في ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص) واستشهاد سبطه الامام الحسن (ع)

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۰۵۹۹
تأريخ النشر:  ۱۰:۴۷  - الأربعاء  ۰۷  ‫نوفمبر‬  ۲۰۱۸ 
تصادف اليوم 28 صفر ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص) واستشهاد سبطه الامام الحسن (ع).

في ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص) واستشهاد سبطه الامام الحسن (ع) طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - تصادف اليوم 28 صفر ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص) وبهذه المناسبة الاليمة نتقدم بالتعازي لجميع المسلمين وننقل بعض الروايات بهذا الحادث الجلل وحزن اهل بيته لاسيما السيدة فاطمة الزهراء عليهم السلام .

1. روي في المناقب عن الصحابي الجليل ابن عباس (رض): إنه أغمي على النبي صلى الله عليه وآله في مرضه، فدق بابه، فقالت فاطمة عليها السلام: من ذا ؟ قال: أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون لي في الدخول عليه ؟ فأجابت: إمض رحمك الله [ لحاجتك ]، فرسول الله عنك مشغول . فمضى ثم رجع، فدق الباب، وقال: غريب يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون للغرباء ؟ فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله من غشيته وقال: يا فاطمة أتدرين من هذا ؟ قالت: لا يا رسول الله، قال: هذا مفرق الجماعات، ومنغص اللذات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن علي لكرامتي على الله ائذني له، فقالت: ادخل رحمك الله . فدخل كريح هفافة وقال: السلام على أهل بيت رسول الله، فأوصى النبي صلى الله عليه وآله الى علي عليه السلام بالصبر عن الدنيا، وبحفظ فاطمة عليها السلام، وبجمع القرآن، وبقضاء دينه وبغسله، وأن يعمل حول قبره حائطا، ويحفظ الحسن والحسين عليهما السلام.

2. وروي عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه فأخذت بقدميه اقبلهما وأبكي فأفاق وأنا أقول: من لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟ فرفع رأسه، وقال: الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين. وفي رواية الصدوق عن ابن عباس: فجاء الحسن والحسين عليهما السلام، يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحيهما عنه، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي دعني اشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما، فلعنة الله على من يظلمهما يقول ذلك .

3. وقال الطبرسي وغيره ما ملخصه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال لملك الموت: إمض لما امرت له، فقال جبرائيل: يا محمد هذا آخر نزولي الى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها، فقال له : يا حبيبي جبرائيل إدن مني، فدنا منه . فكان جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وملك الموت قابض لروحه المقدسة، فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها، فرفعها الى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره. قال الراوي: وصاحت فاطمة عليها السلام، وصاح المسلمون وهم يضعون التراب على رؤوسهم. قال الشيخ في التهذيب: قبض [ بالمدينة ] مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.

ماذا قال الرسول (ص) بحق اهل بيته عليهم السلام

عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي يا بني، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى، ثم أقبل الحسين (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي يا بني، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة عليها السلام، فلما رآها بكى، ثم قال: إلي يا بنية، فأجلسها بين يديه، ثم أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي يا أخي، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه: يا رسول الله، ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته ! فقال صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية، إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل، وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم....

إلى أن قال صلى الله عليه وآله: وأما الحسن فإنه ابني وولدي، وبضعة مني وقرة عيني، وضياء قلبي وثمرة فؤادي، وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء، والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعمِ عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام. ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثم قام : وهو يقول: اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي، ثم دخل منزله.

فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قد سجي بثوب، فقال: ( السلام عليكم يا أهل البيت (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة) إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاءا من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، فتوكلوا عليه، وثقوا به واستغفر الله لي ولكم ) . وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم.

عظم مصيبة النبي (ص) وماقاله الامام علي عليه السلام

إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي صلى الله عليه وآله على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك، قال: ( فنزل بي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به، فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم . وحملت نفسي على الصبر عند وفاته، بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه، وتغسيله وتحنيطه، وتكفينه، والصلاة عليه، ووضعه في حفرته، وجمع كتاب الله وعهده الى خلقه، لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة، ولا هائج زفرة  ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وآله علي، وبلغت منه الذي أمرني به، واحتملته صابرا محتسبا ).

حزن السيدة فاطمة الزهراء (ع) على فقد ابيها المصطفى (ص)

وسلبت مصيبة وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) عن ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) كل قرار واستقرار، وكل هدوء وسكون.

والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أعلم امرأة في الإسلام، وأعرف بعظمة نبي الإسلام.

فالزهراء تعرف عِظم المصاب، ومدى تأثير الواقعة في الموجودات كلها.

وهنا تحدثنا فضّة خادمة الزهراء عن الحزن المسيطر على السيدة فاطمة بسبب وفاة أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله) قالت:

(ولما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) افتجع له الصغير والكبير وكثر عليه البكاء، وعظُم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب، والغرباء والأنساب.

