أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، يوم الأثنين، في تطور لافت للموقف الفرنسي حيال الأوضاع في سوريا أن الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، يمكنه المشاركة في العملية الإنتخابية، مؤكداً أن الشعب السوري وحده هو من يقرر ذلك.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - من جهة أخرى نقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن الوزير الفرنسي قوله، أثناء لقائه مع القيادة الأردنية: "إذا كان بشار الأسد مرشحاً، فسيكون مرشحاً. السوريون فقط هم من يجب أن يقرروا مستقبلهم".
حول تطورات الأحداث في فرنسا سر الإنقلاب في الموقف الفرنسي تجاه الأحداث في سوريا، ومدى إنعكاس وتأثير الوضع الداخلي الفرنسي والمعطيات التي فرضها الواقع السوري على تصريح لودريان يقول الإعلامي والكاتب السياسي رئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" في باريس طارق عجيب "أعتقد أنه على مستوى الحراك الذي تقوم به السترات الصفراء ليس هناك تأثير كبير على القضايا الخارجية، ولكن توقيت التصريح قد يكون لإضافة إتجاه جديد وإعطاء صورة بأن فرنسا صاحبة دور فاعل ولها حضور كبيرعلى الساحة الدولية، وأنها لاتزال قوية ولها كلمة.
بطبيعة الحال أيضا هو عامل دعم لمكانة الدولة الفرنسية وصورة الرئيس ماكرون ودعمه سياسياً وبالتالي تدعيم مكانة فرنسا التي تسعى إليها الحكومة الفرنسية، لان ذلك يصب في صالحها سياسياً، لكن المعطيات الجديدة التي فرضتها الدولة السورية وفرضها الواقع السوري المستجد هي التي لعبت الدور الأكبر في مثل هذا التصريح ، لأن هناك وعياً تجاه هذه القضايا، ودائماً كان هناك مصطلح منطقي تستخدمه أوروبا وهو مصطلح "الواقعية السياسية" وأنها تتعاطى بواقعية سياسية مع الأحداث التي تجري على الساحة العالمية، وهذا مايحدث لجهة التعامل مع الأزمة السورية.
واضاف: نحن نلاحظ أن الأمريكي والأوربي كانا دائماً يستخدمان مصطلح أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره السياسي وهو من يحدد من يحكمه، لأنها عتبة أو طريق رجوع، يعني عندما يصّلون إلى أنه أوقع في يدهم أنهم لن يستطيعوا فرض مشروعهم ولا أن يحققوا مصالحهم وأهدافهم في إسقاط الدولة السورية والنظام السياسي في سوريا ويستندون إلى هذا المسار للعودة إلى ماتفرضه الوقائع على الأرض وحقوق الشعب السوري والدولة السورية.
هذا التصريح يعتمد على شقين ، لهذا السبب أعتقد أن الشق الداخلي في هذا التصريح هو الشق الضعيف رغم أنه يعطي صورة بأن هناك إنجازات للحكومة الفرنسية وللرئيس ماكرون".
يذكر انه مع استمرار احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، المتواصلة للسبت التاسع على التوالي، وجه الرئيس ماكرون رسالة عاجلة إلى الشعب الفرنسي أعلن فيها عن بدء "حوار وطني كبير" ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل لغاية الـ15 من شهر مارس المقبل.
وبدأ ماكرون رسالته قائلاً إن "الشعور بغياب العدالة أصبح كبيراً ولذلك فمن الضروري إظهار التضامن والمساعدة"، مضيفا أن "فرنسا وأوروبا وأيضا العالم ككل يعيش حالة قلق ويجب تقديم أفكار واضحة ردا على الأزمة".
كما وأكد الرئيس الفرنسي على رفضه للعنف في إشارة واضحة إلى أعمال العنف التي شهدتها مؤخراً مظاهرات السترات الصفراء، معتبراً بأن العنف غير مقبول بتاتاً في دولة المؤسسات.
انتهى/