شكلت النساء الحلقة الأضعف وتعرضن لشتى أنواع الابتزاز والاستغلال الشنيع ولاسيما فيما يتعلق بحالات الزواج القسري نتيجة العوز وضيق ذات اليد وتركيا هي كانت الأولى التي استقبلت النازحين وأعدت لهم المخيمات حتى قبل أن يصل النازح الأول منهم.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء صحيفة «ميللييت» التركية عرضت، في عددها الصادر أمس، لوضع النساء السوريات النازحات إلى جنوب شرقي تركيا، ولاسيما في منطقة الاسكندرون (هاتاي).
تقول الصحيفة انه قبل الأزمة السورية كانت المرأة السورية «مرغوبة ومطلوبة» من جانب الأزواج الأتراك. ولكن بعد الحرب، تزايدت الرغبة وارتفع عدد «أئمة النكاح» حيث اتخذ الرجال الأتراك من المرأة السورية زوجة ثانية وثالثة ورابعة. وغالبا ما يتم ذلك بالإكراه من جانب أهل المرأة. ومما ساعد على تعاظم الظاهرة هي أن كلفة الزواج من المرأة السورية تقل بكثير عن الكلفة المطلوبة للزواج من المرأة التركية.
بل أكثر من ذلك، انخفضت تكلفة الزواج، وفقا للتقرير الصحافي، من الهامش الذي يتراوح بين خمسة آلاف وسبعة آلاف دولار أميركي قبل الحرب إلى حوالي ألف دولار بعد الحرب. ويمكن لـ«السعر» أن يتقلب تبعا لجمال المرأة أو عمرها. وغالبا ما تكون الأعمار بحدود 14 عاماً و15 عاماً.
وتقول الصحيفة كذلك إنّ غالبية السوريين لا يستطيعون دفع إيجار يصل إلى حدود 400 دولار أميركي، فيقترح صاحب البيت الزواج من ابنتهم الشابة لتحل الأمور.
ومع أنّ العدد الرسمي للاجئين السوريين في تركيا يقف في حدود 577 ألفا، غير أنّ التقديرات ترجح تجاوز العدد المليون لاجئ. ويعيش الجزء الأكبر خارج المخيمات الرسمية، ولا يحملون أية أوراق ثبوتية. ووفقا للقانون التركي، يطلق عليهم اسم «ضيف». ويعيش معظمهم في العمارات قيد الإنشاء وفي المستودعات.
ويقول تقرير الصحيفة التركية إنّ عمليات الزواج بالسوريات تحول إلى تجارة. ويروي أحد الشهود المذكورين في التقرير أنّ الزواج الثاني والثالث للرجال غالبا ما يكون من امرأة سورية. ولكن التساؤل: ما الذي يفعله رجل في الستين من عمره بزواجه من فتاة لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً؟
وتقول «ميللييت» إنّ أكثر من نسبة تسعين في المئة من الرجال الأتراك كاذبون عندما يقولون إنهم يريدون الزواج، إذ أنهم يستغلون السوريات لتمضية الوقت معهن.
وتقول إحدى النساء، وهي تبلغ 23 من العمر، إنّ احد الرجال الأتراك، وله من العمر 55 عاما، تقدّم إليها بطلب الزواج، مدعيا انه غير متزوج ولكن بعدما تزوجته بسبب الحاجة وبسبب البحث عن مسكن تبين انه متزوج وله أربعة أولاد.
وجاء في التحقيق أنّ عددا كبيرا من السوريات في داخل المخيمات وفي خارجها يتعرضن للاغتصاب وللتعنيف.
وعلى صعيد آخر، يذكر التقرير أنّ عدد الأطفال الذين ولدوا في مخيمات اللاجئين في تركيا، فقط، بلغ خلال عامين ونصف العام ثمانية آلاف طفل. قسم كبير منهم أعطى المولود، إذا كان صبيا، اسم رجب، تيمناً باسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وإذا كانت فتاة اسم أمينة، تيمناً باسم زوجة اردوغان.