ولن تلق إلاّ كل باكٍ وباكية، ونادب ونادبة، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشدّ حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكان حزنها يتجدد ويزيد، وبكاؤها يشتد، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين، ولا يسكن منها الحنين، وكل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الذي قبله.

فلما كان اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن، فلم تطق صبراً، إذ خرجت وصرخت، وضجَّ الناس بالبكاء، فتبادرت النسوة، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبين وجوه النساء.

كانت السيدة فاطمة تنادي وتندب أباها قائلة:

وا أبتاه! واصفياه، وا محمداه! وا أبا القاسماه! وا ربيع الأرامل واليتامى!

مَن للقبلة والمصلّى؟

ومَن لابنتك الوالهة الثكلى؟

ثم أقبلت تعثر في أذيالها، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها، ومن تواتر دمعتها، حتى دنت من قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المئذنة أغمي عليها، فتبادرت النسوة، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها، وجبينها حتى أفاقت، فقامت وهي تقول:

رُفعت قوتي، وخانني جَلَدي، وشمت بي عدوي، والكمد قاتلي.

يا أبتاه بقيت والهة وحيدة، وحيرانة فريدة.

فقد انخمد صوتي، وانقطع ظهري، وتنغَّص عيشي، وتكدَّر دهري.

فما أجد - يا أبتاه - بعدك أنيساً لوحشتي، ولا راداً لدمعتي، ولا معيناً لضعفي، فقد فني بعدك محكم التنزيل، ومهبط جبرئيل، ومحل ميكائيل.

انقلبت - بعدك - يا أبتاه الأسباب.

وتغلَّقت دوني الأبواب.

فأما الدنيا بعدك قالية، وعليك ما تردّدت أنفاسي باكية.

لا ينفد شوقي إليك، ولا حزني عليك.

إنّ حــــــزني علـــــــيك حزن جديد          وفــــــــؤادي والله صــــــــبّ عنيد

كل يوم يزيد فــــــــيه شجــــــونــي          واكتــــــئابي علـــــــــيك ليس يبيد

جلّ خطبي، فبان عـــــــني عــزائي          فبكائي فــــــــي كـــــــل وقت جديد

إن قلبٌ علــــــــيك يألـــــــف صبراً          أو عــــــــــــزاء فإنــــــــــــه لجليد

ثم نادت:

يا أبتاه، انقطعت بك الدنيا بأنوارها، وذوتْ زهرتها وكانت ببهجتك زاهرة.

يا أبتاه! لا زلت آسفة عليك إلى التلاق.

يا ابتاه! زال غمضي منذ حقَّ الفراق.

يا أبتاه! مَن للأرامل والمساكين؟

ومَن للأمة إلى يوم الدين؟

يا أبتاه! أمسينا بعدك من المستضعفين!

يا أبتاه! أصبحت الناس عنا معرضين!

ولقد كنَّا بك معظَّمين في الناس غير مستضعفين!

فأي دمعة لفراقك لا تنهمل؟

وأي حزن بعدك لا يتصل؟

وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل؟

وأنت ربيع الدين، ونور النبيين.

فكيف بالجبال لا تمور؟ وللبحار بعدك لا تغور؟

والأرض كيف لم تتزلزل؟

رُميتُ - يا أبتاه - بالخطب الجليل.

ولم تكن الرزية بالقليل.

وطُرِقتُ - يا أبتاه - بالمصاب العظيم، وبالفادح المهول.

بكتك - يا أبتاه - الأملاك.

ووقفتِ الأفلاك.

فمنبرك بعدك مستوحش.

ومحرابك خال من مناجاتك.

وقبرك فرِحٌ بمواراتك.

والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك.

يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك!!

فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك.

وأُثكل أبو الحسن المؤتمن، أبو ولديك الحسن والحسين وأخوك ووليك، وحبيبك، ومن ربيّته صغيراً وآخيته كبيراً.

وأحلى أحبابك وأصحابك إليك.

من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً.

والثكل شاملنا! والبكاء قاتلنا! والأسى لازمنا.

