نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تناولت فيه التطورات الأخيرة في العلاقات بين المغرب والسعودية على ضوء استدعاء الرباط سفيرها من الرياض وإنهاء مشاركتها في التحالف العربي في اليمن.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وفي التقرير الذي ترجمته "عربي21" تتطرق الصحيفة إلى "الموقف المحايد الذي تلتزم به الرباط بشأن مقاطعة قطر، الذي من شأنه أن يهدد العلاقات الثنائية بين المغرب والسعودية".
وقالت الصحيفة إن العلاقات "التي كانت ممتازة بين السعودية والمغرب لعدة عقود يطغى عليها التوتر منذ سنتين ففي الأسبوع الماضي، استدعى المغرب سفيره في السعودية، مصطفى المنصوري، بعد أن بثت قناة "العربية" السعودية فيلما وثائقيا عن الصحراء الغربية أشار إلى أن المغرب غزا هذه المنطقة بعد أن غادرها المستوطنون الإسبان سنة 1975".
حرب اليمن
وبينت الصحيفة أن العلاقات بين البلدين "بدأت تتدهور منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد سنة 2017، لتتغير بذلك السياسة الخارجية للمملكة".
وتضيف: "بتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير الماضي صرح وزير الخارجية المغرب ناصر بوريطة بأنه على الرغم من استمرار المغرب في التحالف العسكري مع السعودية، إلا أن التزام البلاد قد تغير".
وتتابع الصحيفة: "سلط الوزير بوريطة الضوء على البعد الإنساني للحرب اليمنية مشيرا إلى أن هذه الحرب هي أعظم كارثة إنسانية في العالم، ولم يشارك المغرب في الاجتماعات العسكرية والوزارية الأخيرة لهذا التحالف".
وتلفت الصحيفة إلى أن "نقطة التحول في العلاقات الثنائية بين البلدين يعود تاريخها إلى الخامس من حزيران/ يونيو من سنة 2017، عندما فرضت السعودية حصارا اقتصاديا على قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب، بموجب قرار أيدته كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، بينما حاول المغرب التوسط بين الدولتين".
"الحياد الإيجابي"
وأوردت الصحيفة أن العاهل المغربي محمد السادس "لطالما اهتم بالعلاقات التي تجمع بلاده بالسعودية باعتبارها من المستثمرين الرئيسيين في المغرب، في المقابل، يرفض مواجهة قطر التي تتمتع بقدرة استثمارية حيوية بالنسبة لمشاريع التنمية المغربية، ونظرا لعلاقة الصداقة التي تجمع بين الأمير تميم بن حمد آل الثاني والملك محمد السادس".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحياد الإيجابي الذي ينتهجه المغرب يبدو أنه لم يرق كثيرا للسعودية، فيما يواصل المغرب تقليص مشاركته في حرب اليمن، إلى أن تمكن في نيسان/أبريل من سنة 2018 من سحب مقاتلاته من طراز إف-16 المتمركزة في السعودية".
وفي نفس الشهر الذي انتشر فيه خبر توتر العلاقات بين الرباط والرياض، نشر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على تويتر صورة شخصية تجمعه بمحمد بن سلمان ومحمد السادس في أحد المطاعم في باريس. وبعد مرور شهرين، رفضت السعودية دعم الملف المغربي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026، المنافس العربي الوحيد ضد الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وعلى الرغم من شروع المغرب في حملة دبلوماسية كبيرة لحشد الدعم، صوتت السعودية لصالح الولايات المتحدة في مؤتمر الفيفا الذي عقد في حزيران/ يونيو في موسكو".
وأوضحت أن "الازدراء المتبادل بين البلدين ظل متواصلا. ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2018، أجرى محمد بن سلمان أول رحلة له في الخارج بعد حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول. وقبل حضوره إلى قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، زار ولي العهد السعودي الإمارات والبحرين ومصر وتونس والجزائر وموريتانيا، متجاهلا المغرب وليبيا. ومن جانبها، لم تعرب الرباط عن دعمها لمحمد بن سلمان على خلفية وفاة الصحفي السعودي".
وخلال الأسبوع الماضي، صرح السفير المغربي بالسعودية مصطفى المنصوري بأن "العلاقات بين المغرب والسعودية تاريخية وقوية. ومن الطبيعي أن تنشأ خلافات أو اختلافات بين الدول من وقت لآخر. أنا متأكد من أنها أزمة مؤقتة وستعود العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي".
انتهی/