بعد ثمانية اعوام من الحرب المدمرة التي فرضتها العديد من دول العالم خاصة بعض الدول العربية على سوريا نجح هذا البلد بمساعدة حلفائه من استعادة موقعه في العالم العربي بحيث ان العديد من هذه الدول اعادت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وجاءت هذه التطورات بعد ان تمكنت سوريا من تحرير معظم اراضيها ونشر قواتها فيها ودحر العديد من المجموعات الارهابية المسنودة من هذه الدول بما فيها جبهة النصرة و"داعش".
وقد تلطخت ايدي معظم هذه الدول بدماء السوريين بعد أن شاركت وبكل وحشية في الجرائم التي ارتكبت بحق سوريا من خلال دعم المجموعات الارهابية ماليا ولوجستيا .
وبعد ان اعلنت العديد من الدول العربية حرصها على عودة العلاقات مع سوريا قال الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا تأخذ من الماضي العبر وتتجاوزه وتنظر إلى المستقبل لتبني فيه.
وفي ظل هذا الموقف المبدئي ، سيجد العرب الذين يصحون من غيهم وعدوانيتهم، سوريا تفتح لهم أبواب العودة، لكن ليس لأحد منهم أن يشترط على سوريا أو يحدد لها عناصر سياستها وعلاقاتها الخارجية، فعلى العائدين المتزاحمين على أبواب دمشق أن يعلموا أنهم يعودون إلى سوريا المنتصرة، سوريا التي صمدت ودافعت عن نفسها 8 سنوات ضد أشرس حرب كونية شاركوا هم فيها ضدها، وسوريا لن تتخلى عن أخ أو صديق أو حليف وقف معها في أيام الشدة من أجل أن تستقبل من أجرم بحقها وأثخن في شعبها الجراح.
إن انتصار سوريا هو الذي جعل العرب يعودون إلى دمشق، عودة يعرف أصحابها أن سوريا في غيابهم احتفظت بموقعها الدولي وعززت دورها الإستراتيجي في الإقليم وهي إذ تفتح أبوابها لهم فإنهم يدخلون إلى عرين من انتصر ويكون من مصلحة العائدين ألا يضيعوا وقتاً إضافياً باستمرار إغلاق سفاراتهم في دمشق، أما الجامعة العربية فإن مصلحتها وعنوان أهميتها تكمن في وجود سوريا المنتصرة تشغل مقعدها فيها بكل جدارة واقتدار.
أما دول الغرب التي قاطعت سوريا فإنها لن تجد مناصاً من العودة إلي دمشق التي لم يهزها إغلاق سفارة ولم يرهبها تهديد، ومصالح الآخرين تكمن على حد قول دبلوماسييهم بإعادة فتح سفاراتهم فيها والتصرف على أساس أن الحرب باتت في أيامها الأخيرة، وسوريا انتصرت وأن العمل مع المنتصر أفضل من مقاطعته فهل يشهد الفصل الأول من العام الجديد هذا، عودة الحال إلى ما كان عليه على صعيد السفارات الأجنبية؟ هذا ما يتوقع، إنها عودة ستكون من غير شروط طبعاً لأن المنتصر هو من يفرض شروطه وليس العكس على حد قول سفير بريطانيا السابق في دمشق بيتر فورد.
وفي هذا الاطار واصل قطار تقرب قادة وزعماء وملوك العالم العربي مسيرته بالتقرب من سوريا ومن الرئيس السوري بشار الأسد، بدأها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن بعده العراق والسودان وموريتانيا ودول الخليج الفارسي، خاصة الإمارات، حيث أعادت الإمارات وبالضوء الاخضر السعودي العمل بسفارتها في دمشق وان الخاسر الوحيد من هذه التطورات هو الكيان الاسرائيلي.
انتهى/