ثم زفرت، وأنَّت أنيناً يخدش القلوب ثم قالت:

قلَّ صبــــــــري وبــان عني عزائي          بعـــــــد فـقــــــــــدي لخاتم الأنبياء

عين يا عين اسكــــــبي الدمع سحاً          ويك لا تبخــــــلي بفـــــيض الدماء

يا رســــــــول الإله يا خـــــيرة الله          وكهــف الأيـــــــــتام والضـــــــعفاء

قد بكتك الجـــــــبال والوحش جمعاً          والطير والأرض بعـــد بكي السماء

وبكاك الحــــــجون والركن والمشـ          ـعر - يا سـيدي - مـــــــــع البطحاء

وبكاك المحــــــــراب والـــــــدرس          للقرآن في الصبــــح معلناً والمساء

وبكاك الإســــــــلام إذ صار في النا          س غريباً مــــن ســــــــائر الغرباء

لو ترى المــــــــنبر الذي كنت تعلو          ه علاه الظـــــــــلام بعـــــد الـضياء

يا إلهي عجّــــــــل وفــــاتي سريعاً          فقـــــلد عِفْتُ الحـــــــياة يا مــولائي

وأخذت فاطمة الزهراء (عليها السلام) شيئاً من تراب قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعلت تشمّه وهي تقول:

ماذا علـــــى مـــــن شمّ تربة أحمد          إن لا يشــــــــمّ مدى الزمان غواليا

قل للمغيّب تحـــــــــت أطباق الثرى          إن كنت تســــــمع صرختي وندائيا

صُبَّت عليَّ مصائـــــب لــــــــو أنها          صُبَّت علـــى الأيــــــام صرن لياليا

قد كنت ذات حـــــــــمى بظلّ محمد          لا أخش مــــن ضيم وكان حمىً ليا

فاليوم أخــــــضع للــــــذليل وأتّقي          ضيمي، وأدفــــــع ظالـــمي بردائيا

فإذا بكت قمــــــرية فــــــي لـــيلها          شجناً على غصــــــن بكيت صباحيا

فلأجعلن الحــزن بعــــــدك مؤنسي          ولأجعلن الدمـــــــع فــــيك وِشاحيا

وروى زيني دحلان في السيرة النبوية هذه الأبيات لها في رثاء أبيها بعد دفنه (صلى الله عليه وآله):

اغبرَّ آفــــــاق الســــــماء وكوّرت          شمـــــــــس النهار وأظلم العصران

والأرض من بعــــــد النــــبي كئيبة          أسفةٍ علــــــــيه كثــــــيرة الرجفان

فليبكه شــــرق البــــــــلاد وغربها          وليبـــــــكه مــــــضر وكـــل يماني

وليبكه الطـــــــود المعــــــظم جوّه          والبـــــــيت ذو الأســــتار والأركان

يا خاتم الرسل المــــــــبارك ضوؤه          صلّى علـــــــيك مـــــــــنزّل القرآن

ثم رجعت إلى منزلها، وأخذت بالبكاء والعويل، وكانت (سلام الله عليها) معصبة الرأس، ناحلة الجسم منهدّة الركن، باكية العين، محترقة القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة، وتقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة؟ أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما، فلا يدعكما تمشيان على الأرض، لا أراه يفتح هذا الباب أبداً، ولا يحملكما على عاتقه، كما لم يزل يفعل بكما!!

ولما توفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) امتنع بلال من الأذان قال: لا أؤذن لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن فاطمة (عليها السلام) قالت ذات يوم: إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي (صلى الله عليه وآله) بالأذان. فبلغ ذلك بلالاً فأخذ في الأذان فلما قال: الله أكبر الله أكبر ذكرت أباها وأيامه، فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ إلى قوله: أشهد أن محمداً رسول الله شهقت فاطمة (عليها السلام) وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدنيا، وظنوا أنها قد ماتت؟ فقطع أذانه، ولم يتمّه، فأفاقت فاطمة (عليها السلام) وسألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل وقال لها: يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان. فأعفته عن ذلك(1).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): غسلت النبي (صلى الله عليه وآله) في قميصه. فكانت فاطمة تقول: أرني القميص. فإذا شمّته غشي عليها. فلما رأيت ذلك غيّبته(2).

ماذا ترك لنا الرسول الاكرم (ص) وماهي وصيته

( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) .

بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره ، فإنه قد رواه الفريقان ، واقرت به جميع الفرق الاسلامية ، وعرفه الخاص والعام ، بل حفظه الصغير والكبير ، والعالم والجاهل ، فهو فاكهة الأندية وفي مذاق الأفواه حتى كاد أن يتجاوز حد التواتر .

غير أن الرواة اختلفوا في نص هذا الحديث الشريف اختلافا كثيرا ، إلا أن الاختلاف الذي جاء فيه لا يغير مفاده ، ولا يجعل منه منزعا للتأويل الزائغ ، ولا ذريعة للفرار عما ألزم به منطوقه .

وهذا الاختلاف يشهد لما قيل من أن رسول الله صلى الله عليه وآله نطق بمفاد هذا الحديث الشريف في عدة مواطن ، مراعيا وحدة المعنى والغرض ، كما أن تعدد الرواة له ، وتعدد الطرق لروايته ينبئنا عن تعدد تلك المواطن.

1 - العاشر من بحار الأنوار عن من لا يحضره الفقيه.

2 - مقتل الحسين للخوارزمي.

المصدر: وكالة فارس للأنباء

انتهی/

رأیکم