إيران تتحدي وترسل مدمراتها البحرية إلي الشواطئ الأمريكية ردا علي دخول حاملة الطائرات الأمريكية "ستينيس" مياه الخليج الفارسي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۳۶۴۶
تأريخ النشر:  ۱۰:۲۲  - الاثنين  ۰۷  ینایر‬  ۲۰۱۹ 
يَبْدأ مايك بومبيو، وَزير الخارجيّة الأمريكيّ، غدا الثلاثاء جولة في منطقة الشرق الأوسط تشمل السعودية ودول الخليج 'الفارسي' السِت، عَلاوَةً علي مِصر والأُردن، والهَدف هو اطلاع هَذهِ الدول علي الخُطَط الأمريكيّة لمُواجَهة 'التَّهديد الإيرانيّ' في ظِل التَّوتُّر المُتصاعِد بين إيران والوِلايات المتحدة.

إيران تتحدي وترسل مدمراتها البحرية إلي الشواطئ الأمريكية ردا علي دخول حاملة الطائرات الأمريكية طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - هَذهِ الجَولة تتَجاوز ما تتَحدَّث عَنه بعض الصُّحُف الخليجيّة مِن قضايا نَراها ثانويّة، مِثل المُحاكَمات السعوديّة للمُتوَرِّطين في مقْتَل الصِّحافي جمال خاشقجي، والمُصالَحة الخليجيّة، إلي قَضايا استراتيجيّة أكثَر عُمْقًا، خاصَّةً بَعد عَزمْ إيران إرسال سُفن حربية مُزوّدة بصَواريخ باليستيّة وطائِرات مُروحيّة، ومَنظومَة دِفاع جويّ مُتطوّرة ومُتكامِلة، إلي فنزويلا، وقُرب المِياه الإقليميّة الأمريكيّة في المُحيط الأطْلسي تَحديدًا، وإجرائِها مُناورات عَسكريّة في جَزيرة "قشم" قُرب مَضيق هرمز الأُسبوع الماضِي، شارَكت فيها سُفن حربيّة ومَروحيّات وزَوارق سَريعة ووَحدات كوماندوز.

ما يُقلِق الإدارة الأمريكيّة حاليًّا هو تَطَوُّر البَرنامَج الصاروخي الباليستيّ الإيرانيّ بشَكلٍ مُتسارعٍ، وإعلان إيران عَن عَزمِها إطلاق مجموعة مِن هَذهِ الصَّواريخ إلي الفَضاء حامِلةً أقمار تَجَسُّس، الأمْر الذي دَفَع بومبيو إلي تَوجيهِ تَحذيرٍ شَديدِ اللَّهْجَة إلي القِيادَة الإيرانيّة بالتَّراجُع عَن هَذهِ الخُطوة التي يَقول أنّها تُشَكِّل انْتِهاكًا لقَرارات مجلس الأمْن الدوليّ.

إيران، وبَعد أنْ نجَحَت في تَطوير صِناعَة الصَّواريخ الباليستيّة مِن مُختَلف الأبعاد والأحجام، وألْغَت عَمَليًّا مَفعول التَّفوُّق الجَويّ الأمريكيّ والإسرائيليّ، انتَقَلت إلي تَطوير صِناعاتها العَسكريّة البَحريّة، ابتَداءً مِن تصنيع الغَوّاصات، وانتِهاءً ببِناء مُدمّرات بَحريّة علي دَرجةٍ عاليةٍ مِن الكَفاءَة، الأمْر الذي مَكَّنها مِن زعْزَعَة هيْمَنَة حامِلات الطَّائِرات الأمريكيّة في مِنطَقة الخَليج الفارسي والمُحيط الهندي وباب المَندب بشَكْلٍ أو بآخَر.

التحدّي الإيرانيّ البحريّ للولايات المتحدة جاء علي لِسان الإدميرال تورج حسني مُساعد قائِد البحريّة الإيراني عندما أعلَن عَن عزم بلاده، وبتَعليماتٍ مِن المُرشد الأعلي السيّد علي خامنئي، إرسال مُدمّرة "سهند" الحامِلَة للمِروحيّات إلي جانِب مُدَمِّرات أُخْرَي إلي غَرب الأطلَسي كرَدٍّ علي إرسال الوِلايات المتحدة حامِلة طائِرات إلي مِنطَقة الخَليج الفارسي .. والمُدمّرة "سنهد" صِناعة مَحليّة يَصْعُب رصْدها مِن قَبَل الرّادارات، ومُجَهَّزَة بصَواريخ أرض جو، وأُخْرَي مُضادّة للطَّائِرات، ومُجَهَّزَة لخَوض أيّ حَربٍ إلكترونيّةٍ مُحتَملةٍ، وبِهذا تُصبِح إيران رابِع قُوّة بَحريّة تُقْدِم علي هَذهِ الخُطوة بَعد الاتِّحاد السُّوفيتيّ والصين، وروسيا الاتِّحاديّة (أرسَلَت طائِرات قاذِفَة تَحمِل قنابل نَوويّة إلي فنزويلا قبْل شَهر).

