قالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا أعاد خلط الأوراق ليس فقط بالنسبة لهذا البلد بل أيضا بالنسبة لكل القوى المتورطة في الحرب هناك، وعددت ستة سيناريوهات قالت إنها يمكن أن تتمخض عن هذا الانسحاب.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقالت الصحيفة إن الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا ستكون له تداعيات على "تطور صراع معقد تتداخل فيه أطراف دولية وإقليمية عدة".
وأبرزت السيناريوهات التالية بالنسبة للجهات الفاعلة الرئيسية المنخرطة في هذه الحرب المميتة:
تركيا بمواجهة الأكراد وتنظيم الدولة
1- يترك سحب ألفي جندي أميركي -كانوا منتشرين في سوريا- تركيا في مواجهة مباشرة مع عناصر تنظيم الدولة والأكراد.
وفي هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقنع ترامب بأن تركيا قادرة لوحدها أن تقضي على الجيوب المتبقية من عناصر تنظيم الدولة.
وأضافت أن القرار الأميركي يترك المجال مفتوحاً أمام طموحات تركيا التي حشدت بالفعل تعزيزات عسكرية هامة على حدودها مع سوريا وتهدد منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي بشن هجوم جديد ضد وحدات حماية الشعب أهم مليشيا كردية في سوريا والتي تصنفها أنقرة بأنها مجموعة "إرهابية" رغم أن مقاتليها كانوا رأس حربة واشنطن في مقارعة تنظيم الدولة بسوريا.
تبدد الأحلام
2- بهذا الانسحاب يرى الأكراد حلمهم في تحقيق حكم ذاتي شمال سوريا يذهب أدراج الرياح، ولتفادي عملية تركية، يعتقد بعض الخبراء أن الأكراد سيلجؤون للتفاوض على عودة نظام بشار الأسد على السيطرة من جديد على أراضيهم.
وتذكر لوباريزيان بأن الأكراد استفادوا من الصراع لإقامة حكم ذاتي فعلي بمناطقهم شمال وشمال شرق سوريا، لكن تحليلا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) يرى أن "حفاظ الأكراد على درجة عالية من الاستقلالية قد انخفض إلى حد كبير".
تعزيز المكانة
3- هذا الانسحاب عزز مكانة دمشق وروسيا وإيران، فهذه الأطراف -حسب الخبير السياسي فابريس بلانش- ستستفيد من تفكك المناطق الكردية "وستتقاسم تركيا والجيش السوري مناطق كانت تحت سيطرة القوات الكردية".
وحسب هذا الخبير، من المرجح أن يأخذ نظام الأسد مدينة الرقة ومحافظة دير الزور بأكملها، ليسيطر بذلك على حقول نفطية إستراتيجية.
ومع انسحاب القوات الأمريكية، لن تعود أمام إيران أية عقبة لإنشاء ممر بري يصلها بالبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.
كما ستستفيد موسكو أيضًا من فك الارتباط الأميركي، إذ إنه سيكرس دورها المحوري في الصراع السوري، وذلك على المستويين العسكري والدبلوماسي.
متنفس لتنظيم الدولة
4- قد يمثل هذا الانسحاب متنفسا لتنظيم الدولة الإسلامية، إذ كان الأكراد قد حذروا في السابق من أن أي هجوم تركي على مناطقهم سيؤثر على دورهم في العمليات الموجهة ضد التنظيم، وفقا لبعض الخبراء.
ويعلل الأكراد ذلك بقولهم إن مقاتليهم سيضطرون في هذه الحالة إلى إعادة انتشارهم للدفاع عن مناطقهم الشمالية، الأمر الذي قالت الصحيفة الفرنسية إن بعض الخبراء يتوقع أن يعطي متنفسا لــ "داعش (تنظيم الدولة)".
المعارضة بإدلب
5- يمكن أن يمثل هذا الانسحاب خطرا على قوات المعارضة السورية في إدلب، إذ قد يقعون ضحية للعبة التحالفات بين القوى المتصارعة في سوريا، حسب لوباريزيان.
وتنقل بهذا الإطار عن الخبير السياسي بلانش قوله إن روسيا ستترك تركيا تسحق الأكراد مقابل السماح بتقدم قوات الأسد بمحافظة إدلب ودفع سكانها للانتقال إلى المناطق الكردية التي تنتزعها أنقرة من الأكراد.
الخاسر الأكبر
6- تعتبر إسرائيل الخاسر الأكبر من هذا الانسحاب، إذ يفتح المجال -حسب الخبراء- أمام إيران وحلفائها لتطوير قدراتهم العسكرية في سوريا.
ولفتت إلى أن إسرائيل -التي ما فتئت تصفق بابتهاج لسياسات الإدارة الأميركية الحالية بالشرق الأوسط- ستضطر إلى إدارة الصراع على حدودها مع سوريا وحيدة كما كانت في السابق.
انتهی/