برهان غليون يكشف المستور حول دور المعارضة!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۸۲۵۹
تأريخ النشر:  ۱۱:۳۷  - السَّبْت  ۱۶  ‫مارس‬  ۲۰۱۹ 
ثماني سنوات مرت على أكبر محنة في تاريخ سوريا المعاصر، قد تكون اكبر واوضح مؤامرة عرفها التاريخ السياسي لسوريا …نعم نقول مؤامرة غير مهتمين بموضة نخبوية تسخر ممن يتحدث عن مؤامرة باعتبار استعمال هذا الوصف يصنف في خانة الخطاب الخشبي، ولكي تبدو حداثيا وفاهما للقضايا المعاصرة فعليك أن تمد عقيرتك و تطعج جلستك وتقول انا أرفض نظرية المؤامرة.

برهان غليون يكشف المستور حول دور المعارضة!طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - لا يا سادة التآمر على سوريا كان أوضح من نظرية تحتمل الصحيح أو الخطأ، لأن ثمة وقائع لا تحتاج إلى برهان اليوم، لكنها كانت صعبة الإثبات في الشهور الأولى للأزمة السورية.

لعل غرفة "الموم" في تركيا على حدود سوريا ونظيرتها "الموك "على الحدود الجنوبية واللتان ضمتا أجهزة استخبارات " سعودية وقطرية وتركيا وأمريكية وبريطانية و إسرائيلية " كانت مهمتها إدارة عملية إسقاط النظام في سوريا، من الدلائل الواضحة والوقائع المثبتة في أن ما كان يجري هو تآمر، وعملية لمعاقبة النظام الحاكم في سوريا على دوره السياسي وخياراته في المنطقة، وليس من أجل ديمقراطية مزعومة كانوا يعدون الشعب السوري بها.

ولو أرادوا فعلا ديمقراطية ومدينة وحرية سياسية، لما ادخلوا كل شذاذ الآفاق إلى حجرتها. وليس أوضح في هذا المجال من كلام رئيس وزراء قطر السابق" حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني " في سلسلة حوارات تحدث فيها عن توزيع الولايات المتحدة للإدوار، وكيف تم سحب دور القيادة من بلاده واعطائها للسعودية مما أدى إلى" حرق الطبخة أو "هروب الطريدة"، وطبعا كلا الدولتين كما يعرف الجميع مثال للديمقراطية والحرية، واردوا تصديرها إلى سوريا.

إنها ليست مؤامرة فحسب بل هي أكبر خديعة في التاريخ المعاصر، ولاشيء يدعوا للاستغراب اليوم أكثر من استمرار البعض في اللعبة وخداع الراي العام رغم انكشاف كل شيء.

مرت ما يطلق عليها الأزمة بمراحل متعددة، وأن كان البعض ينسبها إلى الحراك العربي الذي انتفض ضد الأنظمة والأوضاع المتردية التي عمت البلدان العربية، لا أن ما يسمى الربيع العربي كان فرصة التقطتها القوى الكبرى وجيرتها لتحقيق أهداف سياسية ضد الخصوم
سوريا كانت بموقعها ودورها وتحالفاتها بلا شك حالة استثنائية حساسة دفعت الأحداث لأن تكون بمستوى خطر، وصلت إلى مرحلة الصراع الدولي، استخدمت فيها القوى المختلفة كل ما تستطيع لتحقيق أهدافها..

ولكن الحراك وان كان شعبيا وعفويا في البداية، إلا أنه لم يكن يملك محركات الدفع الذي تجعل منه ثورة عارمة تطيح بالنظام، فقد ظلت المدن الكبرى وخاصة حلب العاصمة الاقتصادية ودمشق العاصمة السياسية بمنأى عن الانخراط في حركة الاحتجاج، ولا يعني هذا أن الوضع في سوريا كان مثاليا، وأن سوريا لا تحتاج إلى الإصلاح والتغيير، إنما كانت حركة احتجاج ولو محدودة كفيلة بإطلاق مشروع إسقاط النظام بقوة دفع خارجية، استخدمت فيها هذه الأطراف أقصى الوسائل الممكنة، ابتداء بتضليل الرأي العام وليس انتهاء بنقل المقاتلين والقتلة إلى سوريا مهما كانت خلفيتهم الإيديولوجية أو الأهداف التي جاؤوا من أجلها " إمارة، خلافة، نصرة السنة، أو ابادة العلويين " كان هؤلاء أدوات فقط في معركة إسقاط النظام.

لم يكن حينها ثمة فرصة لأي مراقب للتأمل بصورة موضوعية، فقد تسيد خطاب التجييش والتحريض والتهديد واختلطت الأساطير بالوقائع، كان الرأي العام العربي والسوري على وجه التحديد مملوكا لوسائل إعلام دخلت معركة إسقاط النظام وتخلت عن دور الناقل المحايد للأحداث.