القِيادَة العَسكريّة الأمريكيّة تَأخُذ تهديدات إيران علي مَحمَل الجَد، فعِندما هدَّدَت نَظيرَتها الإيرانيّة، وعَلي لِسان المُرشَد الأعلي، والجَنرال قاسم سليماني، رئيس فيْلق القُدس في الحَرس الثوريّ، بأنّها ستُغْلِق مَضيق هرمز في حال تَم فرض حظْر أمريكيّ كامِل علي صادِراتِها النِّفْطيّة، تَراجَعت إدارة الرئيس ترامب عَن هَذهِ التَّهديدات تحت ذَريعَة إعْطاء ثَمانِي دول إعفاءات، والسَّماح لها بالاستِمرار في استِيراد النِّفط الإيرانيّ، ومِن المُفارَقة أنّ مُعَدَّل الصَّادِرات النفطيّة إلي الهند والصين وتركيا وأوروبا ما زالَ علي حالِه ولم يَتَأثَّر.

لا نَعرِف تفاصيل المُهمّة التي سيَحمِلها بومبيو إلي دول النّاتو السنّيّ الخَليجيّة والعَربيّة (مِصر والأُردن)، وما هِي الأدوار التي سيُوزّعها علي هَذهِ الدول الثَّمانِي، وما إذا كانَت زيارة زميله جون بولتون، مُستشار الأمن القَوميّ لتل ابيب التي بدأت اليوم، مُكَمِّلة لهَذهِ الجَولة، وتَعكِس تَبادُل الأدوار بينهما، فضَم الاحتلال الإسرائيلي إلي جولة بومبيو ربّما يُشَكِّل حَرَجًا للدول العربيّة الثَّماني التي ستَشْملها، وستَظهر إسرائيل بمَظهر العُضو في حِلف الناتو العربي المُتبلوِر، خاصَّةً أنّ الرئيس المِصري عبد الفتاح السيسي كشَف في مُقابَلته المُثيرة للجَدل مع محطّة :سي بي إس″ الأمريكيّة أنّ طائِرات إسرائيليّة تتَعاون مع نَظيراتِها المِصريّة وقَصَفَتْ مَواقِع "داعش" في سَيناء.

إعلان ترامب عن عَزمَه سَحب قُوّاته مِن سورية، وزيارته المُفاجِئة والسِّريَّة إلي قاعدة بلاده في عين الأسد غرب الرمادي العِراقيّة، وتأكيده أنّ هَذهِ القاعِدة قَد تُستَخدم في أيّ هجَمات ضِد تنظيم (داعش)، كلها تَعكِس مَلامِح المُخطَّط الأمريكيّ في العامِ الجَديد ومَحطّاتِه.

أمريكا لا تُريد قَتال "داعش" في سورية أو العِراق، وإنّما الاستِعداد لأيّ مُواجَهة مُحتَملة مَع إيران بتَحْريضٍ إسرائيليٍّ، وتُريد تَهيئَة قواعَدها سواءً في العِراق أو في مِنطَقة الخليج الفارسي، وخاصَّةً في قَطر (العيديد) والبَحرين والسعوديّة والإمارات والكويت.

لا نَستبعِد أنْ يتَطَرَّق الوزير بومبيو إلي الأزمةِ الخَليجيّة، ويُمارِس ضُغوطًا لحَلّها مَع أطْرافِها، وخاصَّةً السعوديّة وقطر، ولكن ليسَ مَن أجْلِ مَصلَحة هَذهَ الدول، ووحدة مجلس التعاون الذي يُشَكِّل المِظَلَّة الإقليميّة التي تَسْتَظِل بِظِلّها، وإنّما في إطارِ المُواجهةَ المُحتَمَلَةِ مَع إيران.. والأيّام بَيْنَنَا.

انتهى/

رأیکم