أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الاثنين، عن إطلاق منصّة "زمالة جمال خاشقجي" تكريماً للصحافي السعودي الراحل الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول على يد فرقة اغيتال سعودي في شهر أكتوبر/تشرين الاول الماضي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وستكون المنصة، بحسب الصحيفة، عالمية جديدة للآراء. إذ ستوفر للكتاب والصحافيين إمكانية تقديم وجهات نظرهم من أنحاء العالم حيث تُقمع حرية الرأي والتعبير، وستكون الناشطة الحقوقية السعودية والكاتبة الصحافية المعارضة هالة الدوسري الزميلة الأولى لهذه المنصة. وستقوم بكتابة عمود يركز على أبرز القضايا التي تشكل مشهد الشرق الأوسط وتحديداً السعودية والخليج الفارسي.
وقال محرر الصفحة الافتتاحية في "ذا بوست"، فريد هيات: "نحن نتشرف بإعرابنا عن تقديرنا لحياة جمال وعمله والقيم التي كان يكترث لها، وبينها حقوق الإنسان وحرية التعبير"، مضيفاً: "ونحن نتشرّف بأن هالة قبلت أن تكون الزميلة الأولى. هالة هي صوت قيادي ومحترم في قضايا النساء، السياسة الصحية والإصلاح السياسي في السعودية والخليج (الفارسي). نتطلّع لأن تنضم لقائمة مساهمينا الذين يوفّرون وجهات نظر مختلفة ومليئة بالمعلومات والتي قد لا يكونون قادرين على البوح بها في دولهم أو مناطقهم".
وتعد هالة الدوسري التي تحمل درجة الدكتوراه في الأبحاث الصحية والوبائيات والعنف ضد النساء وآثاره في السعودية من جامعة أولد ديمينون في فرجينيا، إحدى أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان والمرأة في السعودية والخليج (الفارسي).
تخرّجت هالة الدوسري بدرجة بكالوريوس العلوم من جامعة الملك عبد العزيز في جدة قبل أن تحصل على درجة الماجستير في العلوم الطبية من جامعة ساري في بريطانيا، حيث عملت بعدها لفترات متقطعة أخصائية صحية ومحاضرة ومستشارة لوزارة الصحة السعودية في الأبحاث ووضع الخطط والسياسات الصحية الوطنية، لكن ممارستها لنشاط الكتابة منذ عام 2006 دفع السلطات للتضييق عليها بشكل كبير خصوصاً مع حدتها في الطرح.
وساهمت الدوسري في تنظيم ملتقى النهضة عام 2010 في البحرين وهو ملتقى خليجي شبابي فكري يدعو للمجتمع المدني وزيادة الحريات السياسية والاجتماعية داخل الدول الخليج (الفارسي)، ويشرف عليه الداعية، المعتقل حالياً، سلمان العودة ويديره الدكتور مصطفى الحسن، والذي أفرجت عنه السلطات مؤخرا بسبب إصابته بمرحلة متطورة بمرض السرطان.
ووصفت السلطات السعودية هذا الملتقى مؤخراً بأنه "يدعو لقلب نظام الحكم وتغييره"، ووضعته ضمن التهم الـ37 التي وجهت للداعية سلمان العودة أثناء محاكمته السرية.
كما شاركت في العديد من الفعاليات التي تدعم حقوق المرأة أبرزها حملة "26 أكتوبر" لرفع حظر قيادة السيارات على المرأة في السعودية عام 2013، حيث قادت مع نساء أخريات السيارة في شوارع البلاد في تحدٍ للحظر المفروض آنذاك. كما أنها ساهمت في تنظيم حملة النساء السعوديات ضد قانون الولاية على المرأة والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.
وفي عام 2014، قرّرت هالة الدوسري البقاء في الولايات المتحدة الأميركية وتصعيد لهجة خطابها ضد النظام السعودي، وهو ما جعلها على قوائم المطلوبين من قبل الاستخبارات السعودية وولي العهد محمد بن سلمان الذي كلف مستشاره السابق سعود القحطاني مطاردة الصحافيين والناشطين السعوديين المعارضين حول العالم.
وتعمل الدوسري اليوم باحثة مقيمة في مركز حقوق الإنسان والعدالة الدولية في كلية الحقوق في جامعة نيويورك، كما أنها عضو في المجلس الاستشاري لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وباحثة زائرة في معهد دول الخليج (الفارسي) في واشنطن، وتدير موقع (آمنة) الإلكتروني والذي يهدف إلى توعية المرأة السعودية بحقوقها ووقف العنف ضدها.
وسبق للدوسري أن كتبت في العديد من الصحف السعودية والعالمية أبرزها صحيفة "الحياة" و"ذا غارديان" و"الجزيرة" و"فورين أفيرز" و"فورين بوليسي"، كما أنها كتبت العديد من الدراسات والأبحاث في المراكز البحثية والتي أوضحت فيها أن محاولات النظام السعودي تعيين النساء في المناصب العامة هو مجرد عمليات تجميلية لإخفاء القمع السياسي والاجتماعي الذي يمارس ضد المرأة في البلاد منذ عقود.
وسيكون حضور هالة الدوسري المستمر في صحيفة "واشنطن بوست"، وترجمة مقالاتها إلى اللغة العربية، وهو ما تزمع الصحيفة فعله، ضربةً قوية لولي العهد محمد بن سلمان واستمراراً للحملات الإعلامية العنيفة التي تشنها الصحافة الغربية والمنظمات الحقوقية ضده، بعد إصداره أوامر بالتخلص من جمال خاشقجي وبقية المعارضين السعوديين.
انتهى/