بالامس اعلن جهاز الامن والمخابرات السودانية عن اطلاق المعتقلين في سجونه على خلفية الاحداث الاخيرة التي تشهدها البلاد
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وبث التلفزيون الرسمي شهادات لبعض المعتقلين المفرج عنهم لتوضيح ظروف اعتقالهم والمعاملة " الحسنة " التي تلقوها من قبل سجانيهم في مشهد وصفه المراقبين بانه مسرحية ساخرة ومالبث بعض اؤلئك ان ظهر مرة اخرى في مواقع التواصل الاجتماعي من المنزل ،هذه المرة، يعتذر لجماهير الشعب السوداني على تلك التصريحات التي قال انه تفوه بها عن ضغط اتقاء سياط الجلاد على حسب ما قال .
المبادرة ايضا فندتها نقابة الاطباء الشرعية حيث اوردت قائمة باسماء منتسبيها من الاطباء والمختصين الذين لايزالون يقبعون خلق القضبان كما سخر منها التحالف الديمقراطي للمحامين السودانين في بيان له مبررا اسباب الافراج عن هذا الكم الهائل من المعتقلين بالظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد وحالة الافلاس الاقتصادي التي تعاني منها الحكومة ماحدا بها للافراج عن المعتقلين تخفيفا للنفقات .
واليوم اعلنت كذلك اسرة السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي عن اعتقال مريم الصادق نائب رئيس الحزب ووصفت عملية اقتحام منزلها وترويع ابنائها بالعمل الارهابي وتضاربت الاخبار حول الافراج عنها لاحقا .
وبالعودة الى العنوان فقد كنا اسدينا واجب النصح في مقالات سابقة وناشدنا القائمين على امر البلاد بالافراج الفوري عن المعتقلين الذين لم يثبت عليهم ادلة بالمشاركة في عمليات تخريب او الاضرار بامن البلد وهم باعتقادنا جل المعتقلين ان لم يكن كلهم، كما تطلعنا لاجراء حوار وطني وتقديم تنازلات لحقن الدم السوداني واعادة الامور الى نصابها الصحيح ، لكن ليس كل مايتمنى المرء يدركه ، فحالة الاحتقان بلغت ذروتها ففي الوقت الذي كان من الممكن السيطرة على الاوضاع بضبط النفس وتقديم الحلول العادلة والمنطقية اصر قادة السودان على المهرجانات الخطابية وتحشيد المناصرين وترهيب المخالفين وكانت اجهزتهم الامنية هي الاخرى تعتدي على حرماتهم وتقتحم المنازل وتعتقل الامنين وتروعهم ، ما زاد من حدة الاحتقان والهب النفوس حنقا واجبر حتى اؤلئك المتخندقين في محور الحياد الى الوقوف الى جانب الثوار والتي كان اخرها الوقفة الاحتجاجية لاساتذة جامعة الخرطوم اليوم ، والمبادرة التي رشحت عنها تدل دلالة واضحة على استنفاد كافة الحلول حيث دعوا الى رحيل الرئيس البشير وسقوط نظامه .
وفي المقابل يواصل تجمع المهنيين السودانين الذي يقود الحراك الشعبي دعواته اليومية للتظاهر السلمي باعتباره ورقة الضغط الوحيدة المتوفرة لتعرية النظام كما يقول وفضحه ومن ثم اجباره على الرحيل ،والشهادة لله فقد ادار هذا التجمع معركته باحترافية وتمكن من حشد دعم كبير من خارج البلاد وداخلها كما انه لم ينجر الى دعوات شاذة نادت بها جهات مشبوهة الى تحويل المعركة الى صراع مسلح وهذه نقطة تحسب لصالحه بالطبع .
لايزال الكثير من عقلاء السودان يرسلون الدعوة تلو الاخرى للرئيس عمر البشير لوضع حل لهذه الازمة التي تعصف بالبلاد ويطالبونه بالتدخل المباشر لوقف نزيف الدم السوداني والانتهاكات الممنهجة التي تمارسها الاجهزة الامنية ومحاسبة المسؤولين عنها ومن ثم الجلوس مع الشباب وتحقيق مطالبهم المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة .
انتهى/