لأول مرة، قدّم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في لقاء تلفزيوني الاثنين، إحصائية غير معتادة، بقوله إن 62٪ من اللاجئين السوريين الذي يعيشون في تركيا هم من سكان المناطق السورية الواقعة ضمن حدود “الميثاق الوطني التركي”.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - لأول مرة، قدّم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في لقاء تلفزيوني الاثنين، إحصائية غير معتادة، بقوله إن 62٪ من اللاجئين السوريين الذي يعيشون في تركيا هم من سكان المناطق السورية الواقعة ضمن حدود “الميثاق الوطني التركي”.
وقال صويلو في لقاء على تلفزيون “خبر تورك” في سياق دفاعه عن سياسة الحكومة التركية اتجاه اللاجئين السوريين في تركيا: “62٪ من اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى تركيا منذ بداية الأزمة السورية أتوا من داخل مناطق الميثاق الوطني”.
والميثاق الوطني المكون من 6 بنود رئيسية صدر عام 1920 هو بمثابة الدستور الأول للبلاد الذي أسس بموجبه مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة، وتضمن بنداً يوضح حدود الجمهورية التركية أو ما زال يعرف حتى اليوم بـ”حدود الميثاق الوطني”.
وتشمل أراضي “الميثاق الوطني” كافة الأراضي التركية الحالية بالإضافة إلى أجزاء من شمال العراق منها “كركوك والموصل”،
ومحافظات من شمالي سوريا منها “حلب وإدلب والرقة والحسكة”، وأجزاء أخرى من بلغاريا واليونان، قبل أن يعاد لاحقاً ترسيم حدود تركيا الحالية بموجب اتفاقيتي “سيفير ولوزان”.
وعلى الرغم من مرور عقود طويلة على هذه التغيرات، إلا أن تركيا ما زالت تولي اهتماماً خاصاً بالمناطق التي كانت ضمن “الميثاق الوطني” ويعتبرها القوميون الأتراك أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي التركية وخاصة فيما يتعلق بمحافظة حلب في سوريا ومحافظة كركوك في العراق.
ويقصد الوزير من خلال هذه التصريحات التي تأتي في سياق مواجهة الحملات المعادية للاجئين السوريين في تركيا التأكيد بأن أغلب اللاجئين السوريين هم من سكان مناطق “الميثاق الوطني” أي من محافظات حلب وإدلب والرقة والحسكة.
وذكّر الوزير الذي بات يتصدر المدافعين عن السياسات الرسمية اتجاه اللاجئين السوريين، الشعب التركي بأن آلاف السوريين من سكان تلك المناطق شاركوا إلى جانب الجيش العثماني في معركة “تشانكلي” عام 1915 ضد الإنكليز والفرنسيين، مشيراً إلى أن شواهد قبور شهداء المعركة تشير إلى مئات الشهداء من حلب وإدلب وحماة وغيرها من المحافظات السورية.
وقال الوزير: “اذهبوا إلى مقبرة شهداء معركة تشانكلي، ونرى من ضحوا بدمائهم من أجل هذا الوطن، بينهم سوريون، هناك 189 شهيدا من حماة، 542 شهيدا من حلب، 91 شهيدا من دمشق، 129 شهيدا من إدلب، وغيرهم المعلومين فقط 1129 شهيدا من سوريا، والكثير غير المسجلين”.
وقبل أيام، ومع قرب الانتخابات المحلية في البلاد، تصاعدت حملات جديدة تدعو إلى طرد السوريين من تركيا عقب انتشار مقاطع فيديو لعشرات الشبان السوريين يتراقصون بالعلم السوري في ميدان تقسيم السياحي وسط إسطنبول في ليلة رأس السنة.
پورداً على العبارة الشهيرة التي يرددها المعارضون للاجئين السوريين، والتي تقول إن الجيش التركي يُقتل في سوريا بينما يلهو السوريون في إسطنبول، قال الوزير التركي إن “أكثر من 71 ألف مقاتل سوري من المعارضة قتلوا من أجل الدفاع عن أراضيهم منذ عام 2011″، لافتاً إلى أن الشبان السوريين سيقاتلون إلى جانب الجيش التركي إذا طلب منهم ذلك، مؤكداً أن عمليات الجيش التركي لا تهدف فقط لتوفير الرفاهية للسوريين في بلادهم، وإنما لمصلحة تركيا وحماية أمنها القومي وتأمين حدودها.
وقدم الوزير إحصائية جديدة لعدد اللاجئين الذين حصلوا على الجنسية التركية، مشيراً إلى أن عدد من حصل عليها من البالغين وصل إلى 36 ألف وبعدد إجمالي مع حساب الأطفال والعائلات 76 ألف شخص، مشيراً إلى أن أغلبهم من الكفاءات والأطباء والأكاديميين ورجال الأعمال.
المصدر: القدس العربی
انتهی/