يواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ توليه منصبه عددا من الأزمات على الصعيد الداخلي والخارجي، يرى عدد من الخبراء أن طريقة تعاطيه مع ملفاتها يهدد صورة بلاده خارجيا ويؤثر بالسلب على علاقاته الدولية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وتضاف الأزمة الحالية المتعلقة باختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي واحتمال مقتله في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، إلى قائمة طويلة من الأزمات تعرض من خلالها ابن سلمان إلى سلسلة من الانتقادات، كما أنها قد تؤدي إلى تدهور علاقات السعودية مع كثير من الدول.
ويعلق الباحث في جامعة "رايس" الأميركية كريستيان أولريشسن بقوله إن هذا قد يعزز النظرة في واشنطن بأن "السعودية بقيادة محمد بن سلمان عرضة للممارسات المتهورة في ظل ما يبدو أنه تفكير محدود جدا بالعواقب، سواء أكان حصار قطر أو احتجاز سعد الحريري أو الخلاف مع كندا دون الحديث حتى عن حرب اليمن".
أزمات عربية ودولية
واندلعت أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين السعودية وكندا بعد تغريدة للسفارة الكندية في أغسطس/آب الماضي، طلبت فيها "الإفراج الفوري" عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان موقوفين في المملكة.
وسبق ذلك أزمة مع ألمانيا على إثر استدعاء الرياض سفيرها في برلين احتجاجا على تصريحات لوزير خارجية ألمانيا السابق زاغمار غابرييل، انتقد فيها سياسة السعودية بشأن مصير رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وفي السياق ذاته، تعرّض ولي العهد السعودي لانتقادات كبيرة إثر قيامه "باحتجاز" رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، "وإجباره" على تقديم استقالته من الرياض التي لم يغادرها إلا بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعن التدخل في حرب اليمن، فقد اتهمت منظمات دولية في مقدمتها هيومن رايتس ووتش السعودية والإمارات بارتكاب جرائم حرب في البلاد وجرائم ضد المعتقلين في السجون السرية، إضافة إلى تسببها في تهجير مئات الآلاف من المدنيين، وتعريض السكان للمجاعة والمرض.
ويبرز في هذا السياق أيضا ملف حصار دولة قطر وما نجم عنه من انتهاكات على الصعد الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية، رفضها العالم أجمع باستثناء دول الحصار وبعض الدول المجهرية التي ارتبطت مصالحها مع تلك الدول.
قبضة حديدية
وعلى الصعيد الداخلي، واجهت سياسة القبضة الحديدية التي انتهجها ابن سلمان مع معارضيه رفضا واسعا، وتعرضت لموجات من السخط في أوساط الهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية.
وسلطت الأضواء على سياسته عندما تم اعتقال عشرات الشخصيات السعودية من أمراء ورجال أعمال، واحتجازهم في فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة الرياض بتهم الفساد.
كما تعرض ولي العهد لهجوم بسبب سلسلة اعتقالات طالت ناشطات في مجال حقوق المرأة منذ مايو/أيار الماضي، إضافة إلى اعتقال عشرات الدعاة والعلماء ورجال الفكر والمثقفين السعوديين، وتعريضهم لظروف اعتقال مريرة، فضلا عن توقعات بالحكم على عدد منهم بـ"القتل تعزيرا".
اختفاء خاشقجي
وتهدد قضية الصحفي خاشقجي -الذي فُقد أثره منذ الثلاثاء في إسطنبول- العلاقات التركية السعودية، ويحذر محللون في حال ثبت مقتله من عواقب وخيمة على العلاقات المتدهورة أصلا بين الرياض وأنقرة.
وترى المحاضرة في جامعة ووترلو الكندية بسمة مومني أنه في حال التأكد من موت خاشقجي فإن "صورة ولي العهد ستصبح أكثر صعوبة للاستيعاب وخصوصا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى"، مؤكدة أن من المرجح أن تسوء العلاقات التركية السعودية جراء هذه القضية.
أما المحلل جيمس دورسي فاعتبر أن قضية خاشقجي سيكون لها عواقب "كبيرة" في الخارج، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجهها السعودية في اليمن وخطر أن يقوم نواب في دول مختلفة بالحشد من أجل منع بيع الأسلحة للرياض.
ويشير أولريشسن إلى أنه في حال ثبت ارتباط السعوديين بمقتل خاشقجي، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية
انتهی/