بات من المعروف أن (هيئة تحرير الشام) أو (جبهة النصرة) سابقا أصبحت تسيطر على كامل محافظة إدلب وريف حلب الغربي وأجزاء من ريف حماة الشمالي بعد أن تبخر ما يسمى بفصائل (الجيش الحر) نتيجة التناحر الأخير الذي حصل في الأسابيع الماضية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وتعد (جبهة النصرة) الذراع العسكري لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا كما صنفت على لائحة الإرهاب العالمي منذ سنوات ، هذا ما يوقض مخرجات اتفاق سوتشي الذي أجل معركة إدلب فقد كان من المفترض أن يطهر الجيش السوري محافظة إدلب عقب تحرير محافظتي درعا والقنيطرة في آب/أغسطس 2018 م ، فبعد قضاء (جبهة النصرة) على جميع الفصائل الأخرى في إدلب وريف حلب الغربي وحماة الشمالي أصبحت هذه المناطق تحت سيطرة احتلال منظمة إرهابية عالمية.
وبنظرة محلية للواقع فإن هذه المناطق انتقلت من إرهابي إلى إرهابي آخر فلا فرق بين ممارساتهم الإجرامية في إرهاب المواطنين وقتل الأبرياء، ولا بد للجيش السوري من ممارسة حقه الطبيعي بالقضاء على الإرهاب وتخليص مواطنيه من براثن الإرهابيين مهما طال الزمن.
هل الجيش السوري مستعد لخوض معركة إدلب؟
مهما عظمت قوة الجماعات الإرهابية ينقصها الكثير لمجابهة قوة وجبروت الجيش السوري هذا ما أكدته ال 8 سنوات السابقة بعد مئات المعارك التي خاضها جنود الجيش السوري وكسبوها بالمجمل فمن قضى على تنظيم داعش والإرهابيين في ريف دمشق وحمص وحماة ودرعا والقنيطرة ودير الزور وحلب … الخ لن يوقفه إرهابيو إدلب رغم صعوبة المعركة، وإذا أردنا الغوص في المقدرات التي يمكن أن ترصدها القيادة العسكرية السورية لمعركة بحجم معركة إدلب ، فسأطمئن الإرهابيين بأنهم لن يواجهوا سوى 1500 دبابة وعربة مصفحة وآلاف السيارات المزودة برشاشات متوسطة و ثقيلة ومئات قطعات المدفعية وضعفهم من الراجمات والصواريخ وفقط عشرات آلاف الجنود المدججين بالسلاح والمتمرسين بحرب المدن والعصابات وبعض المئات من الطائرات الحربية والحوامة.
سياسيا يعد الوضع في إدلب معقدا بعض الشيء لا سيما مع وجود قواعد ونقاط للاحتلال التركي داخل تراب إدلب ليست ببعيدة عن الجبهات التي تفصل بين وحدات الجيش السوري والإرهابيين وهي بالمعنى العسكري لا تؤثر على سير أي عملية عسكرية سيخوضها الجيش السوري ولكنها تبقى عائقا صغيرا في ظل التفاهمات السياسية السابقة بين الصديق الروسي والنظام التركي ، ومن المؤكد بأن التفاهمات السابقة سيتم إلغائها أو تعديلها بعد سيطرة (جبهة النصرة) الإرهابية على إدلب ومحيطها وهو مايرفضه الروس بشكل قاطع خصيصا بعد زيادة الخروقات من قبل الإرهابيين ومهاجمتهم لنقاط وجنود الجيش السوري على طول الجبهة من كسب إلى حلب، وقد ظهر للعلن امتعاض الروس من الوضع الراهن في إدلب عبر تصريحات أطلقها كبار القادة السياسيين والعسكريين الروس، فمن المؤكد بأن تفاهمات جديدة قد تبصر النور في المنظور القريب.
وبقراءة عامة للمعطيات الميدانية والسياسية فإن الجيش السوري يطبخ معركة إدلب على نار هادئة مع العلم بأن كافة التحضيرات العسكرية واللوجستية على أكمل وجه ولا ينتظر القادة الميدانيين سوى أمر التحرك لتطهير إدلب ومحيطها، وما يلزم هو بعض الأجواء السياسية المناسبة لشن العملية العسكرية، ومن المتوقع أن تتهيأ جميع الظروف اللازمة للمعركة في منتصف الربيع القادم.
وأخيرا لا يصح إلا الصحيح ولن يستقر الوضع في إدلب وريف حلب وحماة الشمالي حتى يطهرها الجيش السوري ويخرج أهلها الطيبين من تحت سوط الظالمين وينشر الأمن والاستقرار، دعونا نراقب قادم الأيام والأسابيع.
محمد كحيلة
انتهى/