كانت حركة الإخوان المسلمون المحظورة قد علقت معارضتها للنظام منذ العام 2009 بواسطة تركية، في وقت كان فيه التقارب بين دمشق وأنقرة قد بلغ مرحلة الذروة، ولذلك حال اندلاع الأزمة، طلبت تركيا من دمشق، قبول الإخوان في الحكم بنسبة الثلث، وينتهي كل شيء "ويادار مادخلك شر".

في كتاب سوف يصدر بعد أيام لأول رئيس للمجلس الوطني السوري المعارض الأكاديمي "برهان غليون" يقول غليون حسب ملخص منشور للكتاب، " في أول اجتماع عقده المجلس أصرت حركة الإخوان المسلمين على حضور ممثل رسمي لتركيا، إذ أن ولاء الحركة كان لتركيا، ويضيف غليون حسب موجز صغير للكتاب، أن الدول الداعمة لما سماها الثورة كانت تصر على تقديم الدعم مباشرة للفصائل المسلحة، وليس عبر المجلس الوطني، وهذا ما خلق نفوذا لهذه الدول داخل سوريا"، ومن المؤكد أن الكتاب للمؤلف وهو من أشد المعارضين للنظام سوف يكشف المزيد من الحقائق.

ورفض الأسد طلب تركيا بإدخال حركة الإخوان إلى الحكم وبعدها اتجهت الأزمة إلى التصعيد فتحت الحدود للمقاتلين من أنحاء العالم، شكلت قوى إقليمية بالتعاون مع الولايات المتحدة غرف عمليات مشتركة على الحدود الجنوبية والشمالية، تدفقت الأموال إلى الجماعات المسلحة، ودخل الجيش السوري بحرب ضروس معها، شكل مجموعة من رجال الدين غطاء شرعيا للمقاتلين عبر الفتوى، بما فيها فتوى تبرر الغزو العسكري الأمريكي، وأخرى تحلل قتل كل من يعمل مع النظام مدنيين وعسكريين، ناهيك عن دعوات الجهاد في سوريا، تلك التي لم نسمعها للمسجد الأقصى والقدس.

ورغم عشرات الجماعات المسلحة، والفصائل والدعم والسلاح بما فيه الدبابات عبر الحدود المفتوحة من جهات البلاد الأربع، في لبنان ضبطت سفينة سلاح ضخمة تحمل اسم "لطف الله 2" رغم ذلك ظل الجيش السوري إلى اليوم هو المدان الوحيد والمتهم الوحيد بالقتل.

دخلت القاعدة وبعدها داعش لتمدد في الجغرافية السورية فارضة نفسها على السكان بالرعب والقتل، تجمعت المعارضة السياسية في الخارج بهدف تشكيل هيكل سياسي موحد، لم تنجزه حتى اليوم وبدأت القوى الكبرى بإطلاق مسار سياسي تمثل بجولات حوارات بين السلطة والمعارضة في جنيف لم يفض إلى شيء، بعد عامين من الحرب تدخلت إيران و دخل حزب الله الى جانب السلطة، وبعد أربعة أعوام دخلت روسيا كذلك، وتغيرت المعادلة بدا المشروع يتهاوى.

تمركزت القوات الأمريكية ومعها إعداد محدودة من قوات اوربية في شمال شرق سوريا، لدعم الكرد ضد داعش، ودخلت تركيا إلى الشمال بذريعة مواجهة المسلحين الكرد، حاولت إسرائيل مد نفوذها إلى الجنوب السوري، بينما استعملت السماء لشن عشرات الغارات على مواقع تقول انها تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا.

ثماني سنوات مرت، وكل هذه الخطايا، يتم تغطيتها بزعم الوقوف مع الشعب السوري من أجل الحرية وضد الديكتاتورية، وكأن نظام الحكم في سوريا كان حالة شاذة في محيط من الدول الديمقراطية، والشعوب الحرة، لا يمكن النظر إلى النظام السوري إلا باعتباره جزءا لا يختلف عن محيطه العربي وعن الدول العربية التي حملت لواء إسقاطه، واذا اختلف عنها فانه يختلف بتمسكه بالعداء لإسرائيل، ودعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وعدم توقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل أو السماح بأي شكل من أشكال التطبيع معها.

يستحق الشعب السوري كما كل الشعوب العربية، دولة عصرية ديمقراطية يتمتع فيها بالحقوق والحريات السياسية، ولكن هذا المشروع وهذا المسار الذي انطلق في عام 2011، لم يكن يحمل هذا الربيع لسوريا، إنما لو نجح لا قدر الله، كان سيجر سوريا إلى المصير الأسود، الحرية والديمقراطية والخير لسوريا لا يأتي عبر أجهزة الاستخبارات الأجنبية، أو الغزو العسكري الأمريكي أو التركي.


كمال خلف- رأي اليوم

انتهى/

رأیکم