة إداريا لمقاطعة آلما أتا (ألماتي حاليا) في جمهورية كازاخستان السوفيتية.
وفي فترة فبراير-أبريل 1990 شغل نزاربايف منصب رئيس المجلس الأعلى للجمهورية، ليصبح في الـ 24 أبريل من العام نفسه رئيسا لها عقب إقرار هذا المنصب.
وفي الأول من ديسمبر عام 1991 انتخب نزاربايف أول رئيس لكازاخستان في أول انتخابات تنظم في الجمهورية بالتزامن مع إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وبلغت النسبة التي حصل عليها من قبل الناخبين 98.7 بالمئة، وأعيد انتخابه عدة مرات آخرها في العام 2015.
وفي 2007 تم إدخال تعديلات في دستور الجمهورية تمنح نزاربايف حقا استثنائيا، بصفته الرئيس الأول لكازاخستان، في الترشح لرئاسة البلاد لفتراة غير محددة.
وعام 2010 اعتمدت كازاخستان قانونا يقضي بمنحه صفة "زعيم الأمة"، وفي صيف العام الماضي دخل حيز التنفيذ قانون ينص على أحقية نزاربايف في شغل منصب رئيس مجلس الأمن لبلاده مدى الحياة.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي أصبح نزاربايف رئيسا لأكبر جمهورية في منطقة آسيا الوسطى، تملك أقوى اقتصاد بين الجمهوريات السوفيتية السابقة ما عدا جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية.
ومع تسلمه السلطة أعلن نزاربايف أن الحفاظ على سيادة البلاد ودعم الاستقرار فيها وإجراء إصلاحات واسعة تكفل ضمان الانتقال السلسل لاقتصاد السوق، على قمة أولويات سياسته.
وخلال رئاسته الطويلة تمكن نزاربايف من إبعاد البلاد عن الانجرار إلى النزاعات الإقليمية مع الحفاظ على الاستقرار السياسي.
ومن الناحية الاقتصادية، شهد كازاخستان منذ منتصف التسعينيات القرن الماضي نموا مستمرا، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للجمهورية خلال فترة 1990-2017 بـ6 أضعاف، من 26 مليار و933 مليون دولار في العام 1990 إلى 162 مليار و887 مليون دولار في العام 2017، حسب بيانات البنك الدولي.
وخلال مقابلة أجرتها مع نزاربايف قناة "روسيا 24" حدد الرئيس الكازاخستاني أهم إنجازات أحرزتها بلاده في سنوات الاستقلال، بقوله إنها "أولا، بناء دولة كازاخستان من الصفر؛ ثانيا، إنشاء عاصمة جديدة في أستانا (أي نقل العاصمة من مدينة ألماتي إلى أستانا في 1997)؛ ثالثا، السياسة الخارجية التي تتميز بعلاقات صداقة مع جميع دول الجوار".
وفي وثيقة "استراتيجية كازاخستان 2050" أعلن نزاربايف دخول بلاده في قائمة الدول الـ30 الأكثر تطورا كإحدى أهداف القيادة.
وتحتل كازاخستان المرتبة السابعة عالميا من حيث احتياطيات النفط، والسادسة في احتياطيات الغاز، والثانية في احتياطيات اليورانيوم.
انتهی/